الأنيميشن العالمى يخطف قلوب الشباب.. «اليابانى يكسب»

كتب: ريم نادر

الأنيميشن العالمى يخطف قلوب الشباب.. «اليابانى يكسب»

الأنيميشن العالمى يخطف قلوب الشباب.. «اليابانى يكسب»

اعتبر الأنيميشن (الرسوم المتحركة) اليابانى نوعاً فريداً من الرسوم المتحركة المشهورة عالمياً، ويرجع الكثير سبب الشهرة الكبيرة التى حققها هذا النوع من الفن اليابانى إلى الجودة العالية فى رسم الصور ومناسبة قصصه لجميع الأعمار، وبذلك يختلف عن الكرتون الذى تنتجه ديزنى والذى يستهدف طبقة الأطفال فى المجتمع، ويرجع تاريخ أول أنمى تجارى لعام 1917، ويشمل مجال صناعة الأنمى أكثر من 430 استديو إنتاج من أبرزها استديو «غيبلى» و«توى أنيميشن» فى اليابان.

رغم انتشار الأنمى فى العالم العربى منذ فترة طويلة من خلال قنوات الرسوم المتحركة العربية مثل «سبيس تون»، ومنها أشهر الرسوم التى شاهدناها جميعاً فى طفولتنا «كونان» و«بيكيمون» و«ريمى»، لكن الأنمى اليابانى لم يحصل على كل هذا الاهتمام من الشباب فى العالم العربى إلا فى الأعوام الأربعة الأخيرة وتحديداً بعد انتشار مسلسلات الأنمى الطويلة التى تتخطى 400 حلقة مثل «ناروتو» و«ون بيس».

{long_qoute_1}

«بدات أشوف أنمى من سنتين لما سمعت أصحابى بيتكلموا عن ناروتو ووون بيس، وبحب مسلسل ناروتو جداً عشان قصته حلوة عن إثبات نفسك ووجودك وسط الناس، ولما يبقى عندك هدف تعمل أقصى حاجة عندك عشان تحققه»، قالها محمد الديب، 21 سنة، فى حديثه عن بدايته مع مشاهدة الأنمى، مشيراً إلى أن الأنمى مختلف عن أى كارتون آخر «الأنمى بيبقى للكبار شوية لأن فيه قصص صعب الأطفال الصغيرين يفهموها وكمان حلقاته كتير، وده شىء ممتع عشان بتحصل أحداث كتير والموضوع بيبقى مشوق».

وشاركه أحمد علاء، 27 سنة حيث قال إن بدايته مع الأنمى كانت منذ أكثر من عامين عندما سمع عن مسلسل ناروتو من أصدقائه «كنت بسمع أصحابى وهما بيتكلموا عن ناروتو وهانتر اللى هو القناص وأنا مش فاهم حاجة، ولما بدأت أشوفه لقيته مختلف عن أى كارتون تانى لأن أفكاره لا نهائية وقصصه ممتعة جداً، وممكن تلاقى أكشن وخيال علمى ورومانسى فى أنمى واحد».

{long_qoute_2}

وقالت نهلة طارق، 23 سنة «بحب أشوف الأنمى من وأنا فى ثانوى، لأن فيه معانى إنسانية جميلة وبيتعلم منه الكبار والصغيرين ودى أكتر حاجة مميزة فيه وكمان ألوانه فيها بهجة بتنقلنى لعالم نقى وأكتر أنمى أثر فيا كان كوباتو لأنها كانت كل يوم بتعمل حاجة تسعد بيها قلب غيرها وتقربها لحلمها».

واستطردت نرفانا عادل، 17 سنة «بدايتى مع الأنمى كانت وأنا عندى 8 سنين لأنى كنت وحيدة وماعنديش أصحاب وهو كان كفايا عليا، وفضلت أحبه لأن قصصه هادفة وممكن يتكلم عن التأثير البشع للحروب على الشعوب وإزاى تتعامل مع العالم الخارجى، وبيعلم السلام والتسامح زى مسلسل ناروتو الأسطورى وكمان بينزل بتصنيفات عمرية يعنى الكل يقدر يشوفه».

