رئيس «مكافحة الهجرة غير الشرعية»: مصر محطة مهمة للمهاجرين الأفارقة والأُسر التى ترسل أبناءها فى زوارق إلى أوروبا.. لا تعانى من فقر مدقع

08:51 م | الجمعة 09 سبتمبر 2016

قالت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، إن الأطفال المهاجرين من مصر إلى إيطاليا بطرق غير شرعية، يتم إيداعهم فى دور رعاية شبه مفتوحة يخرجون منها ويعودون إليها وقتما يشاءون وهو الوضع الذى يمثل خطورة بالغة على هؤلاء الأطفال، حيث تستغلهم المافيا الإيطالية فى الدعارة والمخدرات، وأضافت فى حوارها مع «الوطن»، أن معدلات الهجرة غير الشرعية من وإلى مصر تضاعفت بعد ثورتى يناير ويونيو، وإن بلدنا محطة مهمة للمهاجرين الأفارقة، وأشارت إلى أن القانون الإيطالى ينص على استحالة استرداد الطفل إلا بموافقته وأسرته، ومع الأسف فإن بعض الأسر تستند إلى ذلك وتتهرب من تقديم طلبات لاستعادة أبنائها، مشددة على أن بعض الأسر التى تقوم بتسفير أبنائها فى زوارق إلى الدول الأوروبية، هى أسر قادرة على جمع مبلغ 30 ألف جنيه، وبالتالى فهى لا تعانى من الفقر المدقع، ولكنها تستسهل.

■ هل أصبحت الهجرة غير الشرعية ظاهرة فى مصر؟

- ليست ظاهرة، وإنما حقيقة على أرض الواقع نتعامل معها كدولة جادة تحرص على سلامة مواطنيها، وتحرص فى ذات الوقت على سيادتها، ونحاول أن نحافظ على مواطنينا، وعلى سيادتنا وأمننا، لأن الهجرة غير الشرعية قضية أمن قومى، ففى حالة دخول أجانب دون هوية يكون هناك قلق على أمن بلدنا، وهذه القضية إقليمية ودولية ولا بد من رؤية جيدة وبيانات جيدة، وتقارير كاملة عن أوضاع هؤلاء الأجانب فى مصر.

{long_qoute_1}

■ ما تصنيف مصر بين دول الهجرة غير الشرعية؟

- مصر دولة عبور ومقصد ومصدر للهجرة غير الشرعية، ومحطة عبور مهمة بالنسبة للأفارقة، ودولة هجرة غير شرعية، حيث إن لدينا شباباً وأطفالاً يهاجرون بطرق غير شرعية، كما أن مصر مقصد للعرب والأفارقة الذين يأتون إليها، ويستقرون فيها بطرق غير شرعية، نتيجة ما يواجهونه فى بلادهم.

■ هل هناك إحصائية بحجم الهجرة غير الشرعية فى مصر؟

- مع الأسف لا، ونطالب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بعمل دراسة ضمن التعداد المقبل للسكان لمعرفة أعداد الأجانب فى مصر، وأعداد المهاجرين، لأن جل ما لدينا هو دراسات عن أبرز المناطق المصدرة للهجرة غير الشرعية فى مصر، والقرى الأكثر تصديراً لها. {left_qoute_1}

■ ما أبرز المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية فى مصر؟

- البحيرة والشرقية والمنيا وأسيوط والدقهلية والفيوم والإسكندرية ودمياط، ومدن إدكو ورشيد وبلطيم، وقرى «تطون» مركز إطسا بالغربية، و«كفر كلا الباب» مركز السنطة، و«شبرا ملس» مركز زفتى، و«الناوية» مركز سمنود، وبرج مغيزل بمحافظة «كفر الشيخ»، وكذلك مركز مطوبس الذى يعتبر مكان التصدير والتجمع والخروج الرئيسى، بالإضافة إلى قرية الجزيرة الخضراء بالمركز نفسه.

