صيدلية الـ«فيس بوك»: الدواء فيه «سمُ هارى»

كتب: هبة وهدان

صيدلية الـ«فيس بوك»: الدواء فيه «سمُ هارى»

صيدلية الـ«فيس بوك»: الدواء فيه «سمُ هارى»

لم يعد «فيس بوك» وسيلة للتواصل الاجتماعى فقط، بل وسيلة لترويج الأدوية التى لم تحصل على تصريح بالتداول التجارى، حتى تحول إلى ما يشبه الصيدلية الكبيرة المتخمة بصفحات تعرض منتجات دوائية تداعب أحلام الراغبين فى الرشاقة والجمال والهروب من تبعات سن اليأس.

{long_qoute_1}

«تخسيس ورشاقة»، «أدوية تخسيس أصلى ومستوردة»، و«أدوية ناقصة ومتوافرة للصيدليات والروشتات»، نماذج من الصفحات «الفيس بوكية» التى تعرض أدوية بأسعار مرتفعة غير متوافرة فى الصيدليات، وبسؤال رواد الموقع الشهير، خصوصاً من سكان الأقاليم عن الصيدلية التى تبيع هذه المنتجات، يكون الرد: «البيع أونلاين.. من خلالنا فقط؟»، لتكتشف بعد ذلك أن هذه الأدوية لم تحصل على ترخيص تداول فى الصيدليات. هبة محمد، صاحبة إحدى الصفحات التى تُروّج لأدوية النحافة، قالت إن المنتجات الطبية التى تُعلن عنها من خلال صفحتها حاصلة على تصريح من وزارة الصحة، فضلاً عن أنها أثبتت فاعليتها، وللتدليل على ذلك تعرض صور بعض زبائنها بعد أن فقدوا عدة كيلوجرامات من أوزانهم: «الأدوية مش بتتباع فى الصيدليات لأسباب مانعرفهاش.. بس إحنا جبنا تصاريح من الوزارة، واللى مش مصدقنا يسأل الصحة».

على العكس من ذلك يرى الدكتور فادى حنا، صيدلى، أن الأدوية التى يتم ترويجها عن طريق «فيس بوك»، غير مصرّح ببيعها فى الصيدليات، لأنها لا تمتلك سنداً قانونياً، لافتاً إلى أن هذه الأدوية لها ضرر كبير على صحة المواطن يظهر بعد فترة من التناول: «فيه ناس بتاخد أدوية بحجة التخسيس، وفعلاً بيخسوا، بس بعد سنة بتظهر أعراض جانبية على الكبد أو القلب، إحنا لو دوّرنا على أغلب مرضى الكبد هنلاقيهم كانوا بيتناولوا فى الأساس عقاقير غلط، يعنى من الآخر الموضوع كله نصب فى نصب».

«تسويق الأدوية له اشتراطات ليس من ضمنها الإعلان على محطات التليفزيون أو مواقع الإنترنت، وتحديداً مواقع التواصل الاجتماعى»، حسب الدكتور أحمد طلعت أبودومة، المتحدث الإعلامى باسم النقابة العامة للصيادلة، لافتاً إلى أن هذه الأدوية لا يكتبها الطبيب لمرضاه، وهذا أكبر دليل على أنها مجهولة المصدر: «الأدوية دى مالهاش فاعيلة ولا تأثير، ومجرّم تداولها».

واتهم «دومة» جهاز حماية المستهلك بالتقصير، فهو الجهة المنوط بها مواجهة هذه الصفحات، التى تتسبّب فى قتل الكثير من الأبرياء، حيث تلعب على وتر الحلول السريعة، وهى فى الأصل تبيع الوهم للمصريين: «المواطن لازم يبقى أذكى من كده إزاى يشترى دوا مش عليه رقم التسجيل بتاع وزارة الصحة؟».

لكن اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أبرأ ذمة الجهاز من المسئولية عن هذه الأدوية: «إحنا باستمرار بنشن حملات على مصانع بير السلم التى تنتج أدوية مغشوشة، وتحديداً اللى بيتم الترويج لها على صفحات الإنترنت، ولما بيوصل لنا بلاغ عن صفحة بنقفلها، لكن هناك صعوبة فى تحديد هوية أصحاب تلك الصفحات».


مواضيع متعلقة