«الوطن» فى رحلة بحث عن عمال حفر قناة السويس الجديدة: «مكملين إنجازات»

كتب: عبدالفتاح فرج

«الوطن» فى رحلة بحث عن عمال حفر قناة السويس الجديدة: «مكملين إنجازات»

«الوطن» فى رحلة بحث عن عمال حفر قناة السويس الجديدة: «مكملين إنجازات»

عامان للوراء، وجوه مصرية أصيلة قمحية وسمراء اللون، جاءت من الوجهين البحرى والقبلى والقاهرة الكبرى للمشاركة فى مشروع حفر قناة السويس الجديدة بالإسماعيلية، اختلفت أشكالهم وأعمارهم وأماكن إقامتهم، والشركات التى ينتمون إليها واجتمعوا فى مكان واحد للبدء فى حفر المشروع الجديد الذى تراهن عليه الحكومة فى تنمية قناة السويس وتعظيم الدخل وتقليل مدة الانتظار داخل وخارج المجرى الملاحى القديم، تنوعت وظائفهم أيضاً ما بين عامل، وسائق لودر وسائق سيارة نقل، وطباخ ومهندس ومسعف، ظلوا لمدة عام كامل شرق القناة القديمة يعملون بحماس وجدية، كانوا يقيمون فى خيام متواضعة وكرافانات بسيطة، حتى تم الإعلان عن الانتهاء من حفر القناة بالكامل، والانتهاء من أضخم عملية تكريك ورفع رمال فى العالم، ليتم افتتاح القناة الجديدة بعد عام واحد على تفجير الساتر الترابى لإعطاء الإشارة ببدء حفر قناة السويس الجديدة، ليقول حينها الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إن شاء الله نكون زى النهارده بنفتتح القناة دى.. تحيا مصر»، وبالفعل تم افتتاحها بعد عام واحد بمشاركة الكثير من قيادات دول العالم فى احتفال كبير.

{long_qoute_1}

«الوطن» رصدت أحوال عمال حفر قناة السويس الجديدة بعد مرور عام على افتتاحها للتعرف على أماكن العمل الجديدة التى يعملون فيها حالياً.

حسين حمدان، صاحب سيارة نقل، التحق بالعمل فى مشروع حفر قناة السويس الجديدة منذ اليوم الأول فى شهر أغسطس عام 2014، وظل لمدة عام كامل يعمل هناك حتى تم الانتهاء من المشروع، وكان ينقل الرمال من المجرى الملاحى الجديد إلى جوانب القناة الشرقية حتى ظهرت المياه وبدأت أعمال التكريك: «قعدت سنة كاملة فى حفر القناة الجديدة، كانوا من أحسن سنين عمرنا فى الشغل، ربنا كرمنى ودفعت الديون اللى على العربية، دفعت 100 ألف جنيه ديون فى سنة واحدة، أنا بصراحة بحب الشغل مع الشركات والمقاولين اللى بيشتغلوا مع الجيش لأن كلامهم سيف وصادقين، ووعودهم ميرى، لو قالوا هتقبضوا بكره يعنى هتقبضوا بكره، مفيش تأخير فى دفع الأجور أو المستحقات». حسب وصف حسين.

يضيف حسين حمدان، ابن مدينة العريش، الذى يبلغ من العمر 53 سنة: «بعد ما خلصنا شغلنا فى قناة السويس الجديدة طلعنا على طول على مشروع ميناء شرق التفريعة شرق بورسعيد، وابنى أحمد هو اللى شغال هناك دلوقتى وبيسوق العربية بتاعتنا وبياخد إجازة كل خميس، احنا بنحب بلدنا ونفسنا تتقدم والمشروعات القومية الكبيرة بتفتح باب شغل وخير لكل الناس اللى بتشتغل فيها عشان كده نفسنا المشروعات الكبيرة تستمر لأنها فاتحة وهتفتح بيوت ناس كتير». {left_qoute_1}

عبده ماهر، رجل أربعينى من مركز السنبلاوين، محافظة الدقهلية، عمل بمشروع حفر قناة السويس يقول بنبرة ممزوجة بالفرح: «فخور جداً بمشاركتى فى حفر القناة، ولما بيعرضوا صور وفيديوهات حفر القناة فى التليفزيون بقول لأولادى أنا كنت شغال فى المكان ده، وبانقل رمل من المجرى إلى جوانب القناة، كانت أيام حلوة والله».

يضيف ماهر بصوت خفيض قائلاً: «بعد ما المشروع خلص رجعت على بلدنا عشان حسيت بشوية تعب وقعدت كام شهر فى البيت عشان التعب اللى عندى، بعد كده عملت عملية قلب مفتوح ومن ساعتها قاعد فى البيت من غير شغل».

