"زواج فريند".. طريقة جديدة للتغلب على أزمة "السكن"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

"زواج فريند".. طريقة جديدة للتغلب على أزمة "السكن"

"زواج فريند".. طريقة جديدة للتغلب على أزمة "السكن"

"زواج فريند"، أو ما يعرف أحيانًا باسم "الزواج الميسّر" أحد أكثر أشكال الزواج جدلاً في العصر الحديث، يراه البعض نموذجًا عصريًا للوقاية من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويراه آخرون "تشريعًا" لممارسات جنسية صرفة، بعيدة عن أي شكل من أشكال العلاقات الاجتماعية المعروفة، فيما يراه البعض الآخر حلاً معقولاً، يضعون فيه الإثم، إن وجد، على عاتق من شرّع لهم هذه الطريقة.

ظهر هذا المسمى في بداية الألفينات، حينما أصدر الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان الإسلامية بصنعاء، ورئيس مجلس شورى حزب الإصلاح اليمني المعارض، فتوى تحلل زواج "الفريند".

مرت سنوات عديدة على إطلاق تلك الفتوى، إلا أن هذه الفكرة عادت من جديد هذه الأيام عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث ظهرت صفحة جديدة تدعو وتروج لتلك الفكرة، وتوجه إعلانتها إلى الشباب بجمل تشجع على الفكرة والإقبال عليها بدعوى إنها "حلال"، حيث قالت الصفحة في أحد منشوراتها: "زواج الفرند هو ارتباط بعقد زواج شرعي بحيث إن كل واحد من الطرفين يعيش في بيت منفصل في أغلب أيام الأسبوع".

وأضافت في منشور آخر: "اسم الفرند من Friend باللغة الإنجليزية وتعني الصداقة وهذا الزواج أشبه بالصداقة، اللي عايز يتجوز جواز الفرند يرسل صفاته أو صفاتها وصفات الشريك التي يرغب أو ترغب بها علي الانبوكس وإحنا إن شاء الله نحاول نساعده أو نساعدها في إيجاد شريك".

وقال الدكتور عبدالفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن في جامعة الأزهر، في تصريح لـ"الوطن" إن هذا الزواج لا يجوز لأنه ينتقص حقوق الزوجين، وهي حق المساكنة، وحق الإنفاق، وحق عدم خروج الزوجة من بيت الزوجية إلا بإذن زوجها.

وأضاف "إدريس"، أن هذا الزواج لا يتحقق معه تكريم الزوجين، حيث إنهم يتحولا إلى دواب، باعتبار أن كل منهم يمكنه معاشرة الآخر في أي مكان، وشأنهم في ذلك شأن الدواب.

وبالعودة إلى الفتوى الصادرة على موقع "مسلم"، قال الشيخ الزنداني عن تلك الفتوى، إنها "جاءت عندما كنت أتحاور مع أحد الإخوة القادمين من أوروبا، فجاء ذكر حال الشباب وما يتعرضون له من ضغوط ومفاسد حتى لا يكاد الأب يسيطر على ابنه أو ابنته؛ لأن المجتمع ضاغط عليهم ضغطًا شديدًا، بل يأتي الولد إلى بيت أبيه ومعه صديقته، والأب والأم يعلمان أنها صديقته وأنه يعاشرها، وكذلك الفتاة تحضر الشاب إلى بيتها على أنه صديقها، والصديق والصديقة قد يكونان من الشباب المسلمين، فقال لي ذلك الأخ: إن مشكلتنا هي (boy friend - girl friend) الصديق والصديقة، فأنا قلت: إن علاج المشكلة هي زواج فريند(Zawaj friend)".

ومن ذلك الوقت، بدأ الحديث يدور حول "زواج فريند" كشكل عصري وجديد و"منفتح" يقدّم البديل الشرعي لأحد نماذج العلاقات المحرّمة في الغرب، والتي بات العديد من المسلمين هناك يقومون بها بسبب احتكاكهم المباشر بالمجتمع، والضغوط النفسية التي يعانون منها، ولا يشترط في هذا الزواج امتلاك سكن يجمع الزوجين.

ويرى الشيخ الزنداني أن هذا الزواج، هو زواج كامل الشرعية؛ لأن فيه كافة الشروط الشرعية الواجب توافرها في أي شكل من أشكال الزواج بين الناس، مشيرًا إلى أن "المنزل" ليس شرطًا شرعيًا، وإنما هو مطلب اجتماعي بالدرجة الأولى.

وعن ذلك يقول الشيخ: "زواج فريند يستند أساسًا إلى الأركان الواجب توافرها في الزواج الشرعي والمحددة بوجود المأذون والشاهدين وصيغة العقد والمهر المتراضى عليه، إضافة إلى ما يستوجبه من إشهار لعقد الزواج وإعلانه، وليس في هذه الشروط وجود منزل مع الزوج".


مواضيع متعلقة