رئيس جامعة «هيروشيما»: «القاهرة» قاعدة مهمة لتعلم «اليابانية»

كتب: محمد على زيدان

رئيس جامعة «هيروشيما»: «القاهرة» قاعدة مهمة لتعلم «اليابانية»

رئيس جامعة «هيروشيما»: «القاهرة» قاعدة مهمة لتعلم «اليابانية»

قال «ميتسو أوشى»، رئيس جامعة هيروشيما اليابانية، إن هناك تعاوناً بين الجامعة ونظيراتها المصرية، وعلى رأسها جامعة القاهرة، باعتبارها قاعدة مهمة لتعلم اللغة اليابانية والدراسات اليابانية فى المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الشعب اليابانى يحترم المصريين عموماً على المستوى التاريخى والثقافى، باعتبارهم أصحاب «حضارة قديمة ورائعة».

{long_qoute_1}

وأضاف «ميتسو» فى حوار لـ«الوطن»، أن جامعة هيروشيما وقّعت اتفاقية مع «القاهرة» أثناء زيارة الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، إلى اليابان مؤخراً، وتم الاتفاق على تطوير التبادل الأكاديمى فى مجالات الأدب والزراعة، وتسهيل التبادل العلمى والأكاديمى فى المجالات التى تتميّز فيها كل من الجامعتين، موضحاً أن لدى «هيروشيما» 12 طالباً مصرياً مسجلاً، وإلى نص الحوار:

■ لماذا وقع اختياركم على «جامعة القاهرة» تحديداً لتوقيع اتفاقية التبادل الأكاديمى معها؟

- جامعة القاهرة ليست مجرد جامعة رائدة فى مصر، بها قسم للأدب اليابانى تأسس عام 1974 فقط، وإنما هى أيضاً قاعدة مهمة لتعلم اللغة والدراسات اليابانية فى المنطقة العربية، وخريجو الجامعة من قسم الآداب اليابانية نشروا أو ترجموا عدداً كبيراً من الكتب عن اليابان، وهو ما ساعد على إيجاد فهم أكبر لبلادنا فى أوساط العرب وأفريقيا.

وهناك الدكتور ماهر الشربينى، الأستاذ بقسم الأدب بجامعة القاهرة، فقد تخرّج فى كلية الأدب بجامعة «هيروشيما»، وترجم عن فن «المانجا» اليابانى الذى يُصوّر مدينة «هيروشيما» مدمّرة بعد إلقاء القنبلة الذرية عليها خلال الحرب العالمية الثانية، وبسبب هذا التواصل هو حالياً أستاذ زائر فى جامعة «هيروشيما» منذ يونيو 2015. {left_qoute_1}

■ ما أهم بنود الاتفاقية الموقّعة بين الجامعتين؟

- اتفقنا على تطوير التبادل الأكاديمى فى مجالات الأدب والزراعة، وسنُطور مجالات التعاون لتشمل المجال الطبى، كما سنعمل على تسهيل التبادل العلمى والأكاديمى فى المجالات التى يتميز كل جانب فيها، ومن خلال هذه الاتفاقية سنُطور برامج تبادل الطلاب قبل التخرّج، وبعد التخرّج بين الجامعتين، وسنعمل على توظيف الطلاب الذين يتخرّجون فى قسم اللغة اليابانية بجامعة القاهرة، وتوفير ما يلزم للطلبة المصريين والعرب لتعلم اللغة اليابانية وخبراتها.

■ ماذا دار بينك وبين الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة أثناء زيارته إلى اليابان؟

- الدكتور نصار مهتم بالثقافة اليابانية، وخلال لقائنا شاركنى خططه لإقامة «أسبوع اليابان» فى جامعة القاهرة، ابتداءً من 6 أغسطس المقبل، ففى هذا اليوم عام 1945، تعرّضت مدينة «هيروشيما» للهجوم بالقنبلة الذرية، وخلال زيارته إلى المدينة زار «نصار» متحف السلام، وشاهد معارض لا تُحصى عن القنبلة الذرية، وقال إن زيارته إلى المتحف كانت مؤثرة جداً، وإنه لهذا السبب قرّر إقامة هذا الأسبوع اليابانى فى أغسطس المقبل، كما أسلفت، وخلال هذا الأسبوع يُخطط رئيس جامعة القاهرة لتقديم الثقافة اليابانية المعاصرة، مع الإشارة إلى الدمار الذى تسبّبت فيه القنبلة فى هيروشيما، إضافة لذلك تبادلنا الآراء حول تطوير التبادل البحثى، وكيف يمكننا تطوير التبادل بين الجامعتين، على غرار ما اتفقنا عليه فيما يتعلق ببرنامج التبادل، وكيف يمكننا تطوير «ثقافة السلم العالمى».

