«حواس»: مصر لا تتعرض لمؤامرة و25 يناير ليست ثورة و«السادات» أهدى قطعاً أثرية لـ «كيسنجر وكارتر».. و«مبارك» لم يفعلها

كتب: عادل الدرجلى

«حواس»: مصر لا تتعرض لمؤامرة و25 يناير ليست ثورة و«السادات» أهدى قطعاً أثرية لـ «كيسنجر وكارتر».. و«مبارك» لم يفعلها

«حواس»: مصر لا تتعرض لمؤامرة و25 يناير ليست ثورة و«السادات» أهدى قطعاً أثرية لـ «كيسنجر وكارتر».. و«مبارك» لم يفعلها

أكد الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، أن 25 يناير لم تكن ثورة، لأن الثورات لا بد أن يكون لها منهج، وهو ما لم نره خلال إرهاصات تلك الثورة وتداعياتها، وقال إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وفر كل مقومات عودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية، ومن الضرورى أن نعلم أن من سيعيد السياحة إلى مصر هم المصريون أنفسهم وليس الشركات التى تروج للمنتج السياحى المصرى.

وأضاف «حواس» فى حواره لـ«الوطن» أنه لا يؤمن بالمؤامرات التى يتحدث عنها البعض وتحاك ضد مصر، وإنما من الممكن أن تكون هناك كراهية لبلدنا من بعض الدول، لافتاً إلى أن حادث الطائرة الروسية أثر على السياحة ولكن هذا لا يعنى توقف تدفق الأفواج من باقى دول العالم، فالسائح الأمريكى مثلاً يساوى 20 سائحاً روسياً من حيث الإنفاق، وأوضح أن من كانوا يتحدثون عن هدم الهرم أو تغطية الآثار«متخلفون عقلياً»، ومكانهم مستشفى الأمراض العقلية، مشيراً إلى أن عام حكم الإخوان أضحوكة فى تاريخ مصر، وأن ما حدث من تدمير لمتحف ملوى وحرق الكنائس وتدمير المتحف الإسلامى، وصمة عار فى جبين الجماعة الإرهابية.

وكشف وزير الآثار الأسبق عن أن عصر مبارك هو العصر الوحيد الذى لم تخرج فيه قطعة أثرية على سبيل الإهداء لأى شخص فى العالم، مؤكداً أن الرئيسين عبدالناصر والسادات قاما بإهداء قطع أثرية لبعض الملوك والرؤساء.

{long_qoute_2}

■ كيف ترى وضع السياحة فى مصر الآن؟

- نحن فى وضع من الممكن أن تعود فيه السياحة إلى معدلاتها الطبيعية، لأن كل المقومات لعودة تدفق السائحين وفرها الرئيس السيسى، بإعادة الأمن والأمان لبلدنا بعد أن كان مصيرنا قريباً من العراق وليبيا، لولا انتخاب رئيس قوى استطاع إعادة الأمن والأمان لمصر، وأحب أن أشير إلى أن من سيعيد السياحة إلى مصر هم المصريون أنفسهم، وقد طلبت منى إحدى شركات السياحة إلقاء محاضرات للسائحين فى أمريكا، فوافقت، وكانت النتيجة أننا خلال العامين الماضيين جاء إلى مصر 2200 سائح أمريكى، وكنت قبلها ألقيت على بعضهم محاضرات عن مصر، وأثناء زيارتهم لبلدنا وجدنا الأماكن الأثرية مؤمنة تماماً من شرطة السياحة والآثار ومسيطراً عليها تماماً، وكذلك الفنادق مؤمنة تأميناً كاملاً، وكذلك البازارات السياحية، وكنت أرى السائحين فى آخر ليلة لهم بالقاهرة يبكون، لأن رحلتهم انتهت وسوف يغادرون البلاد.

■ وما دور وزارة السياحة فى عودة تدفق السائحين إلى المقاصد السياحية المصرية؟ وما دور الشعب فى ذلك؟

- لا بد أن تعلن وزارة السياحة للشعب عن خططها للخروج من الأزمة، وأسمع من البعض أن حل أزمة السياحة هو سياسى، وفى رأيى أن الحل ليس سياسياً على الإطلاق، وإنما الحل من المصريين أنفسهم، فهم من يقولون للعالم إن مصر مستعدة لاستقبالكم، وهذا يمكن أن يتم من خلال خطة بين شركات السياحة والفنادق، ووزارة السياحة، ومن خلال قوافل تسافر للخارج لتقول للعالم إن مصر آمنة، كما أن بلدنا به 240 بعثة أجنبية تعمل فى البحث والتنقيب، وكان من الممكن أن تستغل وزارة السياحة هذه البعثات، للترويج للسياحة.

