ركود «أسواق الأضاحى» بالإسكندرية بعد ارتفاع أسعارها

07:46 م | الثلاثاء 23 أغسطس 2016

ارتفعت أسعار الأضاحى من أغنام وماشية فى أسواق الإسكندرية، قبل أسابيع من عيد الأضحى المبارك، بشكل غير مسبوق، الأمر الذى تسبب فى إحجام الأهالى عن الشراء، وأدى إلى ركود فى الأسواق وتراجع معدلات البيع مقارنة بالعام الماضى.

وشهدت أسواق الإسكندرية الرئيسية لبيع الأضاحى، بينها سوق شارع «الرحمة» بكرموز و«السوق الكبير» فى مدينة العامرية و«أبوخروف»، فى العصافرة، وخورشيد بشرق المدينة، كساداً فى حركة البيع بعد عزوف المواطنين عن الشراء، وقال حامد أبوزيدان، أحد أكبر تجار الخراف فى شارع الرحمة، المتاخم لمقابر العمود بالإسكندرية، إن أسعار الخراف تتراوح ما بين 2200 جنيه حتى 4000 جنيه بحسب وزنه، لافتاً إلى ارتفاع سعر الكيلو من اللحم الحى من 42 إلى 48 جنيهاً، ما دفع بعض التجار إلى عدم شراء «رؤوس» جديدة قبل العيد فى العام الحالى، بسبب عدم إقبال المشترين عليهم، وقرروا الاكتفاء بعرض ما تبقى لديهم من أضاحى العام الماضى.

{long_qoute_1}

وأشار حسن محروس، أحد أكبر بائعى رؤوس الماشية فى سوق العامرية على الأطراف الغربية بالمحافظة، إلى أن الأعوام الماضية شهدت إقبالاً كبيراً من شرق وغرب المدينة على شراء الأبقار والجاموس قبل عيد الأضحى بما يقارب الشهر، بخلاف العام الحالى حيث أحجم المواطنون عن الشراء، الأمر الذى تسبب فى كساد تجارة الأضاحى، مضيفاً: «أسعار العجول تبدأ من 9200 جنيه وحتى 17000 جنيه، خلال هذا العام، فيما بلغ سعر كيلو العجول الحى ما بين 35 إلى 45 جنيهاً، بزيادة قدرها 4 جنيهات عن العام الماضى، وهو ما يُعد مبلغاً كبيراً يمثل عبئاً على الأهالى بعد ارتفاع تكلفة المعيشة بسبب موجة غلاء الأسعار»، ولفت منصور إبراهيم، مربى خراف وأغنام، إلى أن المربين انخفضت أعدادهم بشكل ملحوظ العام الحالى، نظراً للارتفاع الكبير فى تكلفة تربية الحيوانات بشكل عام، فضلاً عن أن استيراد اللحوم من الخارج تسبب فى انخفاض مبيعات اللحوم البلدية.

وأضاف مُحب عبدالله، أحد مديرى الجمعيات الأهلية المهتمة بتوزيع لحوم وجلود الأضاحى بالإسكندرية، أن أسعار صكوك الأضاحى، التى تبيعها المؤسسات الخيرية للراغبين فى أداء سنة الأضحية فى عيد الأضحى، ارتفعت بنسبة وصلت إلى 35% مقارنة بالعام الماضى، حيث رفعت جمعية رسالة للأعمال الخيرية سعر صك الأضحية من 850 جنيهاً فى العام الماضى إلى 1490 جنيهاً، بزيادة قدرها 75%، وأرجعت الزيادة إلى الارتفاع فى أسعار الدولار، وارتفاع سعر اللحوم.

من جانبه، قال محمد سويلم، نائب رئيس شعبة اللحوم والدواجن بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن ارتفاع أسعار الخراف واللحوم يأتى بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وزيادة الطلب، مشيراً إلى أن زيادة أسعار الأعلاف خلال الفترة الماضية، التى تخطت الـ40%، عادت بالسلب على أسعار الخراف ولحوم الأضحية، متوقعاً انخفاض نسبة الشراء إلى 20%، نتيجة ارتفاع الأسعار، وأوضح أن ارتفاع أسعار السلع الأخرى سيؤثر بالسلب على نسبة مبيعات اللحوم بشكل عام، بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر.

وقال عطية إبراهيم، صاحب محل أعلاف بمنطقة برج العرب، ومربى أغنام وماعز، إن تربية الأغنام والماعز والبقر والجاموس أصبحت مهنة غير مربحة بالمرة فى مصر، الأمر الذى انعكس على أعداد المزارع والمربين، الذين ابتعدوا عن الساحة بسبب غلاء أسعار الأعلاف بصورة كبيرة خلال العام الحالى، وأضاف «إبراهيم» أن الأعلاف ارتفع سعرها بصورة غير طبيعية، مشيراً إلى أن جوال العلف بلغ سعره 2100 جنيه فى العام الماضى، وقفز إلى 3000 جنيه خلال الأيام الأخيرة، وأشار إلى أن الحكومة لا تدعم الثروة الحيوانية، موضحاً أن جميع تجار اللحوم البلدية يخسرون أموالهم بسبب الحيوانات والأغنام المستوردة، الأمر الذى أدى إلى تقليل عدد المزارع، والمربين، واتجاه البعض إلى الاستيراد من ليبيا وتونس والسودان.

وأكدت صباح جارح، مدير الطب البيطرى بالإسكندرية، أن المديرية تشن حملات متتالية على الأسواق والمجازر، للتأكد من انضباطها، ومعاقبة المخالفين، فضلاً عن الدور الرئيسى فى عمليات التحصين وعلاج الأمراض، ومراقبة المجازر لضمان جودة اللحوم المذبوحة، فضلاً عن متابعة حالة السوق وضبط اللحوم التى لا تصلح للاستهلاك الآدمى، فيما رصدت «الوطن» ضعف الإقبال على مجزر عبدالقادر، المجزر الرئيسى للإسكندرية، بقسميه الداخليين، إذ يخصص الأول لذبح العجول البلدية والمستوردة، والثانى للخراف البلدية والمستوردة، التى تمر بأربع خطوات؛ تبدأ بذبح الماشية، ومن ثم سلخها وتنظيفها، وفى الخطوة الثالثة، يتم فصل الأمعاء، وبعد ذلك فى الخطوة الأخيرة يتم ختمها إما بالختم الأحمر إذا كانت من اللحوم البلدية، أو بالختم الأزرق فى حالة كونها مستوردة، ويعمل داخل المجزر أكثر من 200 جزار، غالبيتهم من الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم على ١٥ سنة، تابعين لأكثر من 10 تجار كبار.