■ متى سيتم تنفيذ الاتفاقية على أرض الواقع؟

- من خلال برنامج التبادل بين الجامعتين، وستسعى جامعة هيروشيما إلى تخريج قادة دوليين ملتزمين بالسعى من أجل السلم الدولى، من خلال استغلال بداية التبادل الدولى مع جامعة القاهرة، لكى نعمل على وضع خطة لإنشاء قاعدة للتعاون مع مصر من أجل تعميق أواصر التعاون مع الشرق الأوسط وأفريقيا.

■ هل ستوقعون مثل هذه الاتفاقية مع أى جامعات مصرية أخرى؟

- فى ديسمبر 2015 توصّلنا إلى اتفاق للتعاون مع جامعة عين شمس، وفى الوقت الحالى يجرى النقاش حول اتفاق للتبادل بين جامعة اليابان للعلوم والتكنولوجيا وجامعة أسوان، ومع افتتاح مركزنا فى مصر سنرغب فى توسيع عدد شركائنا فى المنطقة برمتها.

■ كيف ترى التعليم العالى حالياً فى مصر؟

- أعتقد أن هناك جامعات متميزة فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مثل جامعتى القاهرة وعين شمس، اللتين توصلت جامعة هيروشيما معهما إلى مذكرتى تفاهم، وأنا أدرك أن معايير هاتين الجامعتين مرتفعة أيضاً، ومن الرائع تقوية عُرى التعاون معهما.

■ ما ترتيب جامعة هيروشيما محلياً وعالمياً؟

- جامعة هيروشيما واحدة من الجامعات الشاملة المهمة فى اليابان، وهى تحتل المركز الثانى عشر من حيث عدد الخريجين الذين يجرون أبحاثاً بالتنسيق مع الحكومة، وهو ما يُظهر مدى المنافسة القوية فى مجال الأبحاث.

وفى عام 2014، تم اختيار «هيروشيما» كواحدة من أفضل 13 جامعة على مستوى العالم فى بعض المجالات، وبالنسبة للسنوات العشر المقبلة سنواصل تطوير الجامعة وإصلاحها من خلال تحسين عملية التعليم والبحث فى الوقت ذاته، ونسعى إلى إنتاج مواهب عالمية والوصول إلى قائمة أفضل 100 جامعة فى العالم، وجامعة هيروشيما حالياً تحتل المركز 348 خلال آخر تصنيف تم نشره دولياً.

■ كم عدد الطلاب المصريين والعرب فى جامعة «هيروشيما»؟

- اعتباراً من نوفمبر 2015 هناك 12 طالباً مصرياً من 27 عربياً، وهم جميعاً مسجلون فى الجامعة، وقد قبلت «هيروشيما» تسجيل 63 طالباً من مصر حتى الآن.

■ هل هناك علماء مصريون فى اليابان؟

- طبقاً لإحصاء أجرته وزارة التعليم اليابانية، هناك 296 باحثاً مصرياً يزورون اليابان، 80% منهم يقيمون هناك لأكثر من شهر، إلى نحو عام تقريباً، والباقى 20% يقيمون فى اليابان لأقل من شهر، والمحصلة تُظهر أن الباحثين المصريين يأتون إلى اليابان من أجل إجراء أبحاث طويلة المدى، إضافة إلى المشاركة فى مؤتمرات لمدد قصيرة.

■ كيف ترى العقلية المصرية؟

- مصر لديها مميزات مناخية وطبيعية مختلفة عن اليابان، والثقافة المصرية متأثرة بالفترة الإسلامية، وبسبب هذه الاختلافات أدرك أن المصريين واليابانيين لديهم شخصيات ورؤى مختلفة، وكأستاذ باحث، قبلت 3 طلاب دكتوراه مصريين فى صفى حتى الآن، والطلاب الثلاثة كان لديهم طموح كبير، وقد انتبهوا إلى كل شىء من أجل التناغم مع بقية الطلاب والباحثين، وكانت لديهم قدرات بحثية عالية.

والطلاب والباحثون المصريون فى جامعة هيروشيما بشكل عام متحمسون لدراستهم وأبحاثهم، وأعتقد أنه كلما كانت الرغبة أكبر فى الدراسة والبحث، كان فهم الآخر أكثر سهولة بغضّ النظر عن اختلاف شخصياتنا.


مواضيع متعلقة