«شطانوف».. مستشفى أنشأته الحكومة ثم قالت: «كفاية عليكم وحدة صحية»

«شطانوف».. مستشفى أنشأته الحكومة ثم قالت: «كفاية عليكم وحدة صحية»
تعد مستشفيات التكامل الصحى بمحافظة المنوفية صورة واضحة لإهدار الملايين من المال العام، وإهدار صحة الغلابة معها، 54 مستشفى فى أنحاء المحافظة، بنيت بهدف مد الخدمة العلاجية المتخصصة إلى القرى، لكن دون تفعيل لها على أرض الواقع. ومن أبرز الأمثلة الصارخة على سوء الأوضاع التى آلت إليها حالة تلك المستشفيات، مستشفى التكامل بقرية شطانوف التابعة لمركز أشمون.
عمر مستشفى التكامل يجاوز 13 سنة، يتكون من مبنيين وأربعة طوابق، و36 غرفة، وكان مجهزا بأحدث الأجهزة والمعدات، ولكنه الآن أصبح مأوى للحيوانات الضالة ومكانا يسهر فيه الشباب ليلا.
يقول أهالى القرية إنهم بحاجة ماسة لمثل هذا المستشفى، خاصة أن القرية بعيدة عن مدينة أشمون، «حينما تم بناء المستشفى فرحنا كثيرا ولكننا فوجئنا بعد الانتظار الطويل أن المستشفى لم يعمل، وعندما سألنا المسئولين لم نتلق سببا واضحا، فالبعض يقول قريبا، والبعض الآخر يقول الوحدة الصحية تكفى للقرية.[Image_2]
يؤكد الأهالى أنهم يعانون كثيرا من تعطل المستشفى، خاصة أن الوحدة الصحية بالقرية تعمل فترة صباحية فقط، ويتساءلون: لماذا لا يتم تفعيل المستشفى الموجود بالقرية فعلا؟
رغم وجود المستشفى يلجأ الأهالى لنقل مرضاهم إلى المستشفيات المركزية فى مراكز المحافظة والمستشفيات الجامعية فى مدينة شبين الكوم، لتقديم خدمة علاجية متميزة لمرضاهم غير القادرين.
ويقول الأهالى إن معظم الأمراض المنتشرة بالقرية أمراض الكبد، لذلك نحتاج إلى تفعيل المستشفى بسرعة.
«طه» حارس المستشفى يقول: منذ 8 سنوات تقريبا طلب منى حراسة المستشفى، الذى كان مجهزا بأحدث الأجهزة الطبية، وجاهزا لاستقبال المرضى، لكنى فوجئت بعد فترة بمسئول من الإدارة الطبية التابعة لمركز أشمون يطلب منى نقل بعض المعدات من المستشفى إلى مستشفيات أخرى، منها مستشفى الشهداء، وحميات منوف ومستشفى أشمون العام. مضيفا: جرى سحب الأجهزة من المستشفى على ثلاث مرات.
وعن الحراسة يقول طه: من المفترض أن يكون هنا فردان للحراسة، ولكن على أرض الواقع حارس واحد يأتى من التاسعة وحتى الثانية ظهرا، ما جعل المستشفى مأوى للعاطلين الذين كسروا زجاج النوافذ للدخول واللعب والشرب والتبول داخل المبنى الذى غطته الأتربة، وهى العلامة البارزة حاليا فى المستشفى. ويطالب طه بوجود حارس آخر معه، ولكن دون جدوى.
مدير الوحدة الصحية الوحيدة بالقرية الدكتور رمضان كمال يقول إن المستشفى كان مجهزا لاستقبال المرضى، لكنه ومنذ 3 أشهر تقريبا، جاء مدير الإدارة الطبية بأشمون إلى الوحدة فى زيارة، وسألنى إذا كان المستشفى مفعلاً أم لا، ثم طلب منى الانتقال بفريق الأطباء الموجود بالوحدة للعمل فى المستشفى بالدور الأرضى، لكننى رفضت بالطبع لعدم وجود تجهيزات وإمكانيات داخل المستشفى، كما رفض إخصائى النساء والتوليد العمل هناك، لأنه يحتاج إلى سونار ومعدات غير موجودة من الأساس بالمستشفى.[Quote_1]
ويطالب كمال بضرورة تشغيل المستشفى، لأن القرية فى حاجة ماسة إليه، خاصة أن الوحدة تستقبل حالات مرضية لا تستطيع بإمكاناتها الضعيفة التعامل معها، ما يجبر الأهالى على الذهاب إلى مستشفى أشمون، فيما تكون الحالات حرجة أحيانا. متسائلا عن أسباب إهدار المال العام فى المستشفى المعطل، ويضيف: من الممكن الدمج بين المستشفى والوحدة، لأن الوحدة الصحية تعمل فقط فترة واحدة وليس 24 ساعة، مشيراً إلى التصرف فى جهاز الأشعة الموجود بالمستشفى، بالرغم من أن الوحدة فى حاجة ماسة إليه.
