شيخ قبيلة عرب «العيايدة» لـ«الوطن»: لسنا مجرمين وننسق مع الشرطة للقبض على عصابات خطف البشر وسرقة السيارات
![شيخ قبيلة عرب «العيايدة» لـ«الوطن»: لسنا مجرمين وننسق مع الشرطة للقبض على عصابات خطف البشر وسرقة السيارات](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/86095_660_2449606_opt.jpg)
يفصل فى نزاعاتهم وصراعاتهم ولا يستطيع أحد أن يتجاهل ما يحكم به، فهو كبيرهم الذى ولوه عليهم وفقاً لأعرافهم القبلية، هكذا ينظر أهالى «عرب الروض» إلى شيخهم أبوسلامة، عكس نظرة وزارة الداخلية التى تتعامل معه بمبدأ «مش طايقك ولا قادر على بُعدك»، فهى تعتبره مجرماً مطلوب القبض عليه لتنفيذ حكم إعدام صادر ضده، لكنها تنسق معه للقبض على العصابات الإجرامية التى تتخذ من منطقة «الصالحية» أرضاً خصبة لاصطياد ضحاياها.[Quote_1]
محمد أبوسلامة شيخ «عرب الروض» أو «العيايدة»، التى تقع على الحدود الشمالية الغربية للشرقية، يرفض اتهام قبيلته بأنهم أخطر بؤرة إجرامية فى المحافظة، موضحاً أنهم أنفقوا أكثر من 200 ألف جنيه منذ أحداث الثورة وحتى الآن على شراء الأسلحة والذخيرة لمواجهة العصابات التى تنتشر على الحدود بين محافظتى الشرقية والإسماعيلية، وأن القبض على هذه العصابات يأتى بالتنسيق مع الشرطة التى تخشى إعلان ذلك.. وإلى نص الحوار:
* فى البداية.. ما القوة التى تعتمد عليها فى عمليات الحراسة؟
- 250 شاباً من العرب و150 موتوسيكلاً و30 سيارة منها 3 «جيب»، جميعها مجهزة لاستخدامها فى الحراسات ومطاردة العصابات التى تحاول أن تعتدى على المكان منذ أحداث الثورة.
* وبالنسبة للسلاح؟
- نحن لا ننكر أننا نمتلك سلاحاً، واشتريناه أيام الثورة حتى نستطيع أن نحمى أنفسنا، خصوصاً أننا نعيش فى منطقة حدودية، لكننا على أتم استعداد لتسليم السلاح للحكومة بمجرد عودة الأمن، وفرض الحكومة سيطرتها والقبض على العصابات.
* ما نوعية السلاح الذى تستخدمونه؟ وهل هو مرخص من الداخلية؟
- السلاح المرخص كنا نستخدمه قبل الثورة، وهو خاص بالحراسات، بينما بعد الثورة الوضع اختلف فى ظل الانفلات الأمنى، وأصبحت العصابات معها أسلحة متطورة، وحتى نستطيع أن نحمى أنفسنا والمزارع والمصانع التى نتولى حراستها كان لا بد من شراء أسلحة جديدة حتى نستطيع التعامل معهم، خصوصاً أن «الصالحية» كانت معرّضة للهجوم من قِبل العصابات التى تتمركز فى منطقة «القصاصين» وضواحيها، وتضم عناصر هاربة من السجون.
* ما تعليقك على الاتهامات الموجّهة إلى عرب الروض بأنهم من أخطر البؤر الإجرامية فى الشرقية؟
- هذه الاتهامات غير حقيقية، والسبب فيها هو النظام السابق الذى تعامل معنا بسياسته الأمنية الفاشلة، ولا ننكر أن هناك بلطجية وخارجين على القانون، سواء من العرب أو الفلاحين يمارسون نشاطهم فى المنطقة الحدودية، وجميعهم يتحركون ملثمين على اعتبار أنهم من العرب، حتى يستطيع أن يسير فى الصحراء دون أن يعترضه أحد، وأتحدى أى شخص يثبت أننا نتستر على أى شخص مطلوب أمنياً.
* ما قصة حكم الإعدام الصادر ضدك؟
- أثناء إحدى المشادات التى وقعت بين عمال جمع الفول السودانى وبعض أفراد الحراسات، أخرجت السلاح وأطلقت ناراً فى الهواء، واصطدمت إحدى الرصاصات بكتلة خرسانية، وردت مرة أخرى إلى بطن أحدهم، وتحددت جلسة عرفية مع أهله، لكن الشرطة أفسدت الجلسة قبل انعقادها.
* كيف أفسدت الشرطة هذه الجلسة العرفية؟
- كان هناك خلاف بينى وبين ضباط الشرطة بقسم الصالحية، فاستغل أحدهم حادث القتل وذهب إلى أهالى الضحية وطالبهم بتحرير محضر يتهموننى فيه بقتل ابنهم، وأصدرت المحكمة حكماً بالإعدام.