■ وما أهم الإجراءات الوقائية فى المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية؟

- اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة وضع الهجرة غير الشرعية تقوم بزيارة هذه المحافظات فى حملات للتوعية، ونتحدث عن مخاطر الهجرة وإيجاد الحلول البديلة، من خلال الصندوق الاجتماعى للتنمية فى كل محافظة، وممثل لوزارة التنمية المحلية، ولدينا برنامج تنموى يهدف إلى محاربة البطالة وخلق فرص عمل للشباب من سن 18 إلى 35 عن طريق دعمهم لبدء وإنشاء مشاريعهم الصغيرة.

{long_qoute_2}

■ ما مصير الأطفال الذين يهاجرون إلى بعض الدولة مثل إيطاليا؟

- هؤلاء الأطفال مودعون فى دور رعاية شبه مفتوحة يخرجون منها ويعودون إليها وقتما يشاءون، وهو الوضع الذى يمثل خطورة بالغة على هؤلاء الأطفال، حيث تستغلهم المافيا الإيطالية فى الدعارة والمخدرات، وقد حركت المنظمات الحقوقية الإيطالية أكثر من دعوى قضائية بسبب استغلال هؤلاء الأطفال فى الأعمال غير المشروعة.

■ لماذا لا يتم استرجاع الأطفال المهاجرين إلى مصر مرة أخرى؟

- القانون الإيطالى يمنع استرجاع الطفل إلا بموافقته وموافقة أسرته، وبالتالى فالأسرة تستند إلى ذلك وتتهرب منه، ولا تفصح عن وجودها حتى لا يُفرض عليها استقبال الطفل، وبالتالى فى القانون الجديد وضعنا مواد جديدة لمواجهة هذه الظاهرة، عن طريق تفويض المجلس القومى للطفولة والأمومة أن يكون الممثل القانونى للأطفال الذين لم يستدل على أسرهم.

■ هل قصة الطفل المصرى الذى هاجر إلى إيطاليا أحرجت الحكومة المصرية؟

- الجميع تعاطف مع هذا الطفل فى البداية كقصة إنسانية لطفل يبحث عن علاج لأخيه، ولكن حينما عرفت إيطاليا نفسها حقيقة الأمر رفضت استقبال أسرة الطفل، وساعدته على العلاج فقط فى أحد المستشفيات التابعة لها فى مصر، والحقيقة أنها عملية استغلال وابتزاز لحالة إنسانية ليس أكثر، فالأسرة عرّضت ابنها للخطر دون فائدة، وأرسلت ابنها إلى التهلكة.

■ هل كان هناك تباطؤ من جانب الخارجية فى الكشف عن قصة الطفل المهاجر؟

- توصلنا إلى أسرة الطفل ووزارة الصحة عرضت علاج شقيقه على نفقة الدولة، ووزارة الخارجية ليس لديها مسئولية للبحث عن أسرة الطفل فى مصر، وكيف نصل لطفل دون وجود أى بيانات عنه، وهو لم يتقدم بطلب لعلاجه لوزارة الصحة، وكنا كمن يبحث عن إبرة فى كوم قش.

■ وما مصير الطفل المهاجر إلى إيطاليا بعد انكشاف حقيقة أمره؟

- فى حقيقة الأمر فإن السفارة المصرية فى إيطاليا هى الجهة المنوط بها التعامل معه وتتولى أمره حالياً.

■ ألا يتعارض ذلك مع المصلحة الفضلى للطفل فى أن يبقى بجوار أسرته؟

- هذا جزء مهم من المناقشات التى يتم طرحها بعد تفعيل القانون الجديد، ومدى مسئولية الأسرة عن أطفالها، وفقاً لقانونى الطفل، والاتجار بالبشر، والحل فى أن يسارع مجلس النواب باعتماد مشروع قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين.

■ ما أبرز بنود قانون مكافحة الهجرة؟

- القانون وضع تعريفاً لجريمة التهريب لأول مرة فى المنظومة التشريعية المصرية وتغليظ العقوية على المهربين والسماسرة، وأن يحصل المجلس القومى للطفولة والأمومة على تفويض كامل وأن يكون الممثل القانونى للأطفال غير المصحوبين الذى لم يستدل على أسرهم، على أن يصاحب ذلك حملات توعية، مع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، التى تقوم على الجانب القانونى والتشريعى والتنموى.

