حملة الانتخابات الإيطالية تنتهي دون "نتائج حاسمة"
![حملة الانتخابات الإيطالية تنتهي دون](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/66208_660_1309890.jpg)
اختتم قادة الأحزاب الإيطالية الكبرى، الجمعة، حملاتهم الانتخابية للانتخابات التشريعية التي تنظم الأحد والاثنين في غياب توقعات حاسمة بشأن قدرة الفائز المقبل على تشكيل حكومة مستقرة بينما يشهد ثالث اقتصاد في منطقة اليورو انكماشا شديدا.
وقبل اجتماعاتهم الانتخابية الأخيرة في روما وفلورنسا، تبادل المرشحون التصريحات الساخرة في آخر مقابلات تلفزيونية وإذاعية قبل دخول "فترة الصمت الانتخابي"، وقال بيير لويجي برساني زعيم اليسار الوسط الذي رجحت استطلاعات الرأي الأخيرة فوزه، "إن سيلفيو برلوسكوني غير قادر على التمييز بين الحقيقة والكذب".
وأضاف "خلافا لذلك الذي يصرخ أنا أنظر للناس في عيونهم. مع بيبيه غريو، سننتهي في اليونان"، في إشارة إلى بيبه جريو الذي يرأس حركة النجوم الخمس وكان يتحدث بصوت عال طوال فترة التجمعات الانتخابية.
وحصل بيير لويجي برساني بصورة مفاجئة على تاييد السينمائي ناني نوريتي، الذي دعا إلى "تحرير" الإيطاليين من سيلفيو برلوسكوني.
ولم يتمكن برلوسكوني من ترؤس لقاء انتخابي في نابولي بسبب إصابته بالتهاب في العيون، ولكنه هاجم مجددا في مقابلة رئيس الحكومة الحالي ماريو مونتي الذي دخل المعترك السياسي في ديسمبر الماضي، "هناك شخصيتان لماريو مونتي: لقد عرفناه أنيقا وممتنا، ولكنه الآن شرير ومتعطش للسلطة".
ورد مونتي بعد ساعات على برساني بقوله مع اختتام حملته في فلورنسا إن "اليسار أسير أيديولوجيات جامدة"، ووصف برلوسكوني بأنه يتصرف بطريقة "غير لبقة" مع النساء.
وجمع بيبيه غريو في المساء عشرات الآلاف من أنصاره في ساحة سان جيوفاني الكبرى في روما، في حين أعلن أحد منشطي الحملة أن ثمانين ألفا يتابعون الحدث عبر الإنترنت.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن اليسار بزعامة برساني يتقدم بنسبة 34% من الأصوات يليه ائتلاف اليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني الذي نال نحو 30% من نوايا التصويت.
ويتوقع أن ينال بيبه غريو وحركة النجوم الخمس نحو 17% من الأصوات فيما يرجح حصول الائتلاف الوسطي بزعامة ماريو مونتي على ما بين 10% و 12%.
ويأتي قلق الأحزاب وكذلك المجموعة الدولية، إزاء مخاطر عدم التمكن من حكم ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، من خصوصية القانون الانتخابي.
فهو يعطي الغالبية المطلقة من مقاعد مجلس النواب للائتلاف الذي يحل أولا، فيما تعطى الغالبية في مجلس الشيوخ على مستوى كل من المناطق العشرين ما يجعل أي توقعات حول التشكيلة النهائية لمجلس الشيوخ غير أكيدة.
وقال ريناتو مانهايمر الخبير في استطلاعات الرأي "لا يزال هناك نسبة 10% من المترددين الذين سيقررون في آخر لحظة بناء على ما يرونه في التلفزيون أو عملا بنصيحة صديق، إضافة إلى 20% سيمتنعون عن التصويت".
ويراهن على فوز اليسار في مجلس النواب لكن الوضع في مجلس الشيوخ أكثر تعقيدا، وسيكون رهنا بما يحصل عليه المرشحون بحسب المناطق. ويراوح بين سناتور واحد لمنطقة فال دوستا أو سناتورين لموليزيه و47 لمنطقة لومبارديا و22 لبييمونتيه.
وبحسب العديد من الخبراء السياسيين، فإن برساني يمكن، في حال عدم التوصل إلى غالبية واضحة في مجلس الشيوخ، أن يشكل ائتلافا بعد الانتخابات مع مونتي.
لكن حتى في مثل هذه الفرضية كما يقول تحليل سياسي لكريديه سويس "لا نعلم ما إذا سيكون لدى الحكومة المقاعد الكافية لضمان غالبية قوية ولا ما إذا كان الائتلاف سيكون مستقرا بما فيه الكفاية".
والعنصر الآخر والمهم في هذه الانتخابات هو الطقس. فهي المرة الأولى في إيطاليا ما بعد الحرب التي تنظم فيها انتخابات في الشتاء وسوء الأحوال الجوية المرتقب يمكن أن يؤثر على توجه الناخبين إلى مكاتب الاقتراع.
وبالتالي، فإن المسنين يمكن أن يمتنعوا عن التصويت، وهو أمر لا يصب في مصلحة برلوسكوني كما يرى الخبراء. والشبان الناشطون في حزب برساني نظموا في بعض المدن لجانا لمرافقة هؤلاء المسنين.
وفي موازاة هذه الانتخابات التشريعية، يختار الناخبون رؤساء ثلاث مناطق اثر فضائح أدت إلى استقالة قادتها اليمينيين بشكل سابق لأوانه.
وبالإجمال، هناك أكثر من 47 مليون إيطالي مدعوون إلى صنادق الاقتراع في الانتخابات التشريعية بينهم نحو 13 مليونا يصوتون أيضا في الانتخابات المناطقية.