قيادى إخوانى منشق: «سيد قطب» أسس فكر التكفير بالسجون.. و«الإخوان» جماعة نفعية

كتب: سعيد حجازى

قيادى إخوانى منشق: «سيد قطب» أسس فكر التكفير بالسجون.. و«الإخوان» جماعة نفعية

قيادى إخوانى منشق: «سيد قطب» أسس فكر التكفير بالسجون.. و«الإخوان» جماعة نفعية

قال خالد الزعفرانى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، والقيادى الإخوانى المنشق، إن سيد قطب هو مؤسس فكر التكفير بمصر، وذلك عام 1966 داخل السجون بمساعدة شقيقه، محمد قطب. وأوضح الزعفرانى، خلال حواره لـ«الوطن» أن الإخوان جماعة «نفعية»، وأن التحليل والتحريم يتم بناء على أهواء سياسية، وأنهم ساهموا فى نشر فكر التكفير بين عدد كبير من شباب الإخوان والتيارات الإسلامية والمتعاطفين معهم، حيث تأثروا بخطاب منصتى رابعة والنهضة، وتم بعدها تشكيل جماعات نوعية صغيرة تتبنى فكر التكفير والعنف وإحلال أموال ودماء الشعب المصرى، وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ كيف ترى دور الإخوان فى نشر فكر التكفير بالدول العربية؟

- فكر التكفير نشأ سنة 1966 داخل السجون على ضوء فهم سيد قطب، كما نشأت جماعات التكفير على يده، وشقيقه محمد وآخرين بدأوا فى تأسيس فكر التكفير بمصر والعالم العربى من خلال كتابى «معالم فى الطريق» و«فى ظلال القرآن» لسيد قطب، وهذه المجموعة انقسمت إلى عدة مجموعات منها مجموعة التكفير والهجرة لشكرى مصطفى، ومجموعة القطبيين بمختلف درجاتها وهى مجموعات تكفيرية وظلوا فى السجون، وخرجوا فى السبعينات أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وبدأوا فى نشر أفكارهم، حيث قتل شكرى مصطفى الشيخ الذهبى، وتمركزت الجماعات القطبية فى مناطق شبرا وعين شمس والإسكندرية، وأخرى نائية، وكان آخر رجالهم فى مصر عبدالمجيد الشاذلى، ورفاعى سرور، ومصطفى الخضيرى، وأحمد عبدالمجيد، كذلك نشأت جماعة الشوقيين بالفيوم، وجماعات أخرى بدمياط.

■ وما أهم الأفكار المنتشرة بين جماعات التكفير؟

- أولها جاهلية المجتمع، وأنه مجتمع كافر، وأن كافة الشعوب كفرة، وأنهم المجموعة المؤمنة التى كانت موجودة أيام الرسول «صلى الله عليه وسلم» وأنه يجب الدعوة إلى الله من جديد، أيضاً الإحساس بالانفصال الشعورى والانعزال عن المجتمع داخل الجماعة، وأن المساجد مساجد ضرار ومعابد شرك لا يجوز الصلاة فيها، ويقولون إن المساجد التى يجوز الصلاة فيها هى المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجد قباء والمسجد النبوى، وإن الأحكام الحالية مثل أحكام المدينة ليس لهم بها صلة، وحتمية الصدام مع هذا المجتمع ضرورة لبناء الدولة المسلمة، وكذلك الحرب بين الطائفة المؤمنة والمجتمع الكافر، وحرمة أداء الخدمة العسكرية فهو جيش يحمى المجتمع الكافر ويحمى حكاماً طغاة لا يقيمون شرع الله ويحمى أرض الكفار، وكل تلك الأفكار نابعة من سيد قطب.