واختلفت مظاهر اهتمام الشباب بالأنمى بين اقتناء البعض لمنتجاتهم من ملصقات وميداليات، وتعلم البعض اللغة اليابانية لمشاهدة الحلقات غير المترجمة، وقنوات «اليوتيوب» التى يدشنها الشباب لعرض مسلسلات وأفلام الأنمى وسط الكثير من التعليقات إلى جانب صفحات «فيس بوك» التى ينشر بها محبو الأنمى صور أبطالهم المفضلين ومقاطع مصورة يطول عليها نقاشهم، بالإضافة إلى الفعاليات التى تنظمها مؤسسات لمحبى الأنمى لنشر الثقافة اليابانية مثل مؤسسة «إيجى كون» التى تنظم فعالية «الكوسبلاى» التى يتجمع بها محبو الأنمى ويتنكرون فى زى أبطالهم المفضلين ويقيمون عروضاً ويلتقطون الصور ويحصلون على منتجات الأنمى المختلفة.

وقال أحمد علاء إنه غير مهتم باقتناء منتجات الأنمى، بينما أكد محمد الديب أنه يحب أن يقتنى منتجات لناروتو «أنا راسم فى الأوضة عندى رسمة كبيرة لناروتو على الحيطة، وصورة الباك جراوند فى موبايلى لناروتو ونغمة الموبايل لما بيرن مقدمة مسلسل ناروتو، ونفسى أروح الكوسبلاى وأعمل لبس ناروتو».

وقالت نهلة طارق إنها تحب ملصقات الأنمى وتشتريها إذا سمحت لها الفرصة ولكنها لا تبحث عنها، وشاركتها نيرفانا «أكيد بهتم باقتناء كل منتجات الأنمى وبهتم خصوصاً بالفعاليات وبتابعها».

ومن جانب آخر توجد صفحات على «فيس بوك» مثل «نحن ضد الأنمى» و«هيئة مكافحة الأنمى اليابانى» و«كلنا ضد الأنمى»، مناهضة للأنمى وتدعو للتوقف عن مشاهدته وتنشر منه مقاطع تتهمه فيها بأنه يدعو للماسونية وينشر الانحراف، وتؤكد دفعه لعدد كبير من الأطفال للانتحار، إلى جانب نشره العنف وإهداره الوقت، وقال محمد الديب «بشوف الأنمى ساعة فى اليوم وأكيد بيأثر بالسلب والإيجاب على ثقافتنا زى باقى الأفلام والمسلسلات».

ومن جانبه قال أحمد علاء إنه يشاهد الأنمى بمتوسط ساعة واحدة فى الأسبوع لانشغاله فى العمل «طبعاً الأنمى زى أى عمل أجنبى بيأثر على ثقافتنا وفيه كل تصنيفات المشاهدة ولازم لو أطفال بيتابعوه أهلهم يتأكدوا أن مفيش أى لقطات أو ألفاظ خارجة، ولكن مستحيل أن يتم إيقاف الأنمى لأن محدش يقدر يسيطر على النت».

وقالت «نهلة» إنها تشاهد الأنمى ساعة فى اليوم «أنا شايفة أن الأنمى مفيد وأحسن من أى كارتون تانى، وحتى لو كان فى بعض الأنمى بيشكل خطر مش موافقة أننا نكون ضد الأنمى بصفة عامة»، وشاركتها «نرفانا» الرأى، حيث قالت «الأنمى دايماً بينتهى بقصة مستفادة حتى لو احتوى على مشهد عنف، لكن دايماً بيشجع على السلام ومبنى على إن الخير أقوى من الشر».

وقال أدمن صفحة «نحن ضد الأنمى» إنه كان يحب الأنمى ويراه جميلاً وقصصه مشوقة أكثر من أى كارتون آخر، ولكن الشىء الوحيد الذى جعله يتوقف عن متابعته هو المحتوى غير اللائق «الأنمى معظمه مخصص للكبار وممكن مشاهدة الأطفال ليه يحرضهم على العنف وقد يدفع الشباب للانحراف، إلى جانب سخرية بعضه من الدين، والدعوة للأفكار الماسونية وعدم وجود إله».


مواضيع متعلقة