* لماذا لم تحرر أنت محضراً تُثبت فيه أنها كانت مشاجرة وحدثت هناك تلفيات فى المزرعة المسئول أنت عنها كما تدعى؟
- اتفقت مع أهل القتيل على عقد جلسة عرفية، ولذلك لم ألجأ إلى تحرير محضر، والخلاف مع الشرطة منعنى من تفويض محامٍ، رغم أن تقرير الطب الشرعى يؤكد أن الطلقة جاءت من أسفل، وبعد الحكم بدأ قسم شرطة الصالحية يطاردنى، مما دفعنى للسفر إلى سيناء، وأثناء وجودى هناك جرى عقد جلسة صلح مع أهل القتيل بعد تأكدهم أننى لم أقصد قتله، وقطعوا الدية لوجه الله الكريم، كما جلست مع وزير الداخلية الحالى مرتين فى سيناء، وأكدت له أن هناك فجوةً بين البدو والأمن، سيدفع الجميع ثمنها.[Quote_2]
* ما طبيعة علاقتك بالقيادات الأمنية؟
- أتعامل مع ضباط مركز شرطة فاقوس والصالحية، وغيرهم من القيادات الأمنية بمديرية الأمن، فى كل ما يتعلق بالوضع الأمنى، لكنهم للأسف يخشون أن يعلنوا ذلك، مبررين ذلك بالحكم الصادر ضدى، وأنهم ينظرون إلىّ كمجرم مطلوب القبض عليه، ولا يستطيعون أن يجهروا بذلك.
* تعتبر منطقة الصالحية والحسينية من أكثر المناطق التى تنشط فيها عصابات الخطف فى الشرقية.. ما السبب فى ذلك؟
- نحن نعيش هنا فى منطقة حدودية، وبها مناطق صحراوية وطرق مقطوعة تتمركز فيها العصابات الإجرامية، وتمارس نشاطها نهاراً جهاراً.
* ما أبرز المناطق التى تتمركز بها هذه العصابات وأماكنها؟
- منطقة القصاصين بضواحيها وترعة الكسارة وطريق الصالحية الجديدة، خصوصاً منطقة الصوامع، وكذلك مفارق خضير وكوبرى أبوكبيش وترعة الطلمات وحتى الإسماعيلية.
* هل أفراد هذه العصابات من الإسماعيلية والشرقية؟
- أغلبهم من الإسماعيلية ودمياط والمنزلة وقرية أكياد بالشرقية وبورسعيد، هؤلاء كانوا مع بعض فى السجن وهربوا أثناء الثورة ووجدوا الانفلات الأمنى فرصة لتكوين هذه العصابات، ويعلمون أنهم إذا وقعوا فى يد الشرطة سيعودون إلى السجن، لأن عليهم أحكاماً كثيرة، وإذا ألقى القبض عليهم سيموتون قبل أن ينتهوا من تنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم، لذلك لا يرحمون من يقع تحت أيديهم.
* تزعم أنكم السبب فى استقرار الأمن بمدينة الصالحية الجديدة، رغم أن البعض يتهمكم بالتسبب فى الفوضى؟
- نحن استطعنا القبض على أكثر من 30 عصابة منذ أحداث الثورة، منها 2 من العرب فقط، ولا ننكر أن العرب منهم بعض المجرمين، لكنهم قلة مثل أى فئة من الشعب المصرى منهم الشرفاء ومنهم المذنبون، ويلقى القبض على هذه العصابات بالتنسيق مع قسم شرطة الصالحية، ونحن من حمينا الصالحية بما فيها قسم الشرطة أثناء أحداث الثورة.
* تقصد أنكم من تحافظون على الأمن فى المنطقة؟
- أنا أنفقت أكثر من 200 ألف جنيه على السلاح والذخيرة أيام الثورة من أجل حماية مدينة الصالحية، والجميع يشهد بذلك، بما فى ذلك قسم الشرطة، وأخرجنا فريقين من الشباب لعمل أكمنة على الطريق خارج المدينة بعد أن وردت إلينا معلومات عن استعداد بعض العصابات لهجوم على المصانع وسرقة محتوياتها، ووقتها سألنى مأمور القسم؛ كيف ستتعاملون معهم؟ فأكدت له أننا سندفعهم إلى خارج الكتلة السكنية حتى لا نعرّض أرواح المواطنين للخطر، وهذا دورنا الوطنى تجاه البلد الذى نعيش فيه.[Quote_3]
* هل ترى أنكم ضحايا للنظام السابق؟
- النظام السابق كان يتعامل معنا كملف أمنى، فكان يمنع أبناءنا من التقديم فى الكليات العسكرية، والسبب أننا عرب، رغم أننا نعيش فى الشرقية وليس فى محافظة حدودية، حتى نكون خطراً على الأمن كما كانوا يدّعون، وفى الكمين يجرى توقيف العرب وتفتيش السيارة، بينما أى مصرى آخر يمر، وكان الطبيعى أن البدوى مجرم، وعليه أن يثبت عكس ذلك، ونحن نعيش فى بيئة معدومة الخدمات، ولم توفر الدولة لأبنائنا التعليم الجيد أو العلاج، ولذلك نحن ضحايا الإهمال والسياسات الأمنية، ونطالب المسئولين بالاهتمام بنا والحضور إلينا والجلوس معنا ومعاملتنا كمواطنين مصريين، لنا حقوق وعلينا واجبات.
أخبار متعلقة:
«الشرقية».. أرض الخيل والكرم
«أبو نجاح».. قرية غاب عنها الأمن وانتشر السلاح والمخدرات