«درع الفرات»: «كيرى» يعلن انسحاب «الأكراد».. وتركيا ترسل دبابات إضافية

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

«درع الفرات»: «كيرى» يعلن انسحاب «الأكراد».. وتركيا ترسل دبابات إضافية

«درع الفرات»: «كيرى» يعلن انسحاب «الأكراد».. وتركيا ترسل دبابات إضافية

واصلت تركيا عملياتها البرية، أمس، فى الأراضى السورية بعد السيطرة على مدينة «جرابلس» الحدودية السورية مع مقاتلى المعارضة السورية، فى الوقت الذى أبلغ فيه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى نظيره التركى مولود جاويش أوغلو، بأن وحدات حماية الشعب الكردية التى أعلنت تركيا أنها تسعى لمواجهتها، انسحبت إلى شرق الفرات وخرجت من مدينة «جرابلس» بالكامل. وقالت مصادر لوكالة «رويترز»، إن «الوزيرين تواصلا هاتفياً وأكدا أيضاً خلال الاتصال أن قتال تنظيم داعش سيستمر فى العراق وسوريا فى الوقت نفسه».

{long_qoute_1}

وأرسلت تركيا 10 دبابات إضافية إلى الأراضى السورية، أمس، لتنضم الدبابات الإضافية وسيارات الإسعاف إلى نحو 10 دبابات أخرى عبرت الحدود، فجر أمس الأول، فى إطار عملية «درع الفرات» التى نفذتها تركيا بدعم من التحالف الدولى لإبعاد تنظيم «داعش» الإرهابى ومجموعات مقاتلة كردية عن حدودها، وفتح الطريق أمام قوات المعارضة السورية للسيطرة على تلك المناطق.

من جهته، قال وزير الدفاع التركى فكرى إيشيق، أمس، إن القوات التركية ستبقى فى شمال سوريا حتى تتمكن وحدات «الجيش السورى الحر»، وهى جناح مسلح للمعارضة السورية، من فرض سيطرتها على الوضع هناك. وقال «إيشيق»، فى حديث لقناة «إن تى فى» التركية، إن «21 من مواطنينا قُتلوا وأصيب 84 آخرون بجروح نتيجة وقوع حوادث على الحدود». وأضاف الوزير أن «الهدف الرئيسى لتركيا هو تطهير مدينة جرابلس من تنظيم داعش الإرهابى»، مشيراً فى الوقت ذاته إلى أن الهدف الثانى هو عدم السماح لأكراد سوريا بفرض سيطرتهم على المنطقة بعد انسحاب «داعش»، خاصة أن جرابلس هى نقطة مهمة فى الأجل القصير وكذلك الأجل الطويل. وقال «إيشيق» إن تركيا «لها كل الحق فى التدخل فى حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعاً إلى شرق الفرات، بعيداً عن الحدود التركية السورية». وتخشى «أنقرة» من تقدم تلك الوحدات الكردية على المناطق الحدودية بما يتيح لها إقامة كيان فيدرالى أو شبه دولة على حدود تركيا، ما يغذى النزعات الانفصالية لدى أكراد تركيا. وأكد المسئول التركى أنه تمت السيطرة على «جرابلس»، أمس الأول، وأن ما يجرى الآن هو عملية تطهير للمنطقة.

وذكر «المرصد السورى لحقوق الإنسان»، وهو منظمة حقوقية غير حكومية مقرها بريطانيا، أن مواجهات غير مسبوقة اندلعت فى ريف «جرابلس» بين «قوات سوريا الديمقراطية»، ذات الغالبية الكردية، وفصائل من المعارضة، وهو الاشتباك الأول بين الطرفين، وفق بيان. وأضاف «المرصد»، الذى يعتمد فى تقاريره على نشطاء ميدانيين، أن «أسباب الاشتباكات بين الطرفين فى ريفى جرابلس ومدينة منبج لا تزال غامضة»، مشيراً إلى أن هناك اتهامات متبادلة حول المسئولية عن بدء الاستهداف.

وفى إطار الدعم الأمريكى لتلك العملية العسكرية التركية، قال الناطق باسم «البيت الأبيض» جوش أرنست، إن عملية «درع الفرات»، هى آخر الأمثلة حول الدعم المهم الذى تقدمه «أنقرة» لجهود مكافحة «داعش».

من جهته، قال المحلل العسكرى السورى العميد على مقصود، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «العملية العسكرية التركية ليست لمحاربة داعش، إنما هى لوقف تقدم الأكراد، ولدعم مجموعات إرهابية تابعة لها فى سوريا». وأضاف: «بكل المعايير انتهاك واضح لسيادة سوريا على أراضيها، وأعتقد أن تلك العمليات التركية ستتمدد إلى مناطق أخرى ينتشر فيها مقاتلون أكراد».

من جهة أخرى، خلص تحقيق أجرته «الأمم المتحدة»، واطلعت عليه وكالة أنباء «فرانس برس»، أمس الأول، إلى أن الجيش السورى نفذ هجومين كيميائيين على الأقل فى سوريا، بينما استخدم تنظيم «داعش» غاز «الخردل». وأفاد المحققون، فى التقرير، أن مروحيات عسكرية سورية ألقت غاز الكلور على بلدتين فى محافظة إدلب شمال غرب سوريا، هما تلمنس فى 21 أبريل 2014 وسرمين فى 16 مارس 2015. وأضاف التقرير أن «تنظيم داعش الإرهابى استخدم من جهته غاز الخردل فى مارع بمحافظة حلب شمال سوريا فى 21 أغسطس 2015».

وبعد نتائج ذلك التقرير، أدانت الولايات المتحدة استخدام سوريا أسلحة كيماوية فى الصراع الدائر فى البلاد منذ أكثر من 5 سنوات، ونقل راديو «سوا» الأمريكى، أمس، عن المتحدث باسم «مجلس الأمن القومى الأمريكى» نيد برايس، فى بيان، إنه «من المستحيل الآن إنكار أن النظام السورى استخدم مراراً غاز الكلور كسلاح ضد شعبه»، مضيفاً: «ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا الدوليين من أجل محاسبة المسئولين عن ذلك من خلال الآليات الدبلوماسية المناسبة». وقالت المعارضة السورية إن تنظيم «داعش» شن هجوماً بالقنابل والأسلحة على معسكر تابع لها قرب الحدود الأردنية، وإنها قتلت ما لا يقل عن 30 من المهاجمين فى حين سقط 3 قتلى على الأقل فى صفوفها، وفق ما نقلت، أمس، قناة «العربية».


مواضيع متعلقة