مسئول سورى: روسيا وتركيا توصلتا إلى تفاهم لإقناع المعارضة بالدخول فى انتخابات

كتب: محمد حسن عامر

مسئول سورى: روسيا وتركيا توصلتا إلى تفاهم لإقناع المعارضة بالدخول فى انتخابات

مسئول سورى: روسيا وتركيا توصلتا إلى تفاهم لإقناع المعارضة بالدخول فى انتخابات

قال مسئول سورى مطلع إن اللقاءات الأخيرة بين روسيا وتركيا تمخض عنها التوصل إلى تفاهم بين البلدين لإقناع المعارضة السورية الموالية لتركيا بالدخول فى انتخابات خلال الأشهر المقبلة بعيداً عن موقع الرئيس السورى بشار الأسد». وأضاف المسئول، الذى فضل عدم ذكر اسمه، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن «موسكو حرصت بعد مرحلة عودة العلاقات نسبياً مع أنقرة، على تأكيد أن المخرج من الصراع الدائر فى سوريا سياسى من خلال الدخول فى انتخابات، الشعب السورى هو الذى يقول فيها كلمته». {left_qoute_1}

وتابع المصدر: «موسكو وأنقرة اتفقتا على إقناع المعارضة السورية بالدخول فى حكومة موسعة وإجراء الانتخابات، وهذا هو المسكوت عنه فى تصريحات لرئيس الوزراء التركى بن على يلدريم التى قال فيها إن الأزمة السورية ستشهد تحولات كبرى خلال الـ6 أشهر المقبلة». ولفت إلى أن «التفاهم» بين روسيا وتركيا لا يتطرق إلى موقع الرئاسة، معتبراً أن «هذا الأمر يأتى فى إطار الاتفاقات والأطر الشرعية الدولية للحل فى سوريا».

وقال المسئول السورى إنه «تم الاتفاق كذلك، فى إطار المصالحة الروسية التركية، على أن تضبط تركيا حدودها مع سوريا، لوقف تسلل العناصر الإرهابية إلى سوريا»، مشيراً إلى أن سبباً من أسباب «التفاهم» بين «أنقرة» و«موسكو»، المخاوف التركية من تصاعد نفوذ المجموعات الكردية المسلحة فى سوريا، التى تحظى بدعم أمريكى واسع، خاصة أنها تتمركز فى مناطق الحدود مع تركيا. من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء السورى الدكتور عبدالقادر عزوز، لـ«الوطن»، إن «الخطوات التى تتخذها تركيا فى الفترة الأخيرة على صعيد السياسة الخارجية، وتغير لهجتها النسبى، هى خطوات إيجابية، ونحن نرحب بها، ولكن نحن نحتاج لأن تتحول أقوال تركيا إلى أفعال وليس مجرد بالونات اختبار». وأضاف «عزوز»: «حين يتحدث رئيس الوزراء التركى عن تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة، فإن التطور سيكون كذلك من خلال الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب، والضغط بشكل أساسى على المعارضة للدخول فى انتخابات يقول فيها السوريون كلمتهم». وتابع المسئول السورى: «أعتقد أن تركيا بحاجة إلى تقديم المزيد بعد أن تحولت من دولة صفر مشكلات إلى دولة فى مشكلات مع كل الدول».

فى سياق متصل، قال القيادى بحزب «البعث» الحاكم فى سوريا الدكتور مهدى دخل الله، لـ«الوطن»، إنه «حتى الآن هناك نقاشات بين الجانبين الروسى والتركى، من أجل التوصل لتفاهم يقضى بإغلاق تركيا حدودها مع سوريا، وأن يخضع ذلك القرار للرقابة الدولية، وهذا القرار هو الخطوة الأولى للحل فى سوريا التى وضعها الرئيس السورى فى يناير 2013».

وأضاف رئيس قسم الصحافة بالحزب الحاكم: «وبالنسبة للانتخابات، الدولة السورية مستعدة للدخول فى انتخابات فى أى وقت، وأن تكون وفق كل الضمانات الدولية التى توفر لها النزاهة، وستكون انتخابات مفتوحة أمام جميع السوريين، وفى هذا الإطار فإن الأيام الماضية شهدت اجتماعات مهمة للدفع نحو إجراء انتخابات فى سوريا». وتابع «دخل الله»: اجتمع الجانب الأمريكى مع الائتلاف المعارض المدعوم من تركيا، وأبلغ المعارضة بأن تصرفاتهم تحرج واشنطن أمام الروس، فى ظل أن الحكومة السورية مستعدة لإجراء الانتخابات فى أى وقت، وقال لهم حرفياً «أنتم لم تفعلوا أى شىء من أجل الحل السياسى».

