قصيدة أحمد شوقى تدين الإخوان

أحمد يونس

أحمد يونس

كاتب صحفي

الفاتيكان بلا بابا. أكثر من مليار وخمسمائة مليون كاثوليكى ينتظرون معرفة من سيخلف بنيديكتو السادس. البعض يصرخون من القاهرة بالموبايل فى محمود مكى سفير مصر هناك: اضرب ضربتك بسرعة يا بو الأمكاك. الكرسى البابوى إوعى يضيع من إيدك خليك حاجزه لغاية ما يجيلك الشاطر. ■ ■ أغلبية الأعضاء فى مجلس إدارة اتحاد الكرة يتحرقون شوقاً إلى التخلص من مدرب المنتخب بوب برادلى. الخبثاء يشيرون إلى أن السر وراء هذه الرغبة المحمومة لا يخرج عن أن المجلس السابق هو الذى أتى بالخواجة، وأن المجلس الجديد يجب أن يخترع إنجازاً من صنعه. الخبثاء جداً يقولون إن مدرب المنتخب حالياً صليبى وإننا لو رحنا كأس العالم سنلعب مع الكثير من الدول الصليبية التى سينحاز إليها بحكم العقيدة الخواجة برادلى، المتربعون على قمة جبل الخباثة يشيعون أن هذه هى الخطوة الأولى نحو أخونة الكرة فى مصر، وأن هناك من يفكرون منذ الآن فى تلبيس الكرة نفسها النقاب حتى لا تنكشف على أقدام اللاعبين، وأن مدرب المنتخب المقبل سيكون العريان فى حالة اعتذار الكتاتنى. ■ ■ أترجم هذا المثل الإسبانى الجميل الذى أحبه كثيراً من زمان، لأهديه على وجه التحديد إلى مكتب الإرشاد بكامل هيئته: تقدر تعمل من البيض عجة. لكن، لا إنت ولا أى حد، يقدر يرجع العجة بيض. هل قلت: لأهديه؟ أقصد: لألقيه على دماغ كل من يتوهمون أن من الممكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء خاصة أصحاب العقول المتصحرة داخل مجلس شورى الجماعة الذين تبدو عجتهم -بالمناسبة- كلها عك فى عك. ■ ■ على بابا بعد الضنا لابس حرير فى حرير وجماعته سعرانة. محمية بحصانة. والنهب طول الليل. يظهر على بابا والأربعين ألف حرامى غادروا صفحات ألف ليلة ليشكلوا جماعة لا تكتفى بسرقة الأموال. إنهم يحاولون السطو على مصر بأكملها. على بابا بقى رئيس عصابة، فشر كوستيليانو زعيم المافيا فى عزها. النظام الحالى لا يختلف كثيراً عن دستور المغارة. نظام شعاره: يا حلالى! يا بلالى! ■ ■ أنا ما جبتش حاجة من عندى. القصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقى بجلالة قدره مع مراعاة أن النون الأخيرة فى نهاية الأبيات منصوبة بالفتحة حتى تستقيم القافية. اقرأ وتمعن. ظهر الثعلب يوماً فى ثياب الواعظين. ومشى فى الأرض يهذى، ويسب الماكرين. ويقول: أنا الإمام لجميع المؤمنين، فاطلبوا الديك يؤذن لصلاة الفجر فينا، فأجاب الديك: عذراً يا أضل الفاسقين. مخطئ من ظن يوماً إن للثعلب دينا. من يقصد يا ترى يا هل ترى؟ القصيدة كتبها أحمد شوقى قبل أن يفارق الحياة بأيام فى 13 سبتمبر 1932 أى بعد أربع سنوات من تأسيس الجماعة، انكشفت خلالها نوايا الإخوان الحقيقية. إنها الوصية التى تركها أحمد شوقى لنا. أراد أمير الشعراء كغيره من بعيدى النظر أن يلفت انتباهنا إلى الكارثة التى تحدق بمصر؛ لكننا كنا نائمين لا فى العسل، إنما فى بلاص المش أبودود.