جمع الأوراق النقدية.. هواية الباحثين عن "الكنز"

كتب: دينا عبدالخالق

جمع الأوراق النقدية.. هواية الباحثين عن "الكنز"

جمع الأوراق النقدية.. هواية الباحثين عن "الكنز"

داخل أدراجهم الخاصة لم يحتفظوا بالهدايا أصدقائهم التذكارية كما يفعل البعض، بل أنهم عكفوا على جمع العملات داخل صناديق خاصة واحتفظوا بها، فالروائح التي تنبعت منها توحي لهم بقدمها، إذ أن ذلك يُزيد من جمالها داخل قلوب مُجمعيها، فكلما زاد قِدمها وطال عمرها، صارت بمثابة الكنز لدى البعض ويسعى للبحث عنها في كل مكان.

عمر بلال، أحد المهتمين بجمع العملات، يصف العملات التي يحرص على جمعها بأنها كنز دفين لايعرف قيمته أحد، إذ أنه لا يترك عملة مُلقاة أو مُهملة حتى يجد فيها ضالته.

بين نقود مصرية تعود إلى عصر محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وأخرى سورية عمرها أكثر من 100 عام، ويونانية وإسبانية وأمريكية وهندية وصينية وسويسرية، تنوعت العملات "عمر"، فأٌقدم العملات التي بحوزته تعود إلى عصر بطليموس الأول، وأحدثها العملة التي وزِّعت بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة العام الماضي.

رغم تلقيه العديد من العروض بآلاف الجنيهات، رفض الشاب العشريني التخلي عن أي قطعة، حيث أنه أنفق من أجلها أموالًا كثيرة، أثناء زيارته لمحلات العملات القديمة، مشيراً إلى أنه يسعى إلى جمع المزيد منها في الفترة المقبلة، لتنظيم معرض، بالاضافة إلى توريثها لأبناءه وأحفاده، من دون التفريط في قطعة واحدة منها.

"العملات دي بشوف فيهم حياتي كلها وحاجات صعب حد يحسّها أو يعرفها، فيهم نشوة مش أي حد يقدر يعرفها"، بهذه الكلمات يصف "عمر" الشعور الذي يغمره عند رؤيته لكنزه الصغير الذي يفضل إبقائه بعيدًا عن أعين الناس، وعدم التفاخر به لإبعاد اللصوص عنه.

لم يكن "عمر" وحده المتلهف على جمع العملات النادرة، بل الأمر نفس الذي تسعى إلى تنفيذه في المستقبل، "شذى سعيد" فمنذ بلوغها السادسة عشر وبعد أن جمعت أولى قطعها النقديّة، التي تعود لعصر الرئيس الأمريكي نيلسون، والتي تلقتها كهدية من أحد أصدقائها، حتى شعرت بحب جمع العملات يتدفق في قلبها، فبدأت في جمعها.

لم يقتصر الأمر لديها على شراء العملات النقديّة القديمة في مصر، حيث أوصت جميع أصدقائها وأفراد عائلتها بجلبها إليها في زياراتهم للدول المختلفة، ما جعلها تخصص لعملاتها صندوقًا كبيرًا في غرفتها اسمته "كنز علي بابا"، ووضع عليه علامة Stop. 

داخل ذلك الصندوق الذي تحمل رائحته عبق الماضي، تجد الشابة العشرينية أسمى معاني الحب والسعادة التي تعشق الحفاظ عليه، فمن خلاله تتمكن على رؤية ملوك ورؤساء حفظت الأوراق والعملات وجوههم، وربما لم تذكرهم الكتب أو يروي عنهم أناس، ما جعلها ترفض تصويرهم أو أن يشاهدهم أحد، فتبقيه بعيدًا عن أعين الجميع خوفًا عليه.


مواضيع متعلقة