وأضاف: «والجانب الروسى التقى فصيل معارضة سورية فى الخارج يسمى سوريا الأم، ويتبع جماعة الإخوان، للتعرف على مدى جاهزيتهم للحل السياسى، لكنهم اشترطوا التفاوض على أساس رحيل الرئيس بشار الأسد، وهذا أمر غير منطقى». وقال «دخل الله»: «روسيا وأمريكا التقتا معارضين سوريين وسألوهم إذا وفرنا لكم الأمان فى دمشق وإجراء انتخابات نزيهة، فهل ستقبلون؟، فكان الرد بالرفض، لأن هؤلاء يخضعون لأجندات خارجية، ويريدون فقط فرض قرار دولى من الخارج على سوريا».

وقال عضو الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة السورية الدكتور محمد بسام الملك إن هناك تفاهماً ثلاثياً روسياً تركياً إيرانياً ولقاءات خلال الفترة الماضية وجرى الاتفاق على ثلاث نقاط هى أن سوريا دولة موحدة، لأن عدم وحدتها يعنى قيام دولة كردية، والأمر الثانى اتفقوا على عمل حكومة موسعة فى سوريا بدلاً من هيئة الحكم الانتقالى التى تطالب بها المعارضة». وأضاف المعارض السورى فى اتصال لـ«الوطن»: «الأمر الثالث أن موسكو تحاول إقناع أنقرة بعدم النظر إلى مسألة رحيل الأسد، فى حين تركيا مصرة على أن يكون وجوده كمرحلة مرتبطة بفترة مفاوضات». وقال «الملك»: «الخلاف الآن بين الثلاثى هو هل يقبل أن يترشح الأسد فى أى انتخابات مقبلة أم لا؟». وتابع: «نحن كائتلاف المعارضة السورية التقينا وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، وأكدنا أننا لن نتنازل عن حقوق الشعب السورى، وأنه لا دور لبشار الأسد».

وعلى الصعيد العسكرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إقلاع طائراتها الحربية مجدداً من إحدى القواعد الإيرانية، لشن ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى شرقى سوريا. وقالت الوزارة، وفقاً لوكالة أنباء «تاس» الروسية، إن «الطائرات أقلعت من قاعدة بجنوب غرب العاصمة طهران، ودمرت مركزى قيادة ومعسكرى تدريب». وعبر رئيس لجنة الشئون الدولية فى مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسى قسطنطين كوساتشيوف، وفق ما ذكرت قناة «روسيا اليوم»، أمس، عن استغرابه من اعتبار الخارجية الأمريكية استخدام روسيا للقاعدة الإيرانية خرقاً لقرارات مجلس الأمن الدولى، فيما أعلن المتحدث باسم قوات التحالف الدولى لمحاربة «داعش» العقيد كريستوفر جارفر أن روسيا أخطرت «واشنطن» بعزمها استخدام قواعد جوية إيرانية لتنفيذ غاراتها داخل سوريا. وارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الروسية والسورية على مدينة «حلب»، أمس، إلى 100 قتيل، وقالت فصائل فى المعارضة السورية بحلب، وفق ما نقلت قناة «سكاى نيوز»، إنها صدت هجوماً للقوات الحكومية مدعومة بميليشيات إيرانية على أحياء فى «حلب».

وشنت وحدات من سلاحى الجو والمدفعية بالجيش السورى، أمس، عدة ضربات مركزة على تجمعات لتنظيم «داعش» ودمرت لهم آليات ومعدات بمدينة «حلب» وريفها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» أمس. وفى العراق، دمرت طائرات عراقية من طراز «إف 16» مقرات وتجمعات لـ«داعش»، ما أسفر عن مقتل العشرات من الإرهابيين فى محافظة «نينوى» شمال العراق، وفق ما ذكرت السلطات العراقية.


مواضيع متعلقة