اشفِ غليلك من أحكام البراءة.. واشترِ مشنقة بـ5 جنيهات
داخل أروقة ميدان التحرير، يتجول هائماً، قابضاً على الأمل فى القصاص من قتلة الشهداء والفاسدين من نظام مبارك، وبعد طول تفكير، اهتدى إلى صناعة مشانق بطريقة يدوية، والترويج لها بين المتظاهرين فى الميدان، ليس بهدف الربح، ولكن للإبقاء على المطلب الشعبى بالقصاص حياً.
«هيثم»، ابن الثلاثين عاماً، حمل المشانق التى صنعها بيديه بطريقة تقليدية، وتجول فى ميدان التحرير، فى مليونية الإصرار، ليستوقفه المشاركون فى المليونية ويسألوه: «انت بتبيع إيه يا أستاذ؟».. فيجيبهم: «ببيع مشانق.. ما دام القضاء ومحكمة الجنايات مش راضيين يحققوا القصاص للشعب من رموز نظام المخلوع وقتلة الشهداء، ووزعوا أحكام البراءة على ابنى مبارك ومساعدى العادلى، على الأقل أفش غليلى فى المشنقة الرمزية».
الكلمات تلخص هدف «هيثم» من بيع المشانق؛ فهو لا يبحث عن الربح بقدر ما يريد تذكير المصريين بضرورة التمسك بمطلبهم العادل فى القصاص من القتلة والفاسدين، وأن تكون المشانق أمام الأعين طوال الوقت، حتى يتذكر المصريون شهداءهم وقتلاهم، ويقول: «شُفت ناس كتير بتبيع أعلام، طيب وإيه الفايدة من كده؟ ما هو معروف إن العلم فيه 3 ألوان: أبيض وأحمر وأسود، شوفنا الأبيض والأسود كتير، ناقص نشوف مبارك لابس بدلة الإعدام الحمرا».
ويرى الشاب، الحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، أن بيعه «المشنقة» الواحدة بـ5 جنيهات يعتبر إشباعاً ضمنياً لزبونه من فساد نظام المخلوع، ويقول: «لو كانوا شنقوا كل رموز النظام فى التحرير، كانوا بقوا عبرة لأى رئيس جمهورية هيمسك البلد، ولكل فاسد يفكر يسرق؛ لأنه هيخاف من الشعب، وهيعمل كل اللى يرضيه».
عاش هيثم سنواته الـ30 فى كنف حكم مبارك، تصور، مثل ملايين غيره، أن الانتخابات «فيها الشفا»، ويقول: «قلنا هتريحنا اتوترنا أكتر.. مش عارفين نختار واحد من الاتنين.. واحد مر والتانى أمر منه، حسبنا الله ونعم الوكيل».