■ وماذا عن انتشار التكفير ما بعد ثورة 25 يناير؟

- انتشر الفكر التكفيرى فى سيناء بعد ثورة 25 يناير تحت مسمى أهل السنة والجماعة وأنصار بيت المقدس والمجموعات التكفيرية، الأخرى الموجودة فى سيناء، وخلال فترة حكم محمد مرسى أعطتهم الجماعة حرية كبيرة جداً وكانت هناك محاضرات علنية للتكفير، وتدريبات علنية على استخدام السلاح، وكانت هناك دعوات لفكر التكفير وسمحت الإخوان بذلك لخدمتها فيما بعد ونتج عنها ما حدث الآن، أيضاً جماعة الإخوان سمحت لرؤوس الجماعات التكفيرية بأن تظهر وشاهدناهم فى مؤتمر نصرة سوريا، والرموز الجهادية والتكفيرية اعتلوا منصات رابعة وكانوا خطباء دائمين وفكرهم التكفيرى والجهادى تابعناه بعد ثورة 30 يونيو، فانتشر تكفير الجيش والشرطة والقضاء والحاكم، وتحليل الدماء التى حرمها الله، وحدثت لوثة فكرية لعدد كبير من الشباب الإسلامى.

{long_qoute_2}

■ هل تقصد بوجود استخدام سياسى للتكفير؟

- التحليل والتحريم يتم بناء على أهواء سياسية، فالجماعات التكفيرية يرون أن المجتمع كافر وأن الجيش يحمى النظام الكافر وأن تلك الدولة دولة كفر، والحكومة كافرة والجيش والشرطة جزء منها وبالتالى هم كفار فيستحلون دماءهم وقتالهم، وما نراه فى سيناء نتيجة ما حدث فى عهد الإخوان فجميع تلك الجماعات تتفق الآن على أن الدولة جاهلية واعتبار كل رجال الجيش والشرطة والقضاء كفاراً ودمهم حلال لهم.

■ وماذا عن دور الإخوان فى نشر فكر التكفير؟

- الإخوان جماعة سياسية بينهم وبين الدولة خلاف سياسى، ولم يكفروا الدولة أو المجتمع رغم أن أفكار التكفير نابعة من محمد وسيد قطب، ورد عليها حسن الهضيبى المرشد الثانى فى كتاب «دعاة لا قضاة» وتبرأ من كل أنواع التكفير وسيد قطب، لكن بعد ثورة 25 يناير رافقت قيادات الجماعة قيادات الجهاديين والتكفيريين وسمحوا لهم بالظهور والخروج والوجود فى المؤتمرات العامة كما كان موجوداً فى مؤتمر سد النهضة ومؤتمر سوريا، وبعد ثورة 30 يونيو كان قيادات التكفير على منصة رابعة والنهضة يكفرون الدولة والمؤسسات، بل ساهمت الجماعة فى نشر فكر التكفير بين عدد كبير من شباب الإخوان والجماعات الإسلامية والمتعاطف معهم، حيث تأثر بفكر التكفير الذى كان يتم نشره من على منصة رابعة وتم تشكيل جماعات نوعية صغيرة تتبنى فكر التكفير والعنف وإحلال أموال ودماء الشعب المصرى، فالشباب مغيبون وعددهم كبير، فالشباب الإسلامى كان ضحية الإخوان لأنهم أتوا لهم برموز التكفير يسمعونها، وتركوهم فريسة للفكر الإرهابى المتطرف.

أيضاً الجماعة لديها عدم ثبات فكرى، فهى تعمل بالطريقة الميكيافيلية النفعية، فتقرب التكفيريين وتبعدهم حسب هدفها ومصالحها الشخصية، فالجماعة كانت تردد منذ عشرات السنين رفضها للعنف وتحاربه، لكنها الآن تقيم علاقات مع جماعات التكفير وتشاركها وتعطيها شرعية.

■ وماذا عن المشهد السياسى الحالى للإخوان؟

- التنظيم رغم مرور ثلاثة أعوام على ثورة 30 يونيو لم يحاول استيعاب الأزمة التى تواجهه، فشعبية الجماعة فى تراجع دائم بل شعبية الإسلام السياسى بالكامل تتضاءل ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى كله، والمشهد الداخلى للجماعة يشهد العديد من التغيرات والانقسامات والاضطرابات، فالجماعة حتى الآن لم تستطع تقديم رؤية لسلوكها فى المستقبل وتمسكها بالأشياء القديمة، وعودة ما قبل 30 يونيو أصبح أمراً مستحيلاً، فمصر أصبحت دولة مستقرة على خلاف فترة حكم الإخوان التى شهدت مزيداً من الفوضى، والإرهاب والتطرف والتحالف مع الجماعات التكفيرية.


مواضيع متعلقة