■ وما روشتة علاج السياحة من وجهة نظرك إلى جانب ما ذكرت؟

- يجب علينا تنظيم عملية الترويج لمقاصدنا السياحية، باستئجار شركة لعمل الترتيبات الخاصة بكل زيارة لأى وفد رسمى فى الخارج، سواء المقابلات مع شركات السياحة أو الصحافة، أو فى المحاضرات العامة، وعدم تكليف شركة واحدة بعمل كل هذه الترتيبات، وإنما يجب أن نرتب مع شركة فى كل دولة على أن يكون المتصدرون للدعاية المصريين أنفسهم، ومن المهم جداً تفعيل القرار الذى أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل المجلس الأعلى للسياحة سريعاً، من أجل التوصل إلى قرارات من شأنها الخروج من الأزمة.

■ ما الدور الذى يمكن أن تقوم به للمساعدة فى عودة السياحة وأنت شخصية معروفة عالمياً؟

- أستطيع المساعدة من خلال السفر إلى الخارج وعمل محاضرات، وتنظيم مؤتمرات صحفية، كما يمكن أن ننظم مؤتمرات فى المناطق الأثرية ذات الشهرة العالمية للحديث عنها، فمثلاً يمكن أن أقوم أنا والدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، بعقد مؤتمر صحفى أمام أبوالهول مثلاً، ونتحدث إلى العالم بشكل يجذب السياح، فإن هذا يؤثر كثيراً فى السائحين الأجانب، ويجعل لديهم حنيناً لزيارة مصر، فعلينا أن نعمل بقوة من أجل عودة السياحة، التى هى قاطرة التنمية الاقنصادية، فمع عودة السياحة يعود الرخاء لمصر، ولا بد من إعلان روشتة لعودة المعدلات إلى طبيعتها يشارك فيها الجميع، وعندما أقوم بإلقاء محاضرات فى الخارج أستطيع أن أروج لبلدى، والفترة الزمنية للمحاضرة لا تقل عن 15 دقيقة أتحدث خلالها عن مصر وآثارها الفرعونية، وأطلب منهم أن يأتوا إلينا ويشاهدوا آثارنا التى هى ليست ملكاً لمصر فقط، بل للعالم كله والحضارة الإنسانية.

{long_qoute_3}

■ هل الجزء الأكبر من السياحة فى مصر أثرى أم ترفيهى؟

- فى رأيى أن السياحة الترفيهية موجودة فى كل مكان فى الدنيا، وهناك شواطئ وأماكن أحلى من شرم الشيخ، ومصر فى رأيى ثروتها هى السياحة الثقافية، ونحن نمتلك ما لا يملكه أى شعب فى الدنيا، وهى الأهرامات وأبوالهول ووادى الملوك ولدينا تراث فرعونى وثقافى وإسلامى ومسيحى ويهودى، ليس له مثيل فى أى مكان فى الدنيا، وأى كشف أثرى واحد يهز الدنيا كلها، فلا توجد دولة فى الدنيا لديها تراث ثقافى مثل الذى تمتلكه مصر، وقد كنا قبل 2010 إذا أعلنا عن كشف أثرى فإن جميع وكالات الأنباء كانت ترسل مندوبيها إلى مصر لتغطية الحدث.

■ إذاً أين دور وزارة الآثار فى عودة السياحة لمصر؟

- الحل الثانى لعودة السياحة هو فى يد وزارة الآثار، من خلال عمل معارض أثرية كبيرة فى الخارج، مثل معرض لتوت عنخ آمون والأهرامات وغيرهما من الآثار المهمة والمعروفة عالمياً، وهذه المعارض يمكن أن تعيد قيمة مصر الثقافية مرة أخرى، ثم أننا من خلال افتتاحها ينتج عنها حملات إعلانية ضخمة، العائد منها لا يقدر بثمن، فلو تم دفعه أموالاً سيكون بالبلايين من الدولارات، وهذه المعارض سيكون لها مردود على الدعاية السياحية على أعلى مستوى، ودون أدنى تكلفة، ثم أن هذه المعارض سوف تأتى لنا بأموال، وإعلانات وسياسة، ومناسبات من الممكن أن يحضرها الرئيس السيسى، وتأثيرها على العالم أكبر، وأعظم مكسب هو عودة السياحة.

