«الوطن» على الحدود الليبية مع العائدين من «الخطف»

07:48 م | الجمعة 12 أغسطس 2016

التقت «الوطن» أمس العاملين المصريين العائدين من ليبيا، عقب وصولهم إلى الحدود المصرية الليبية، فى مطروح، وهم العمال الذين نجحت السلطات المصرية، بالتنسيق مع الجيش الوطنى الليبى، بقيادة الفريق خليفة حفتر، فى تحريرهم وعددهم 23 عاملاً، من فخ الاختطاف المتعدِّد، الذى جهزته لهم الميليشيات الليبية لطلب مبالغ مالية ضخمة، والتى بدأت عقب اختطافهم بالقرب من مدينة «البريقة» الليبية أثناء عودتهم، يوم الجمعة الماضى، من مقر عملهم من مدينة «مصراتة»، أثناء استقلالهم أوتوبيسين، يُطلق عليهما بالليبية «فيتو».

{long_qoute_1}

وقامت القوات الخاصة الليبية بتأمين تحركهم داخل الطرق الليبية المختلفة عقب العثور عليهم، بالتنسيق مع السلطات المصرية، وذلك بعد قضائهم 5 أيام بحوزة عناصر إرهابية، لتقوم بتأمين وصولهم حتى منفذ «مساعد» الليبى البرى، المواجه لميناء السلوم البرى، الذى وصلوا إليه فى تمام الثانية عشرة من ظهر أمس.

الواقعة بدأت، مساء يوم الجمعة الموافق 5 أغسطس، حين تجمّع عدد من المصريين العاملين بالأراضى الليبية بنية الوصول إلى مصر عن طريق البر، مستقلين أوتوبيسين، إلا أنهم فوجئوا بأعيرة نارية تُصوب فى عجلات الأوتوبيسين، لتجبرهم على التوقُّف، ثم قاموا بتغمية أعينهم، وتقييد أيديهم، والتجول بهم داخل الجبال حتى استقروا فى غرفة مساحتها 3 أمتار فى 3 أمتار، جرى احتجاز الـ23 مصرياً فيها.

وعقب الاحتجاز، قامت العناصر الإرهابية بتعذيبهم، ومنعهم من النوم، من خلال التعذيب بالكهرباء، والضرب، مع حرمانهم من أى أكل أو شرب، وإجبارهم على قضاء حاجتهم فى أماكن احتجازهم نفسها. {left_qoute_1}

وبمرور الوقت، قدم شخص مصرى الجنسية منضم إلى العصابات الإرهابية، وقام بالتحدُّث مع المصريين المختطفين بصحبة شخص آخر ليبى، وقامت العناصر الإرهابية بإجبارهم على تسليم ما لديهم من أموال، وهواتف، وغيرها من المتعلقات، ثم أجبروهم على الاتصال بذويهم من المصريين لإجبارهم على تحويل مبالغ مالية بنحو 6 آلاف دينار ليبى، مع زيادة المبلغ المطلوب مع كل يوم يتم فيه التأخر عن تحويل المبلغ.

ولم يشفع سداد بعض المصريين المختطفين المبالغ المالية، إذ جرى تعذيب الجميع، مع حالة من الخوف، والقلق ظهرت فى لهجة العناصر الإرهابية، ليقوموا بعد فترة بوضعهم فى «فيتو» جديد، وتركهم للذهاب فى اتجاه، كانوا يتفقون مع عناصر إرهابية أخرى على اختطافهم مرة أخرى، إلا أن الحظ أوقعهم فى يد كمين للقوات الخاصة الليبية التى أنقذتهم بعد توافر معلومات باختطاف مصريين بتلك المنطقة، ووجود كمين من العناصر الإرهابية لهم، لطلب نحو مليون جنيه فدية لكل منهم.

وعلى الفور، قامت القوات الخاصة الليبية باحتضانهم منذ الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة مساء يوم الأربعاء الماضى، لتُقدم لهم الطعام والشراب، وتطمئنهم، وتؤكد أنهم سيوصلونهم إلى بر الأمان بمصر، وهو ما تم بمتابعة شخصية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعدد من كبار الجهات المعنية، بالتعاون مع الفريق خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى.

وعملت القوات الخاصة الليبية على تأمين الطرق المختلفة حتى جرى التحرّك، والوصول إلى منفذ مساعد الليبى البرى، المواجه لميناء السلوم ظهر أمس، وفور وصول المحرَّرين الثلاثة وعشرين، حرصوا على السجود لله شكراً على خط الحدود المصرية، مُقبلين الأرض، ورافعين الأعلام المصرية، وصور الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثم هتفوا: «تحيا مصر.. يعيش الرئيس السيسى.. يعيش الفريق حفتر.. الله أكبر.. رجعنا لمصر».

ورافقت عناصر من قوات الصاعقة المصرية المصريين المحرَّرين عقب وصولهم من منفذ مساعد الليبى، وقامت بتأمين تحركهم برفقة العناصر الليبية، حتى وصلوا إلى منفذ السلوم البرى، وسط تعاون كامل بين الجانبين المصرى والليبى.

ووسط حراسة أمنية مشدّدة، نقلت السلطات المصرية المحرَّرين إلى أحد مبانى ميناء السلوم البرى، وقدمت لهم الطعام، والعصائر، والمياه، وسجلت بياناتهم كاملة.

فى سياق متصل، قالت مصادر رسمية مصرية، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، تابع باهتمام بالغ واقعة الاختطاف، وتفاصيل إنقاذ المختطفين من كمين العناصر الإرهابية لهم، مردفة: «الرئيس مانامش من يوم الخميس إلا لما اطمن أن المصريين وصلوا إلى بر الأمان».

وأضافت المصادر، أن الدولة المصرية لا تنسى أبناءها فى الآخر، وتعمل بأقصى جهد ممكن، بالتعاون مع الإخوة الأشقاء من دولة ليبيا، على تأمين المصريين، موجهة الشكر إلى الفريق خليفة حفتر على التعاون الكامل من جانب القوات الليبية مع نظيرتها المصرية.