سامح محمد أبوالمجد، 38 سنة، مسعف بهيئة الإسعاف المصرية بمحافظة الإسماعيلية، كان ضمن فريق المسعفين بمنطقة حفر قناة السويس الجديدة لخدمة العاملين فى المشروع، يقول: «تم انتدابنا للعمل فى المشروع الجديد منذ إطلاق إشارة البدء الأولى للعمل فى المشروع فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وظللت هناك فى موقع الحفر لتقديم الإسعافات للعاملين طوال مدة الحفر، حتى تم الاحتفال بافتتاح المشروع وقص الشريط».

يضيف سامح بصوت مرتفع، ونبرة ممزوجة بالسعادة: «طول فترة شغلنا فى القناة الجديدة الحمد لله الدنيا كانت ماشية كويس، مفيش حد من العمل حصل له حاجة خطيرة كل الإصابات كانت عبارة عن ضربات شمس وسخونية ومغص معوى وكلوى، كان فيه ناس بتيجى تشتكى من إنها مش قادرة تمشى على رجليها بسبب كثرة العمل وكنا بننقلها على المستشفيات فى الإسماعيلية، ودى كلها حاجات بسيطة، لكن أنا كنت مبسوط جداً بشغلى فى منطقة الحفر كنت بشوف كل يوم معدات جديدة بتشتغل فى القناة وناس جاية من جميع محافظات الجمهورية من قبلى ومن بحرى، عشان يدوروا على أكل عيشهم ويشاركوا فى حفر القناة، كانت بالفعل ملحمة وطنية زى ما بيقولوا فى التليفزيون، وأنا لحد دلوقتى محتفظ بصور كتير، وأنا فى موقع الحفر واستراحة الاحتفال».

السيد عبدالعزيز، مهندس، خمسينى، دائرى الوجه هادئ الطباع والملامح، التحق بالعمل فى مجال إنشاء الطرق والحفر منذ 25 سنة رغم تخرجه من كلية الزراعة، وبحكم الخبرة الطويلة فى المشروعات الإنشائية والمعمارية صار خبيراً إنشائياً ومهندساً مدنياً يشرف على عدد من المواقع داخل المشروعات القومية المهمة، مثل مشروع حفر قناة السويس الجديدة، وقادته الظروف إلى العمل فى واحة الفرافرة بعد الانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة، يقول عبدالعزيز فى هدوء: «كنت مشرف على توزيع العمل على السيارات والمقاولين داخل نطاق عمل شركة البحر الأحمر العالمية للمقاولات، وبقيت هناك حتى انتهاء أعمال الحفر الجاف لمدة 8 شهور وبداية أعمال التكريك بالقناة، ثم انتقلنا إلى العمل فى مشروع إنشاء شبكة الطرق القومية».

يضيف عبدالعزيز، ابن مدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية، مفتخراً: «انتقلت إلى العمل فى مشروع طريق الفرافرة أسيوط منذ عام ونصف، بطول 310 كيلومترات، وما تم فى واحة الفرافرة منذ ذلك التوقيت من إنجازات يفوق ما حدث فيها منذ 50 عاماً، وسينقلها نقلة نوعية دون مبالغة لمدة 50 عاماً أيضاً، وانتهت شركتنا من رصف 40 كيلومتراً من طريق الواحات البحرية والفرافرة، وانتهت أيضاً من رصف 36 كيلومتراً من طريق الفرافرة ديروط، ونضع حالياً اللمسات الأخيرة قبيل افتتاح الطريق فى ذكرى انتصار حرب 6 أكتوبر».

وعن وجه الشبه بين مشروع قناة السويس الجديدة، وطريق (الفرافرة - أسيوط)، يقول عبدالعزيز: «البدايات بين المشروعين متشابهة إلى حد كبير من حيث طبيعة الحفر، وإزالة الرمال والأتربة، لكن أوجه الاختلاف بين المشروعين تتمثل فى ظهور المياه بالقرب من سطح الأرض أما هنا بالفرافرة فالأرض جافة وصخرية فى بعض الأماكن وتحتاج إلى تكسير هذه الصخور لشق الطريق الجديد الذى سيسهل عملية الانتقال من وإلى واحة الفرافرة» وأوضح عبدالعزيز أنه يمتلك خبرة تزيد على ربع قرن فى مجال المقاولات، وأنه عمل فى مشروعات كبيرة على مستوى الجمهورية مثل إنشاء خزان نجع حمادى، وشبكة الطرق والصرف الصحى والمياه بمشروع ابنى بيتك فى محافظتى بنى سويف والمنيا، بالإضافة إلى عمله فى فرع 4 بمشروع توشكى جنوب مصر.

 


مواضيع متعلقة