إكسسوارات وشعارات وأغنيات: «التوك توك بيبان من سوّاقه»

08:34 م | السبت 13 أغسطس 2016

ساعات طويلة وطرق ليست سهلة يقطعها سائقو التوك توك كل يوم بحثاً عن لقمة عيش إلا أنهم لا يكتفون بقيادة التوك توك فحسب بل يستخدمونه فى التعبير عن شخصياتهم وثقافتهم، فتوصيلة واحدة ونظرة متفحصة من داخل التوك توك تستطيع بهما أن تحدد الثقافة التى ينحدر منها هذا الشاب الجالس على مقعد السائق، صور معلقة هنا أو هناك بعضها لقادة سياسيين وأخرى لفنانين ومشاهير، كلمات وجمل اختارها صاحب التوك توك بعناية لتعبر عنه وعن الحالة المزاجية التى يعيشها، أغنيات شعبية وأخرى رومانسية تخرج من ذلك الكاسيت المثبت أسفل المقود، كلها تفاصيل تعبر عن نفسها داخل تلك المركبة الصغيرة التى تسير بثلاث عجلات وتغزو معظم شوارع مصر.

صورة للرئيس الراحل أنور السادات اختارها محمد نجم، أحد سائقى التوك توك بمنطقة أرض اللواء، ليعبر بها عن حبه له، فقد اعتاد الشاب الثلاثينى أن يسمع من والده قصص البطولة والدهاء عن الرئيس الذى تم الغدر به واغتياله لأنه كان رئيساً «مفيش زيه»، هكذا يقول «نجم».

«يا رب احميها من العين».. هذا هو الشعار الذى وضعه أحمد سائق التوك توك الذى يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً معتقداً أنه يحميه من الحسد قائلاً: «أنا جيت من الفيوم للقاهرة مخصوص عشان أشتغل على التوك توك ومن ساعتها العين مش سايبانى ده الناس بتحسدنى حتى لو جبت عجلة».

يرى «أحمد» أن الاهتمام بتزيين وتنظيف التوك توك أمرٌ مهم؛ لأنه يجذب الزبائن التى أصبحت -وفق قوله- تختار التوك توك قبل أن تركب بسبب توافره بكثرة فى الشوارع. أما عن أغانيه المفضلة فيقول «أحب الأغانى الشعبية جداً وتسلى وقتى طوال فترة عملى ولا أشعر بأى ملل وأنا أستمع إليها».

«ناس فاضية».. هذا كان رد الحاج عبدالله تعليقاً على سائقى التوك توك الذين يضعون الشعارات على مركباتهم، فالرجل الخمسينى اضطر للعمل كسائق للتوك توك بعد أن ترك عمله كعامل فى المعمار بعد أن ساءت حالته الصحية وأصبح لا يقوى على العمل ولكن لم يكن أمامه إلا أن يبحث عن عمل آخر ليستطيع الإنفاق منه على أسرته ويدبر نفقات إيجار الشقة التى يقطنونها.

أما سامى سعد فقد لصق صورة للفنان محمد رمضان على ظهر التوك توك بعد شرائه مباشرة، يقول «سامى»: بحب الراجل ده جداً وبحس إنه شبهنا وبيعبر عننا عشان كده حطيت صورته على التوك توك وبقيت كل ما حد يقول لى على عنوان رايحه أقول له ثقة فى الله هوصلك» (فى إشارة إلى الجملة التى اعتاد أن يقولها الفنان محمد رمضان فى أحد أعماله الدرامية). محمد جمال، شاب عشرينى يستيقظ مبكراً كل يوم بحثاً عن لقمة عيشه حيث يرى أن الاهتمام بنظافة التوك توك وتزيينه ضرورة على كل سائق سواء بتزيينه بالمعطر أو الألعاب أو الإكسسوارات، قائلاً: «تزيين التوك توك ونظافته بتخلى فيه تنافس بينّا كسواقين، إحنا كمان بنحط شعارات على التوك توك وأى حاجة تيجى فى دماغى بكتبها».

«محمد» يقضى وقته أثناء العمل فى الاستماع صباحاً لإذاعة القرآن الكريم ثم يتبعها بالاستماع لعدد من الأغانى الرومانسية والشعبية حسب رغبته ورغبة الزبون، يقول: «أنا بشغل الأغنية لو الزبون اتضايق منها بغيّرها أو بقفلها».

«أحسن حاجة عندى».. هذا كان رد «حمادة»، البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، عن سر كتابته لشعار «مريم ومروان» حيث يتخذ «حمادة» التوك توك وسيلة لكسب العيش والإنفاق على أبنائه.

يرى «حمادة» أن تزيين التوك توك بالإكسسوارات والاهتمام بنظافته يعطى طابعاً خاصاً له، يقضى «حمادة» بعضاً من وقت عمله فى الاستماع لبعض الأغانى الرومانسية: «أنا بسمع أغانى لكن ساعات بقفلها لو راكب معايا ناس كبيرة لأنها ما تحبش الدوشة».