"كيري" يصل الرياض غدا.. واليمن وسوريا والدور الروسي على رأس المباحثات

04:10 م | الثلاثاء 23 أغسطس 2016

ينتظر التصعيد العسكري والسياسي في اليمن موعدا لاستئناف جهود التسوية التفاوضية، في الوقت الذي يصل فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري غدا إلى العاصمة السعودية الرياض، قادما من جولة أفريقية.

ويعقد "كيري" مباحثات مع كبار المسؤولين السعوديين ولقاء نظراءه الخليجيين في محاولة لإحياء مفاوضات السلام اليمنية التي تعثرت جولتها الأخيرة التي استضافتها الكويت على مدار الأسابيع الماضية، وذلك بعد أن اتخذ "الطرف الانقلابي" خطوات من طرف واحد تتمثل في تشكيل مجلس سياسي واستئناف جلسات البرلمان السابق والسعي لإعلان حكومة جديدة، وهي الخطوات التي لم تعترف بها الأمم المتحدة ولا مجموعة الدول الـ"18" الراعية، ناهيك عن "التحالف العربي" بقيادة السعودية.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية بعد أيام من سحب الولايات المتحدة معظم مستشاريها العسكريين لدى التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، ولقاءات المبعوث الأممي إلى اليمن بوفد من ممثلي تحالف الحوثي وصالح لإقناعهم باستئناف المفاوضات التي توقفت قبل أكثر من أسبوعين.

وقالت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ"الوطن"، إن زيارة "كيري" تعكس قلق أمريكا من الدور الروسي المتنامي في مختلف ملفات الشرق الأوسط، وسيكون في مقدمتها الأزمة اليمنية، ولكنها ستتطرق لمجمل الأزمات في الشرق الأوسط، سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو فلسطين.

وقالت "علام" إن زيارة "كيري" لها دلالة قوية في ضوء اتجاه روسيا لتعزيز دورها في اليمن، حيث حرص كلا الطرفين في اليمن إلى مزيد من التواصل مع الجانب الروسي، حيث تجسد ذلك في لقاء نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، السبت، بميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للشرق الأوسط، فضلا عن مغازلة الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، الذي يقف في الطرف الأخر من الصراع، لروسيا بإعرابه عن الاستعداد لفتح القواعد الجوية والبحرية لروسيا للتعاون معها في محاربة "الإرهاب".

وميدانيا، لا يبدو هناك تعويل على الحسم السياسي للمعركة، حيث تشير المعارك إلى إصرار "التحالف العربي" على تحرير صنعاء أو على الأقل تحقيق مزيد من المكاسب على الأرض لتعزيز موقفه التفاوضي مستقبلا، حيث قصفت طائرات دول التحالف العربي اليوم مواقع تابعة لمليشيات الحوثيين وصالح في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال شهود عيان، إن الطائرات استهدفت معسكر الخرافي، التابع للحرس الجمهوري، في منطقة صرف شمال شرق العاصمة ومعسكر الصيانة شمال العاصمة، ومعسكر اللواء 63 مشاه ميكانيكي، التابع للحرس الجمهوري في منطقة بيت دهرة شمال العاصمة.

كما سمع دوي 8 انفجارات قوية في أرجاء العاصمة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة وسط تحليق مستمر للطائرات مخترقة حاجز الصوت.

يأتي ذلك فيما، احتدمت، اليوم، المواجهات بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي وصالح المتمردة في محيط حبل مطل على مدينة تعز، وسط البلاد.

ومن جهته، أكد العميد صادق سرحان رئيس المجلس العسكري اليمني بمحافظة تعز جنوب غربي البلاد وقائد اللواء 22 ميكانيكي أن معركة الجيش والمقاومة في تحرير تعز واليمن لن تتوقف وستتواصل، وقال "إن تقدم القوات الحكومية لا حدود له وستواصل مهامها لهزيمة المليشيات في كل المحافظات".

وارتباطا بجولة وزير الخارجية الأمريكي، التي تشمل كينيا ونيجيريا وتركز على الأوضاع في جنوب السودان والصومال والحرب ضد الإرهاب في القارة السمراء وخاصة تنظيم "بوكو حرام"، أعلن الجيش النيجيري، اليوم، أن زعيم "بوكو حرام" أبو بكر شيكاو، أصيب بجروح خطيرة، بينما قتل عدد من قادة هذه الجماعة المتطرفة في غارة جوية على معقلهم في شمال شرق نيجيريا، وقال الناطق باسم الجيش النيجيري، ساني عثمان، في بيان إن شيكاو "أصيب بجروح خطيرة" في الغارة التي نفذت الجمعة على غابة في سامبيزا.

ويأتي هذا الإعلان بينما يقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بزيارة إلى المنطقة للبحث في مكافحة جماعة بوكو حرام، التي أسفر تمردها عن سقوط عشرين ألف قتيل، ونزوح 2.6 مليون شخص منذ 2009.

وأعرب "كيري"، في خطاب ألقاه في نيجيريا، عن اقتناعه بضرورة أن تعمل السلطات في نيجيريا على كسب ثقة الشعب، مؤكدا أن "هزيمة بوكو حرام في ساحة المعركة ليست سوى بداية لما يجب علينا القيام به".