دراسة طبية بريطانية: الربيع العربي "قصر عمر المصريين"

دراسة طبية بريطانية: الربيع العربي "قصر عمر المصريين"
الربيع العربي لم يكن ذا تأثير مقتصر فقط على الواجهة السياسية والاجتماعية والأمنية في الدول العربية التي عرفته، بل إن تأثيراته امتدت إلى الجانب الصحي، لكنها تأثيرات لم تحمل سوى الأخبار السيئة.
هذه خلاصة دراسة جديدة نشرت بمجلة "ذي لانسيت جلوبال هيلث" البريطانية أفادت بأن معدل الأعمار تناقص في أربع دول عربية بما يتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ست سنوات.
أما الأسباب التي رصدها الباحثون خلف هذا التراجع، فقد أجملتها الدراسة في التدهور المتفاوت من دولة إلى أخرى في البنيات الصحية وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأوضح الباحثون أن التونسيين والمصريين واليمنيين فقدوا ثلاثة أشهر من معدلات أعمارهم بين سنتي 2010 و 2013، أما في سورية الأكثر تضررا من الربيع العربي فقد خسر الرجال ست سنوات من معدل أعمارهم، في حين فقدت النساء خمس سنوات.
وتشرح خلاصات الدراسة أن الرجل السوري كان معدل عمره قبل اندلاع النزاع 75 عاما، لكنه انخفض بعد ذلك إلى 69 عاما فقط، أما المرأة السورية فقد انخفض معدل عمرها من 80 إلى 75 سنة.
وقال معد الدراسة الأساسي علي مقداد، الأستاذ في معهد مقاييس الصحة والتقييم في جامعة واشنطن، إن "النزاعات الأخيرة دمرت البنى التحتية الأساسية في عدد من الدول".
وأضاف "نتيجة لذلك يواجه ملايين الأشخاص نقصا كبيرا في المياه وظروفا صحية صعبة تؤدي إلى ظهور أوبئة".
ارتفاع وفيات الأطفال
تضرر البنيات الصحية أو تراجع مستوى الخدمات الطبية كان له أيضا تأثير سلبي على الأطفال، إذ ارتفعت الوفيات بينهم في بعض الدول التي مسّها الربيع العربي.
ويشرح الباحثون أن سورية كانت البلد الأكثر تضررا من هذه الحالة حيث ارتفعت فيها نسبة وفيات الأطفال بنسبة تسعة في المائة بين سنتي 2010 و2013، لكن الدراسة تنبه إلى أن التدهور لم يحصل فقط في سورية وحدها، بل شمل دولا أخرى منها ليبيا واليمن ولبنان والعراق والصومال.
وما زاد من تعقيد الأمور، حسب الدراسة، هجرة بعض الأطباء إلى مناطق أكثر أمانا، في وقت تزداد الحاجة إليهم.
وخلصت الدراسة إلى أن هذا الواقع "سيؤدي إلى ضغوط إضافية على الموارد المالية والبشرية في منطقة تعتبر فيها هذه الموارد ضئيلة".