المعنى الحقيقى لإزالة التعديات: «لِمّ الفرشة لحد ما الحى يمشى»

09:37 م | الأربعاء 17 أغسطس 2016

نموذج حى لـ«الفرحة اللى ما بتّمش»، فمع سير اللودر على الأرض، وإزالة الإشغالات والباعة الجائلين، تنفرج أسارير المواطن، يشعر بأنه استرد جزءاً من شارعه المحتل، ويصدق أن «حلوة يا بلدى» لن تكون مجرد مبادرة، بل ستتحول إلى أمر واقع.. يدور كل هذا فى مخيلته، قبل أن يفيق على واقع مرير «اللى بيتشال الصبح، بيرجع تانى بالليل.. وكأنك يا أبوزيد ما غزيت».

{long_qoute_1}

المشهد المفرح الذى يقوده أعضاء المبادرة برعاية ومشاركة رؤساء الأحياء، لا يدوم، سرعان ما يعود إلى حاله السابق، وآخرها حملة إزالة التعديات على محطة السكة الحديد التى قادها رئيس حى غرب شبر الخيمة، غادر الحى الموقع بعد تنظيفه والقضاء على إشغالاته قبل غروب الشمس، وعاد الباعة إلى مواقعهم بإشغالاتهم بعد دقائق من مغادرة الحى، لتبدأ لعبة «القط والفأر» بينهما، يختفى الباعة بظهور مسئولى الحى، ويعودون عقب مغادرتهم.

«لموا الفرش بسرعة الحى جاى».. صياح بصوت مميز يعرفه الباعة فيما بينهم كـ«سيم»، تعقبه حركة فى كل اتجاه للمّ البضائع والاختفاء بها، مصحوبة بعبارات معترضة: «يعنى مش كفاية اللى عملوه امبارح جايين تانى ليه النهارده» يقولها الباعة محدثين أنفسهم «إحنا بنعرف من ناس تبعنا إنهم جايين وأول ما بيعرفوا خبر بيتصلوا بينا يقولوا لنا شيلوا حاجاتكم عشان فيه لجنة» قالها أحد باعة الملابس، مؤكداً «همّا عارفين إن ده مكاننا ولقمة عيشنا ومن زمن الزمن وإحنا هنا ولو شالونا النهارده هنيجى بكرة ولو شالونا بكرة هنيجى بعده، ولو مشينا إحنا خالص غيرنا هييجى».

منطقهم قد يجد من يتعاطف معه، لكنه دوماً يجد مَن يرفضه، وتحديداً بين أهالى المنطقة، فالشكوى من الزحام الذى يسببه الباعة وإشغالاتهم لا ينتهى، خاصة فى الأماكن الحيوية، يعبر عنها جورج زكى، أحد أهالى شبرا، الذى تأمل الحملات، مؤكداً أنها دون فائدة «بيشيلوهم النهارده وبييجوا بعده، وقبل ما الحكومة بتيجى بيكون أغلبهم عرف إنهم جايين، وأنا من سكان شارع ناصر اللى كله تعديات والشارع بيبقى 8 متر الصبح، لكن أول ما المحلات تفتح بيبقى متر واحد ما تعرفش تمشى فيه».