أكوام قمامة «أبو حشيش».. رائحة كريهة ودخان سام

كتب: عبدالفتاح فرج

أكوام قمامة «أبو حشيش».. رائحة كريهة ودخان سام

أكوام قمامة «أبو حشيش».. رائحة كريهة ودخان سام

«قلبى اتسد من الدخانة، الولعة وصلت امبارح لحد الكوبرى، خفنا لتقوم ماسكة فى الكهربا، واتصلنا بالمطافى لكنها ما عبرتناش، ولو كان فيه حاجة الناحية التانية فى غمرة كانوا طلعوا جرى، بس احنا هنا فى أبوحشيش اتعودنا على إننا دايماً منسيين». هذا أول ما قالته الحاجة سيدة محمد (70 عاماً) لـ«الوطن»، وهى تشير إلى تل القمامة المجاور لكشك البقالة الذى تتكسب منه. وتقول الحاجة «سيدة» بصوت يملأه الحزن والحسرة: «كانت المنطقة نظيفة إلى حد ما قبل الثورة، لكن دلوقتى تحولت المنطقة المجاورة لسور مترو الأنفاق وسلم المشاة إلى جحيم لا يطاق بسبب تراكم القمامة ومخلفات البناء بالمنطقة، والمشكلة ليست فقط فى شكل تل القمامة المقزز أو حجمه الكبير لكن فى الدخان الذى يصدر منه نتيجة إشعال النيران به، ورائحته الكريهة جداً». وتضيف: «صدرى تعبنى قوى، وما باقدرش آخد نفسى منها، لأن الدكانة بتاعتى جنب الزبالة على طول وكوم الزبالة ده بقاله أكتر من سنة على الوضع ده».[Quote_1] وأوضحت «سيدة» أن النيران تصل أحياناً إلى كوبرى 6 أكتوبر الذى يمر بالناحية الشرقية لعزبة أبوحشيش، وعبّرت عن خوفها من امتداد ألسنة اللهب إلى أعمدة إنارة الكوبرى، وبسبب هذه الأدخنة تفحمت المنطقة أسفل الكوبرى، وأصبح لونها أسود. ويقول محمد أبوحية، من سكان شارع السكة الحديد بعزبة أبوحشيش وتاجر أخشاب، إن «العزبة بها أكثر من مقلب قمامة، الأول عند مدخل العزبة، ناحية شارع بورسعيد، قرب الزاوية الحمراء والثانى بجوار سور مترو الخط الأول، وتفاقمت الأزمة بعد أن هدم بعض أهالى أبوحشيش منازلهم وأعادوا بناءها من جديد، ونقلوا تلك المخلفات إلى تل القمامة بجوار المترو مستخدمين فى ذلك لودر الحى». ويضيف «أبوحية» أن «العشش اللى الناس كانت تسمع عنها زمان بقى مكانها عمارات، ولسه فيه ناس برضه مش لاقيين ياكلوا، أنا قضيت عمرى فى المكان ده، وحضرت العشش الصفيح». ويتابع «أبو حية»: «عمال جمع القمامة يأتون إلى المنطقة يومين فقط كل أسبوع، ومن الممكن أن يمر 10 أيام دون أن يدخلوا المنطقة، ولا يأتون إلى هنا دون تقديم أموال لهم على سبيل الرشوة، رغم أننا ندفع حق الزبالة مع فواتير الكهرباء».[Quote_2] وبجوار سلم المشاة وكوم الزبالة المحترق، يجلس محمود أحمد (47 سنة)، تحدث صارخاً: «رُحت اشتكى لرئيس نظافة القاهرة فى العباسية، خلّونى أنتظره 4 ساعات خارج المكتب، وهوّ قاعد جوّه فى التكييف، وبعدين قال لى: المشكلة هتتحل. لكن من ساعتها مفيش أى جديد». ويضيف محمود: «حى حدائق القبة أيضاً يتفنن فى التنكيد علينا، وتقدمت مثلاً بطلب للحصول على ترخيص بناء، فقالوا لن تستطيع الحصول عليه لأن المنطقة سوف تدخل التطوير، علماً بأننى دفعت رسوماً قيمتها 13 ألف جنيه من أجل الحصول على رخصة لهدم البيت بخلاف (الإكراميات) لمهندسين الحى، لأن دول ما بيعملوش مصالح إلا من العشوائيات، وفى الآخر مش عارف أبنى، يعنى كده فلوسى راحت».