■ هل تقليد الآثار بشكل متقن وعرضها فى متاحف بالخارج يؤثر علينا؟

- إطلاقاً، فإن الآثار المقلدة تقوم بعمل دعاية ضخمة لنا، فمثلاً هناك شخص ألمانى قام بعمل معرض لتوت عنخ آمون صورة طبق الأصل، وقام بدعاية فى أماكن متعددة، ويدخل هذا المعرض الملايين، وبالمناسبة، فى 2010 غيرنا قانون الآثار، وقلنا فيما يخص مادة التقليد، قوانين مهمة جداً، منها أنك إذا أردت عمل قطعة صورة طبق الأصل يجب الحصول على تصريح من الآثار، ومن حقك أن تقلد إذا لم تكن طبق الأصل، فلا بد أن يتم عمل اللوائح التنفيذية حتى تنظم هذا الأمر فى الداخل والخارج، لأن هذا ممكن أن يدر دخلاً كبيراً جداً، ورأيى أنه لا بد من سرعة إنشاء شركة خاصة للنماذج الأثرية، وأنشأنا بالفعل وحدة موجودة فى القلعة، وتُخرج هذه الوحدة نماذج على أعلى مستوى، لكن تسويقها صعب، وكنت عندما أرسل أثرياً لبيع هذه القطع فى إيطاليا، كان يحصل على بدل سفر 100 دولار، لا تفعل له شيئاً، ولكن عندما تكون لدينا شركة فإنها تأخذ إنتاجى من النماذج الأثرية، وتستطيع عرضها فى الخارج وتحدد موظفين للبيع، لأن شراء قطعة مختومة بختم المتحف المصرى له قيمة كبيرة، ويمكن للمستهلك دفع آلاف الجنيهات لشرائها.

{long_qoute_1}

■ هل ترى أن مصر تتعرض لمؤامرة فيما يخص السياحة؟

- لا أؤمن بالمؤامرات إطلاقاً، ومن الممكن أن تكون هناك كراهية لنا من بعض الدول، وأعتقد أننا لو توجهنا إلى شعوب الدول التى تكره مصر، فسيأتون لزيارتها، لأن المجىء لمصر حلم كل إنسان، والترويج الحقيقى يقضى على أى مؤامرة فى الدنيا ولكن يجب أن يكون لدينا نظام وخطة تستطيع من خلالها تحقيق مكاسب كبيرة.

■ وكيف ترى حادث الطائرة الروسية، الذى تسبب فى ضرب موسم سياحى بالكامل؟

- رغم تأثير الحادث على القطاع فإن هذا لا يجعلنا نتوقف ونقول إن السياحة توقفت، فإن معنى الحادث هو أن السياحة من الممكن أن تتوقف فى روسيا فقط، ولكن هذا لا يعنى توقف تدفق السائحين إلى مصر من كل دول العالم، وبالتالى لا بد أن نكون قادرين على التسويق، ومن يسوق لا بد أن يكون مصرياً، ثم إن السياحة الروسية سياحة فقيرة وليست غنية، والسائح الأمريكى يقابله 20 سائحاً روسياً من حيث الإنفاق، فليس معنى حادث الطائرة أن نتوقف، فهناك أسواق أخرى مفتوحة أمامنا على مصراعيها.

■ وما حجم السياحة الأثرية من إجمالى حجم السياحة التى تأتى لمصر؟

- فى رأيى أن السياحة الأثرية هى أهم سياحة فى العالم، لأن كل الدول بها شواطئ وأماكن أجمل من التى نمتلكها نحن، وبها نظام على أعلى مستوى، ونحن نريد أن يكون لدينا فى المدارس ثقافة سياحية أثرية، لأن الأخيرة مهمة جداً، فهى التى تأتى بالأموال إلى بلدنا، وأنا ضد أى مسئول فى السياحة يتحدث عن أن السياحة الترفيهية هى الأهم لمصر، فلا يوجد سائح يأتى إلى بلدنا إلا ويريد مشاهدة الأهرامات ووادى الملوك، فإن السياحة الأثرية هى الذهب الذى تمتلكه مصر، ولم نستطع استغلاله حتى الآن، فلا بد أن يكون هناك توافق بين السياحة والآثار، حتى نحافظ على آثارنا، ولا بد من إجراءات وعمل متاحف وفتح مقابر وإغلاق أخرى، فقد كان لدينا فى 2010 عشرة ملايين سائح وقمنا بعمل نظام لم يشعر به أحد، وهو إدارة المواقع الأثرية، وقمنا بإنشاء 22 متحفاً، من بينها أضخم متحف فى العالم، كان من المفترض افتتاحه فى 2015.

