«الأقزام» فى المسرح.. من غير إفيهات

09:28 م | الاثنين 08 أغسطس 2016

نظرات مريبة وتعليقات سخيفة وضحكات تتوارى وسط الخجل أحياناً، ردود فعل مختلفة عادة ما تواجه قصار القامة، لكنهم استطاعوا بالفن تخطى تلك العقبة، مقررين الاندماج بين الناس بشكل مثير للإعجاب ظهر أثناء مشاركتهم المتميزة فى العرض المسرحى «كلنا كاليجولا» للمخرج محمود مصطفى. فى العرض المشارك ضمن العروض الرسمية للمهرجان القومى للمسرح، وقف كل من «خالد، داليا، كرم، المارد، محمود» فى شموخ، منفذين حركات لا يقدر عليها سوى المحترفين، وتناسوا النظرات والآراء التى لن تُسفر عن شىء أمام طموحهم.

{long_qoute_1}

«اخترت قصار القامة للمشاركة فى العرض، لأن الحدث ككل غير طبيعى، نُشاهده من خلال دماغ البطل «كاليجولا»، وبالتالى لا بد أن يكون مساعدوه أو أقرانه مختلفين عن باقى الناس، وبالفعل بعد الاستعانة بعناصر منهم، أجادوا فى أدوارهم». قالها مخرج العرض محمود مصطفى، مؤكداً: «هم فى الأساس ممثلون فى مسرح الطفل، لذلك استطاعوا استيعاب ما أقوله بسرعة شديدة، لكن الموضوع نفسه كان بالنسبة إليهم جديداً، لأنهم لم يشاركوا فى عروض رقص من قبل، ومع ذلك تحمّسوا جداً، ولم أبذل معهم مجهوداً مضاعفاً فى التدريبات».

العرض الذى تنافس به دار الأوبرا، يقدم معالجة جديدة لواحدة من أهم كلاسيكيات المسرح العالمى لألبير كامى: «دائماً ما يتم الاستعانة بقصار القامة فى الأدوار الكوميدية التى تعتمد على إفيهات لإضحاك الجمهور، لكن هنا الأمر مختلف، فالعرض قائم على الرقص، ويحمل جرعة دراما وتراجيديا، وهنا كانت تكمن الصعوبة، وبالنسبة إلى قدراتهم الذهنية فقد استجابوا سريعاً إلى كل ما طلبته».

يتمنى «مصطفى» وجود قصار القامة فى عروض أكثر ويتم دمجهم بين الأصحاء، طالما المخرج قادر على توظيفهم بشكل جيد.