جلود الأضاحى بضعف السعر.. ولا عزاء لـ«المدابغ»

08:02 م | الاثنين 12 سبتمبر 2016

جلسوا فى منطقة سور «مجرى العيون» فى مصر القديمة كعادتهم كل عيد أضحى فى انتظار جلود الأضاحى، فالعيد بالنسبة لهم موسم ربح يحققون فيه مكسباً كبيراً لا يحققونه طوال العام، لكن يبدو أن هذا العام بما يحمله من تقلبات فى الأسعار سيكون مختلفاً. فى المقدمة يجلس أنور الشامى فى انتظار بدء العمل: «بنشترى الجلود من الناس اللى بتدبح، ندخّلها المدابغ تتملّح عشان تكون جاهزة تتعمل جزم وشنط». يؤكد «أنور» أن ارتفاع أسعار اللحوم يؤثر على أسعار الجلود: «السنة دى كل الأسعار مرتفعة، الجلود البقرى ارتفعت أسعارها من 180 إلى 320 جنيهاً، وبالتالى سيؤثر ذلك على ارتفاع أسعار المنتجات الجلدية من الشنط والأحذية».

{long_qoute_1}

يترحّم «أنور المدابغى» على أيام زمان بقوله: «زمان كانت الجلود بتجيلنا ببلاش دلوقتى بقالها سعر، وكمان الناس بتفاصل وعايزة تبيع بأعلى سعر.. شغلانة ما يعلم بيها إلا ربنا».

جمال أبوالحسن، أحد العاملين فى المدابغ، أكد أن أسعار الجلود فى ارتفاع مستمر، فالجلود البقرى مثلاً ارتفعت أسعارها أكثر من 100 جنيه هذا العام، ويرجع السبب فى ذلك إلى مقاييس السوق التى تختلف كل فترة: «الجلد شاحح أصلاً بسبب قلة الشرا، والجلد البقرى ده بنستخدمه فى الشنط والجزم، يعنى عليه إقبال كبير بس للأسف أسعاره ارتفعت والمنتج اللى طالع منه برضه هيبقى غالى».

الجلود الجاموسى أيضاً ارتفعت أسعارها حسب «جمال»: «وصلت إلى 200 جنيه، وده بنعمل منه الأحزمة، أما الجلد الضانى فهو الوحيد اللى سعره قل، من 50 إلى 5 جنيه وأحياناً أقل»، يبرر «جمال» سبب انخفاض الجلود الضانى عن الجاموسى والبقرى بقوله: «الجلود الضانى بتُستخدم فى صناعة الجواكيت ولأننا فى الصيف فالإقبال عليه قليل عكس الجلود التانية، كمان الجلود الضانى تكلفة دباغتها أكبر». محمد رأفت، ورث مهنة «الدباغة» عن جده ووالده، يؤكد أن الجلد الذى سيخسر فيه لا يشتريه على الإطلاق: «بورصة المدابغ تؤثر على فئة كبيرة، من أول اللى هيشتريها، واللى هيملّحها عشان ماتتعفنش، واللى هيعيد إنتاجها»، موضحاً من خلال خبرته الطويلة فى هذا المجال ومن واقع نظرته لما تشهده السوق حالياً: «السوق نايم السنة دى، مقارنة بالسنين اللى فاتت».

حكى «رأفت» عن مهنتهم، من أول الشراء والفصال وحتى تمليح الجلود وتخزينها وبيعها، وتحدّث عن توقعاته غلاء كل من الشنط والأحذية هذا العام، خاصة التى تعتمد على الجلد الجاموسى الذى ارتفع سعره أيضاً، بالإضافة إلى توقعه ارتفاع أسعار الجواكيت على الرغم من انخفاض سعر الجلد الضانى: «أصل كل الجلود دى هتتخزن للشتا، هتقعد فترة عند الناس، وأول ما يبدأ موسم الشتا سعرها هيزيد».