■ هل هناك عقوبة رادعة لسماسرة الهجرة غير الشرعية؟

- هناك عقوبة لكل شخص فى المنظومة من المحرضين والمساعدين ممن يوفرون القوارب أو وسيلة النقل أو وضعهم فى أماكن التخزين، حتى المهربين والسماسرة، وتبدأ العقوبة من الغرامة حتى تصل إلى السجن مدى الحياة، وللأسف فإن سبب تفشى الهجرة غير الشرعية عدم وجود قانون لها.

■ ما مهام اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية؟

- اللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية دورها جمع البيانات وتشريع وتعديل القوانين، ونشر حملات التوعية بين المواطنين، والتنسيق وتبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية بالهجرة غير الشرعية، واستطعنا من خلال اللجنة التنسيق بين 18 جهة، واللجنة ليست جهة تنفيذية، وإنما جهة تنسيق وإعداد دراسات، تتبع مجلس الوزراء وليس وزارة الخارجية، لكن الأخيرة تمنحنا تسهيلات كبيرة ومجهوداً عظيماً، فهى تقدم لنا مساعدات عينية وفنية لأنها عنصر أصيل فى مواجهة الهجرة غير الشرعية.

■ ما أهم التحديات التى تواجه اللجنة فى عملها؟

- المنظومة الاجتماعية الفكرية يجب أن تتغير فى مجتمعنا، فلدينا رؤية محدودة، والتوعية الحل الوحيد أمامنا، ومصر بلد كبير، تعدادها 90 مليون نسمة، نسبة الأمية فيها مرتفعة ومن الصعب تنظيم حملات توعية فى كل قرية، فلا وزارة ولا لجنة وطنية تستطيع الوصول إلى شبابها، لذلك نحاول الوصول إليهم من خلال المجتمع المدنى ووسائل الإعلام ونواب البرلمان.

■ هل هناك ميزانية مخصصة للجنة؟

- ميزانية لا تزيد على نصف مليون جنيه.

■ ما آليات التوعية التى تقوم بها اللجنة؟

- اللجنة ستطلق حملة إعلامية تحت شعار «ملكش حق» تهدف إلى مخاطبة الشباب والأطفال والأسر، وتجمع بين مخاطبة مشاعر هذه الفئات المستهدفة وعقولها فى نفس الوقت، من خلال تقديم رسائل قصيرة تتضمن معلومات عن مخاطر الهجرة غير الشرعية والبدائل المتاحة فى مصر سواء كانت فرص عمل أو تمويل مشروعات صغيرة ومتوسطة، وعرضاً لتجارب نجاح استطاع شباب أن يحققها فى هذا المجال، كما أن الحملة تخاطب مشاعر هذه الفئات وتعمل على تعزيز القيم المجتمعية والدينية للشعب المصرى بما فى ذلك عدم الاستهانة بالروح البشرية، وتقدير قيمة العمل، وحماية ورعاية الأسرة لأطفالها، وتأتى الحملة فى إطار خطة أشمل للتوعية من المقرر أن تطلقها اللجنة الوطنية فى الأشهر المقبلة، وذلك فى إطار تنفيذ خطة العمل الأولى 2016- 2018 لأول استراتيجية وطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية.

■ وهل الأحوال الاقتصادية هى الدافع الرئيسى لهجرة الشباب هجرة غير شرعية؟

- لا، فالأسرة التى تقوم بتسفير أبنائها هى أسرة قادرة على جمع مبلغ 30 ألف جنيه، وبالتالى فهى لا تعانى من الفقر المدقع، ولكنها تستسهل، وللأسف فإن القضية مرتبطة بشكل كبير بقضية الزيادة السكانية، فهناك بعض الأسر يموت أبناؤها فى هجرة غير شرعية، وتقوم بإرسال ابنيها الثانى والثالث، وللأسف أبناؤهم مجرد «استبن» لهم، ولا يجوز لأسرة أن تتاجر بأبنائها بهذا الشكل.