«طفل السيسى» بعد عام على مشهد «اليخت»: «نفسى أكون أصغر متطوع فى الجيش»

كتب: أحمد عصر

«طفل السيسى» بعد عام على مشهد «اليخت»: «نفسى أكون أصغر متطوع فى الجيش»

«طفل السيسى» بعد عام على مشهد «اليخت»: «نفسى أكون أصغر متطوع فى الجيش»

فى شقة ظهرت عليها سمات البساطة، تتوسط عقاراً حديثاً فى أحد الشوارع الرئيسية بمنطقة «العزبة القبلية» بحلوان، تسكن أسرة بسيطة، لكنها أصبحت الأشهر بين سكان المنطقة فى الآونة الأخيرة، بسبب ظهور ابنهم الطفل «عمر صلاح»، الذى لم يكمل عامه الحادى عشر بعد، فى المشهد الأشهر بافتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس عام 2015، حينما وقف الطفل قصير القامة نحيف الجسد بزيه العسكرى مجاوراً للرئيس عبدالفتاح السيسى وملوحاً بعلمه من أعلى يخت المحروسة.

{long_qoute_1}

استطاع مرض «السرطان» أن يتسلل بين أفراد تلك الأسرة التى تكونت من أب وأم لأربعة أطفال، فاختار «عمر» من بين إخوته ليصبح واحداً ضمن آلاف الأطفال الذين يعانون من مرض السرطان، ويبدأ رحلة علاجه منذ عام 2011 فى مستشفى 57357، ذلك المستشفى الذى لم يكن سبيلاً للعلاج وحسب، وإنما كان الوسيلة التى حقق الطفل من خلالها أمنية لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسى.

تقول «رضا محمد»، أم «عمر»: «زيارات طلاب الكلية الحربية لمستشفى 57357 خلّت عمر يتعلق جداً بيهم، وفى زيارة ليهم السنة اللى فاتت كان اللواء عصمت مراد، مدير الكلية، جاى فيها مع الطلبة، وفى اليوم ده عمر قال له أنا عايز بدلة عسكرية زى اللى انتو لابسينها، وقال له كمان إن هو عايز يقابل الرئيس السيسى ويؤدى له التحية العسكرية.

لم يكن طلب «عمر» من اللواء عصمت مراد، مدير الكلية الحربية، مجرد كلمة عابرة قالها الطفل وإنما كانت أمنية، فرغم تلبية مدير الكلية الحربية للنصف الأول من طلب الطفل وتأكيده أنه لا يملك فى النصف الثانى قراراً، إلا أن براءة «عمر» دفعته إلى الإصرار على ما يريد. تتابع «رضا» حديثها قائلة: «بقى كل اللى يخش المستشفى عمر يروح يكلمه ويقول له أنا نفسى أقابل الرئيس السيسى وأؤدى له التحية العسكرية وأقول له إن أنا أصغر متطوع فى الجيش المصرى، لحد ما جه يوم قبل افتتاح القناة بيوم أو يومين تقريباً وكان موجود فى المستشفى رائد شرطة وبالصدفة شاف عمر وهو لابس البدلة العسكرية وكان بيلعب وبيهزر مع الدكاترة بتوعه، فحب الرائد ياخد صورة مع عمر، بس عمر قاله ساعتها تاخد معايا صورة بس بشرط تكتب تحتها إنى عايز أقابل السيسى وأؤدى له التحية العسكرية، وفعلاً عمل كده، وصوّر مع عمر فيديو وقال لنا إن هو بعت منه نسخة لبريد رئاسة الجمهورية وبعت نسخة تانية لبريد وزارة الداخلية». لم تتوقع والدة «عمر» أن يكون الرد سريعاً على طلب طفلها هذه المرة، حيث لم تلق بالاً لما حدث مع ضابط الشرطة الذى حاول مساعدة الطفل فى تلبية ما يريد، فكثيراً ما يطلب «عمر» لقاء الرئيس، وكثيرون هم من حاولوا مساعدته بنشر صورة له بزيه العسكرى هنا وهناك، فربما يأتى اليوم الذى تتحقق فيه أمنية طفلها، ولكنها اعتقدت أن الانتظار سيطول. لم يكن الحديث الدائر بين الرئيس عبدالفتاح السيسى و«عمر» على يخت المحروسة طويلاً، فهى كلمات قليلة قالها الطفل الذى انشغل حينها برفع علم مصر عالياً، وما زال يتذكرها حتى الآن، يقول «عمر»: «العلم وأنا برفعه كان تقيل عليا والهوا كان بيزقه جامد، قام السيسى ساعتها مسكه معايا وفضلنا رافعينه لحد ما نزلت، وقبل ما أنزل قلت للسيسى إن الجيش مصنع الرجال فضحك وخدنى فى حضنه».

مر عام كامل على افتتاح القناة وعلى تحقيق أمنية «عمر» الذى لم يهدأ له بال حتى حققها بإصراره، ورغم تحقيق ما يتمناه فإن «عمر» ما زال يرتدى زيه العسكرى الذى يقتنع تماماً أنه الأفضل بين جميع ملابسه، يقول «عمر»، الذى يتحدث دائماً برأس مرفوع ناطقاً بكلمات ربما تكون أكبر منه سناً: «اللى بيلبس البدلة دى بيبقى أسد وأنا عايز أكون أسد زيهم، وأنا فرحان جداً إن أمنيتى اتحققت ونفسى أحقق أمنيتى التانية وهى إنى أكون أصغر متطوع شرفى فى الجيش لأنى عارف إنى مش هينفع أدخل الجيش عشان المرض اللى عندى».


مواضيع متعلقة