{left_qoute_1}

■ وما موقف المتحف الكبير وما نوعية الآثار التى سيضمها؟

- ما زلت أقول إن رؤية المتحف الكبير يجب أن تكون واضحة، فالمتحف لا بد أن يضم روائع الفن المصرى القديم، مثل آثار الملك خوفو، ومجموعة توت عنخ آمون، ومجموعة يويا وتويا، وملوك الأسرة 21 و22، ومركب خوفو، فلابد أن يكون روائع الفن القديم فقط، ولا يجوز أن أتحدث عن الدولة والزراعة فى هذا المتحف، لأننا بالفعل لدينا متحف الحضارة، وللأسف أرى آثاراً تنقل للمتحف الكبير، ليس مكانها المتحف الكبير، فلابد أن يكون هناك رؤية واضحة، وأرجو من وزير الآثار الدكتور خالد العنانى، أن ينظر للمتحف بنفس النظرة التى كنا ننظرها فى 2010.

■ لماذا لا يوجد متاحف فى مصر ترتقى لمستوى المتاحف العالمية؟

- لدينا متاحف أفضل من تلك الموجودة بالخارج، مثل متحف النوبة الذى ليس له مثيل، وكذلك متاحف الأقصر والتحنيط، والعريش، وغيرها الكثير، وكانت لدينا مشاريع متوقفة مثل متحفى إخناتون وسوهاج، وقمنا بنهضة متحفية لم تحدث فى التاريخ، ومن أجل استكمالها يجب عمل معارض فى الخارج كما ذكرت.

■ ما سر استبعادك عن المؤتمر الصحفى الخاص بالهرم والكشف عن وجود غرفة من الجهة الشمالية؟

- ما حدث أنه كان هناك مجموعة يابانية وفرنسية تقوم بمسح «سكان» لاكتشاف ما هو داخل الأهرامات، وبالطبع مشروع مثل ذلك يجب أن يضم متخصصين فى الأهرامات، وهم أربعة أفراد فقط على مستوى العالم، أنا واحد منهم، والوزارة عندما قررت تنفيذ المشروع وعقدت المؤتمر الصحفى «عملوا حاجات تضحك» وتحدثوا عن وجود اكتشاف، وللعلم هذا المكان الذى تحدثوا عنه هو حجر تم ترميمه عام 1939 ويوجد بجواره أسمنت فأنتج حرارة كما يوجد شرخ فى الصخر فتخيلوا أنه اكتشاف، فهم لا يعلمون أن هذا غير صحيح، وكنت سعيداً عندما علمت أن الدكتور خالد العنانى عندما تولى مسئولية الوزارة، شكل لجنة برئاستى تضم علماء الأهرامات، ونحن الآن ندرس المشروع ونحاول وضع نتائج واضحة للعالم كله، ولا نقول «كلام تهبيل» وأى دعاية تنتج بدون أساس تكون نتائجها «صفر».

{left_qoute_2}

■ وماذا عن مقبرة توت عنخ آمون ووجود مقبرة أخرى داخلها؟

- نفس الموضوع، فقد قيل إن هناك غرفة فى مقبرة نفرتيتى، ونحن اكتشفنا أن الرادار «عمره ما قال» إن هناك شيئاً خلف المقبرة، والرادار لم يقل إن هناك مواد عضوية، لأنه لا يوضح هذا أبداً، والعالم اليابانى الذى أعد التقرير قال إننا لم نخرج شيئاً، فنحن للأسف ضحك علينا «خواجة» إنجليزى مكانته العلمية ليست قوية، ونحن لم نغلق الباب فى هذا الموضوع، لأن الغلق يجعل العالم الإنجليزى يقول إنه كان هناك أشياء موجودة والحكومة المصرية منعتنى، والآن خالد العنانى ينتظر قرار الرادار الأخير، ليضع كلمة نهائية وما إذا كانت هناك مقبرة لنفرتيتى داخل مقبرة توت عنخ آمون أم لا، رغم أننى أرى أنه لا توجد مقبرة للملكة نفرتيتى داخل مقبرة توت عنخ آمون.