أما الدكتور محمود محمدى مدير الإدارة الطبية بأشمون، فيقول إنه منذ توليه منصبه فى 7 مايو الماضى تسلم المستشفى خاليا تماما من الأجهزة، ولم يسأل عن سبب خلوه من الأجهزة، خاصه أنه تسلم قرارا بتحويله إلى وحدات إخصائية كاملة، باطنة ونساء وأطفال، لكنه عندما طالب مدير مستشفى أشمون المركزى بمده بأطباء، وجد نقصا فى هذه التخصصات، لذلك لم يوجد بمستشفى التكامل غير تخصص واحد، إخصائى نساء وتوليد، وهو يباشر عمله من الوحدة الصحية المجاورة للمستشفى، نظرا لتوافر الإمكانيات مع إقبال الناس على الوحدة ومعرفتهم بأن مستشفى التكامل ليس به أطباء أو أجهزة للعلاج.
ويضيف محمدى أنه يدرس حاليا مشروعا لتحويل مستشفى شطانوف التكاملى لمعهد تمريض تلتحق به الطالبات بعد فترة الإعدادية، ليكون بديلا لمدرسة أشمون للتمريض، خاصة أنها فى حالة هدم الآن والطالبات يتنقلن من مكان إلى آخر، وتم عمل استبيان رأى على هذا المشروع ولم تتم الموافقة عليه حتى الآن، مؤكدا على أنه لا بد من وجود مدرسة تمريض فى كل مركز لتساعد فى توافر الممرضات للمستشفيات العامة، خاصة أن طالبات مدرسة أشمون للتمريض الآن يدرسن فى الدور الأول بمستشفى الحميات بأشمون بعد هدم مدرستهن. مؤكدا على أنه لم يصدر أى قرار حول وضع المستشفى حتى اليوم، رغم إرسال وصف كامل للمبنى من عدد الأدوار وما يحتاج إليه من مقايسات وأسوار عالية، نظرا للتلفيات التى يتعرض لها نتيجة وجود نادٍ مجاور للمستشفى.[Quote_2]
فيما تقول الدكتورة هناء سرور وكيل مديرية الصحة بالمنوفية إن الهدف الأساسى من بناء كل مستشفيات التكامل، مد الخدمة الطبية العلاجية التخصصية إلى القرى النائية، و«التكامل» تعنى توافر قسم عمليات داخلى. لكن بعد الانتهاء من هذه المستشفيات لم يكن هناك تخطيط من قبل الوزارة لتوفير الكوادر الطبية، وعند المطالبة بتفعيلها وتوفير الأطباء، فوجئنا بعجز شديد فى الأطباء، خاصة أطباء التخدير. وتضيف هناء: بعد ذلك طُلب من المديريات الصحية تحويل المستشفيات لوحدات صحية وكانت المنوفية من أولى المحافظات التى بدأت فى تنفيذ هذه الفكرة، وتم بالفعل العمل على ذلك، وكانت التجربة الأولى من مستشفى الحامول التابعة لمركز منوف، وتم الانتهاء من أكثر من 40 من جملة 54 وحدة. مشيرة إلى أن الوحدات تشمل أقسام النساء والتوليد والباطنة والأطفال، بالإضافة إلى المعمل وقسم الأشعة ويتم انتداب الأطباء للعمل بها كانتداب جزئى. وعن مستشفى شطانوف تؤكد أنه جار استكمال الوضع به ليكون وحدة صحية متكاملة.
أخبار متعلقة:
«عرب الرمل».. قبلة الأجانب المسلمين لحفظ القرآن