وفاة أحمد زويل.. جنازة عسكرية أم جنازة عالمية؟!

08/06/2016

أحمد عبد الظاهر

كاتب صحفي

فقدت مصر مؤخراً أربعاً من الشخصيات ذات الثقل العالمى، التى تخطى تأثيرها وشهرتها حدود الوطن، وهم على التوالى حسب تاريخ وفاتهم: الفنان عمر الشريف، الدكتور بطرس بطرس غالى، والأستاذ محمد حسنين هيكل، ثم الدكتور أحمد زويل. ففى الثانى عشر من يوليو 2015م، أقيمت صلاة الجنازة على الفنان المصرى العالمى عمر الشريف، فى مسجد المشير طنطاوى بالقاهرة الجديدة. وقد تداولت الصحف المصرية والعالمية خبراً عن «موقف غريب أثناء صلاة الجنازة على عمر الشريف» (راجع على سبيل المثال، جريدة البيان، تصدر فى دولة الإمارات العربية المتحدة، الاثنين 13 يوليو 2015م، خبر تحت عنوان «بالصور: موقف غريب أثناء صلاة الجنازة على عمر الشريف»). ويذكر الخبر موقفاً غريباً من قبل أحد الأشخاص، أثار استفزاز العديد من الحضور، ووفقاً للخبر، فإنه وبمجرد أن بدأت صلاة الجنازة، أمسك شخص كان واقفاً فى الصف الأول هاتفه الذكى وبدأ فى التقاط عدد من الصور الفوتوغرافية، واستمر فى تصوير مقاطع فيديو والتقاط الصور حتى نهاية الصلاة، ما أثار غضب العديد من المعزين الذين عبروا عن ذلك بنظرات استياء تجاه هذا الشخص.

ويوم الثلاثاء الموافق السادس عشر من فبراير 2016م، توفى الدكتور بطرس غالى، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وتم تشييع جثمانه بعدها بيومين، حيث تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى مشيعى الجثمان إلى مثواه الأخير، فى الجنازة العسكرية التى خرجت من أمام مسجد المشير طنطاوى.

وفى ذات الأسبوع، وتحديداً يوم الأربعاء الموافق السابع عشر من فبراير 2016م، توفى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، عن عمر يناهز الثلاثة والتسعين عاماً بعد صراع مع المرض. وأدى المئات من الشخصيات العامة والمواطنون صلاة الجنازة على جثمان الكاتب الكبير، وحضر الجنازة عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والدكتور مصطفى حجازى المستشار السياسى للرئيس السابق عدلى منصور والمهندس عبدالحكيم عبدالناصر نجل الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر والدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة السابق. ولم يحضر الجنازة أياً من المسئولين بالحكومة المصرية، وذلك على الرغم من القيمة الكبيرة للراحل العظيم، والتى دفعت البعض إلى القول بأن «رحيل هيكل وغالى خسارة فادحة قد يستحيل تعويضها.. والقوة الناعمة توالى الانهيار» (أحمد المسلمانى، جريدة الوطن، 17 فبراير 2016م).

ويوم الأربعاء الثالث من أغسطس 2016م، فقدت مصر والعالم واحداً من أنبغ العلماء خلال الخمسين عاماً الأخيرة، هو الدكتور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999م، عن بحوثه غير المسبوقة فى علوم الفيمتو التى أتاحت للعلم مراقبة تحركات الذرات فى أثناء التحولات الجزئية فى زمن الفيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية. وقد نشرت الصحف الوطنية خبراً عن وصل الجثمان من كاليفورنيا يوم الأحد وإقامة جنازة عسكرية يوم الاثنين. وحسناً فعلت الحكومة المصرية بقرارها إقامة جنازة عسكرية لفقيد مصر والعالم العربى والعالم أجمع، تقديراً لما قام به من جهود كبيرة تجاه وطنه. ومع ذلك، نرى من الملائم أن تكون الجنازة فى مثل هذه الحالات عالمية وليست عسكرية فقط، وبحيث يتم توجيه الدعوات للشخصيات الدولية والأجنبية الراغبة أو المهتمة أو التى يمكن أن يكون لديها اهتمام بحضور مراسم تشييع الجثمان، على نحو ما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية عند تشييع جثمان الملاكم العالمى محمد على كلاى إلى مثواه الأخير. فلا يقل فقيد الوطن الدكتور أحمد زويل منزلة وأهمية عن محمد على كلاى. ولا شك أن مثل هذا الإجراء يسهم فى تكريس أهمية وقيمة مصر ورجالها على المستوى العالمى. هذا مجرد اقتراح أتمنى أن يجد تجاوباً من الجهات المسئولة فى الدولة، لاسيما أن تأخر وصول الجثمان من كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية يمنحنا الوقت الكافى لتنفيذ هذه الفكرة... والله من وراء القصد.