■ هل يمكن فى هذا المجال أن تؤثر المشاكل الشخصية فى الاستفادة من العلماء؟

- لا أنظر للماضى وأنظر للمستقبل، فمحمد إبراهيم، وزير الآثار الأسبق، ظل عامين وزيراً لم يفعل أى شىء للآثار سوى حقده على بعض الأثريين وتدخين سجائر «الكنت» فقط، بل إنه فعل شيئاً بشعاً، فكان هناك قناع لـ«نفرقا» موجود فى متحف «سانت لويس» ورفعنا قضايا وخسرناها لاسترداد القناع، وبعدها المتحف «ضميره صحى»، وقال أنا عاوز أرجع القناع، بعد عرضه ستة أشهر أولاً، والأمن الوطنى الأمريكى عرض على محمد إبراهيم استرداد القناع بعد ستة أشهر، فكان رده المطالبة بدفع مائة ألف دولار عن كل سنة، والمتحف رفض، وبالتالى ضيع علينا استرداد قطعة مثل هذه، وللأسف هذا الوزير وقع استمارة لكى يكون عضواً فى حزب الحرية والعدالة، وكان برفقته شاب من الآثار الإسلامية، ولم يكن لديهما رغبة فى النجاح، وأنا لا أؤمن بأن يكون هناك وزارة للآثار، وإنما أرى أن يكون لها مجلس أعلى يرأسه وزير لا يتبع مجلس الوزراء، وإنما يتبع رئيس الوزراء مباشرة، دون أن يوجد بين أعضاء الحكومة.

■ هل مصر تمتلك خريطة واضحة للآثار التى ما زالت مدفونة؟

- نعم، فإن ما اكتشفناه من آثار مصر 30% فقط، وما زال 70% تحت الأرض، وأتمنى إلغاء القرار الخاطئ الذى اتخذه الوزير ممدوح الدماطى، بفتح المجال للبعثات الأجنبية للعمل فى الصعيد.

■ ما شعورك عندما كنت تسمع فى فترة حكم الإخوان أن الآثار حرام ويجب تغطيتها؟

- حدثنى أحد معلقى التليفزيون رداً على أحد المشايخ الذى يقول إننا لا بد أن نغطى أبوالهول بالشمع، وقال إن عمرو بن العاص عندما جاء مصر لم يكن لديه أجهزة من أجل هدم الهرم، وبالتالى «إحنا لازم نهدها الآن»، فقلت للمذيع إننى لن أعلق على هذا الكلام، لأن من يقول هذا شخص تافه ويريد الشهرة، ولذلك لن أرد عليه حتى لا أشهره، فهو كلام ناس «متخلفين عقلياً»، مكانهم اللائق مستشفى الأمراض العقلية، لأن هذا تراث العالم كله، كما أن مصر هى الدولة الوحيدة التى احتضنت كل الديانات، وأقول إن الإسلام عظيم وعظمته تكمن فى أنه آخر الأديان، ولا يمكن أن يكون الدين الإسلامى بهذه العظمة دون أن يكون هناك مقدمات، وبدأت فى مصر من إخناتون وانتهت بالإسلام.

■ وكيف ترى عام حكم الإخوان؟

- أعتبر هذه الفترة أضحوكة فى تاريخ مصر، وأنا كنت متأكداً أنهم سيرحلون، لأن مصر لا يمكن أن تحكم بأى شخص خطأ، وأى فترة فيها تخاذل فإنها تنتهى سريعاً، ودائماً ما يكون بعدها نهضة لمصر، فإن ما نعيشه الآن هو تكرار للتاريخ، ومصر حدث بها ثورة منذ 4200 عام وهى أول ثورة فى التاريخ، وبالمناسبة هى تتكرر الآن، فكان لدينا حكيم اسمه «أيبور» وقال إننى نصحت الحاكم الذى ظل يحكم 80 عاماً وكان اسمه «ببى الثانى»، ولم يسمع كلامى، وما كتبه «أيبور» أن العدو قابع فى سيناء ويراقب، ويبحث الدخول لإثارة الذعر، ومصر تخلصت منه بالثورة وجاء حاكم عسكرى قوى حمى البلاد، فإن الحاكم المختل عقلياً أو دينياً يذهب مع الريح، ويعود القوى الذى يعيد الأمن للبلاد، لذلك من الطبيعى أن يحكم الرئيس السيسى مصر، لأن جيشها وطنى منذ قديم الأزل، وأرى أن الجيش حالياً ينفذ مشروعات عظيمة، ويجب أن نساعد الرئيس، ونسانده.

