السينما الروسية بعد سنوات من الضياع تحاول أن تنطلق من جديد

كتب: الوطن

السينما الروسية بعد سنوات من الضياع تحاول أن تنطلق من جديد

السينما الروسية بعد سنوات من الضياع تحاول أن تنطلق من جديد

تعيش السينما الروسية في المرحلة الحالية حالة انبعاث ونشاط جديدة بعد فترة من الضياع وغياب الرؤية والغزو الثقافي الغربي.

وقال المخرج الروسي المعروف كارين شخنازاروف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) حول هذا الامر، إن السينما الروسية عانت الامرين خلال فترة التسعينات بسبب التحولات الدراماتيكية التي شهدتها البلاد لاسيما سقوط الاتحاد السوفييتي وما رافقها من انقطاع دعم الدولة للاعمال السينمائية والجنوح نحو انتاج الاعمال السطحية الرخيصة وولوج غير المتخصصين في الانتاج السينمائي.

الا أنه أكد أن الدولة عادت في السنوات الاخيرة لتعير الاهتمام المناسب لصناعة السينما وإبراز دورها في الحفاظ على الرؤية الحضارية والتاريخية لروسيا معربًا عن قناعته بأن هذا الامر سيسهم في بعث السينما الروسية الملتزمة.

يذكر أن شخنازاروف قدم للسينما الروسية مجموعة من الاعمال البارزة أهمها (الامبراطورية الزائلة) و(النمر الابيض) و (الابنة الامريكية) ويعمل حاليا على اخراج نسخة حديثة من فيلم (الحرب والسلام) عن رواية بنفس الاسم للاديب الروسي ليف تولستوي .

من جانبها قالت الناقدة السينمائية ماريا بستوخوفا في تصريح مماثل ل(كونا) إن السينما الروسية مرت خلال تطورها بثلاث مراحل بارزة وهي مرحلة النشوء التي بدأت في نهاية القرن الـ19 ابان العهد القيصري اذ يعد فيلم (الاب سيرغي) المنتج في عام 1908 للمخرج ياكوف بروتوزانوف وكذلك فيلم (الطلقاء) المنتج في نفس العام ايضا للمخرج فيكتور روماشخو من أبرز الاعمال السينمائية في تلك الحقبة.

وأوضحت الناقدة السينمائية أن المرحلة الثانية تميزت باهتمام السلطة السوفياتية بصناعة السينما بصفتها أحد أهم المعاول في الدعاية الايدولوجية للنظام الاشتراكي وحظيت المؤسسات السينمائية بدعم كبير من قبل أجهزة الدولة وحققت السينما في هذه الحقبة نجاحات كبيرة.

وذكرت ماريا أن المرحلة الثالثة أعقبت تفكك الاتحاد السوفييتي وما رافقه من تراجع في الحياة الفنية والفكرية والمسرحية والابداعية اذ سادت في هذه الفترة الاعمال السينمائية الرخيصة والسطحية وراجت الافلام الهابطة وهيمنت الافلام الغربية في دور العرض.

وقالت الناقدة السينمائية إن السينما مازالت تعاني من تردي الذوق العام وهيمنة المال على صناعة السينما وغياب البعد الفكري والايدولوجي في الاعمال السينمائية ناهيك عن غزو الافلام الغربية والامريكية للسوق الروسية وتأثير ذلك على تشكل الوعي لدى الاجيال الصاعدة.

ودللت ماريا على ذلك بأن الكثيرين في روسيا يفضلون مشاهدة روائع الافلام السوفييتية بالرغم من مرور عقود على انتاجها وعرض مئات الافلام الجديدة في الاسواق مثل عرض روائع الكوميديا السوفياتية من افلام مثل (حمام الهنا) و(اليد الذهبية) و(السادة المحظوظون) ناهيك عن الافلام الحربية التي ابدعت صناعة السينما السوفياتية في انتاجها الا انها كشفت عن وجود عوامل من شأنها أن تسهم في بلورة انتاج سينمائي متطور وعصري اهمها استضافة موسكو للمهرجان السينمائي الدولي سنويا وفتح صالات العرض امام ملايين الراغبين ليس فقط في مشاهدة الاعمال السينمائية مجانا بل المشاركة في حوارات وندوات ولقاءات مع ابرز المخرجين والممثلين فيما يعرف (بليلة السينما).

وتقام في روسيا سنويا عدة مهرجانات للسينما المتخصصة مثل مهرجان (سوتشي) للسينما ومهرجان (ياروسلافل) للافلام الدينية وتستضيف مدينة قازان مهرجان الافلام الاسلامية.

وتوجد في روسيا عدة استوديوهات عملاقة للانتاج السينمائي ابرزها (موسفيلم) و(لينغراد فيلم) التي أدت دورا بارزا في الحفاظ على تراث السينما الروسية اضافة إلى ستوديوهات متوزعة في انحاء البلاد.

وبالرغم من ذلك لم تفلح السينما الروسية الحديثة في الحصول على جوائز مهمة على الصعيد العالمي باستثناء فيلم (المرهقون تحت الشمس) من اخراج المبدع نيكيتا ميخالكوف الذي حصل على جائزة اوسكار في عام 1994 الا أن الفيلم (لوياسيان) للمخرج اندريه زفياغتسيف المثير للجدل حصل على جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في عام 2014.

ومع ذلك قدمت السينما الروسية الحديثة مجموعة من الافلام التي تشكل حالة متقدمة والتي تبشر بعودة الروح للانتاج السينمائي الجدي في روسيا منها (معركة سيفاستوبل) من اخراج سيرغي موكريتسكي وفيلم (الاعجوبة) من اخراج نيقولاي ليبيديف وفيلم (السرية التاسعة) من اخراج فيودور بوندرتشوك و (بؤرة ملتهبة) للمخرج ايفان سولوفيوف وفيلم (نحن من المستقبل) للمخرج اندريه مولوكوف وفيلم (الجزيرة) للمخرج بافل لويغين وفيلم (خمسة عرائس) للمخرج كارين اوغانسيان.


مواضيع متعلقة