{left_qoute_3}

■ إذاً أنت ترى أن هناك أوجه شبه بين الوضع الحالى وما حدث منذ 4200 عام؟

- نعم.. فإن الثورة التى حدثت منذ 4200 سنة، هى صورة طبق الأصل لما حدث فى 2011، وأنا لا أعتبر 2011 ثورة، لأن الثورة لا بد أن يكون لها منهج، والمنهج فى 2011 لم يكن موجوداً ولم يحدث.

■ هل كانت الآثار تُهرب فى عصر مبارك.. وهل كان يرسل آثاراً كهدايا لبعض الشخصيات؟

- عصر «مبارك» هو العصر الوحيد الذى لم تخرج فى عهده قطعة أثرية واحدة مهداة لأى شخص فى العالم.

■ إذاً باقى الرؤساء كانوا يفعلون ذلك؟

- نعم.. فالرئيسان جمال عبدالناصر، وأنور السادات، كانا يقومان بإهداء قطع أثرية لبعض الشخصيات، أما «مبارك» فلم يفعل، بل فى عهده كان هناك نهضة أثرية، فقد تم افتتاح مناطق أثرية، وبناء متاحف وتطوير الآثار، وكان هناك نهضة فى عودة الآثار المسروقة، فقد أعدنا ستة آلاف قطعة أثرية، وكلمة للحق أروى هذه الرواية، فقد أوقفت «بعثة اللوفر» عن العمل فى مصر، فاتصل الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، بالرئيس مبارك، وقال له يوجد لديكم شخص اسمه زاهى حواس قام بمنع بعثة اللوفر من العمل فى مصر ونحن لا نقبل هذا، فاتصل بى الرئيس مبارك وقال لى ما قاله «ساركوزى» وسألنى هل ما يقوله صحيح، فقلت له إنه صحيح يا فندم فهل لدى حضرتك الوقت لكى تسمع القصة، فقال لى اتفضل، فقلت له إن هناك أربع قطع أثرية تمت سرقتها من مقبرة والحرامى باع القطع لمتحف اللوفر، واللوفر اشتراهم وهو يعلم أنها مسروقة، وعندما علمت بهذا أعطيتهم مهلة ستة أشهر لإعادة هذه القطع، ثم أعطيتهم ستة أشهر أخرى، ولكنهم لم يعيدوا القطع الأثرية، وكان لهم بعثة جاءت للعمل فى سقارة، فقلت لهم لا لن تعملوا هنا، فكان رد مبارك «تمام، ما فعلته صح»، وأنا أقول شهادة حق، فإننى لم أكن وزيراً فى عهده، ومن كان له صلة مباشرة به هو الوزير فاروق حسنى، وأنا كان لى صلة مباشرة بالسيدة سوزان مبارك، وما فعلته هذه السيدة لمصر كثير، فقررت إنشاء متحف الطفل وتطوير العشوائيات وغيرها الكثير من الخدمات، وأنا ليس لى علاقة بالسياسة «فأنا راجل بتاع آثار»، وأتحدث من خلال رؤيتى للآثار كأثرى.

■ وكيف كانت تخرج الآثار فى عهد الرئيسين عبدالناصر والسادات كهدايا؟

- كانت تخرج بقرار جمهورى، ورئاسة الجمهورية كانت تتصل بوزير الثقافة، وتبلغه أننا نريد إرسال قطعة لفلان مثلاً «هنرى كيسنجر وجيمى كارتر»، وأنا زرت متحف «كارتر» ووجدت فيه قطعة أثرية مصرية مهداة إليه، وكانت الإجراءات المتبعة وقتها أن يتم اتصال الرئاسة بوزير الثقافة الذى يبلغ بدوره رئيس المجلس الأعلى للآثار، فينعقد مجلس إدارته ويوافق ويختار القطعة وترفع من السجلات وتوافق عليها اللجنة الدائمة، ويصدر بها قرار جمهورى بإهدائها لفلان، ويجب أن أؤكد أن كل ما قيل بعد الثورة بخصوص سرقة الآثار كذب، وشائعات لا أساس لها من الصحة.

 


مواضيع متعلقة