بروفايل| أحمد الطيب.. «الإمام» ينتصر

كتب: سعيد حجازي

بروفايل| أحمد الطيب.. «الإمام» ينتصر

بروفايل| أحمد الطيب.. «الإمام» ينتصر

يجلس الشيخ الإمام بعمامته البيضاء والجلباب الأزهري ولحية بيضاء خفيفة تضفى مزيداً من الهيبة والوقار على كرسى وثير بمكتبه، ومن حوله أئمة الدعوة الإسلامية، يشدون من أزره، في مواجهة وزير ظل يعانده أسابيع ماضية، ليحسم الأزمة بتعليمات رئاسية للوزير مفادها: «الإمام هو المسئول عن الدعوة في مصر».

يواصل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، انتصاراته في معاركه التي يخوضها حفاظاً على المشيخة والجامع والجماعة، فيصول ويجول في ساحات معاركه ليحقق مكاسبه بطريقته الخاصة، وآخرها أزمة الخطبة المكتوبة التي رفضها الشيخ وعلماء الأزهر، إلا أن الوزير تجاهل المطالب، كتم الإمام غيظه وظل صابراً على تلميذه حتى حسمها بعد لقاء جمعه بالرئيس ليستجيب الوزير للإمام كراهيةً.

أحمد محمد أحمد الطيب، الإمام الـ48 لمشيخة الأزهر الشريف، تولى المنصب فى 19 مارس 2010، قبلها كان يشغل منصب رئيس جامعة الأزهر.

ينتمي أستاذ العقيدة الإسلامية لأسرة صوفية، فوالده كان رأس الطريقة «الأحمدية الخلوتية» وخلفه «الطيب» بعدها.

وُلد الشيخ بقرية المراشدة في مركز دشنا بقنا، والتحق بجامعة الأزهر حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969 ثم شهادة الماجستير عام 1971 ودرجة الدكتوراه عام 1977 فى نفس التخصصي.

نصب اهتمام الإمام الأكبر على نشر سماحة الإسلام، فمنذ توليه المشيخة واصل جولاته العالمية لنشر مفاهيم الإسلام الصحيحة، وآخرها الجولة الألمانية التي ألقى فيها خطاباً تاريخياً للعالم عن عظمة الإسلام، بالإضافة لإرسال قوافل السلام لتجوب العالم كله، لنشر ثقافة التعايش والتأكيد على وسطية وسماحة الدين وبراءته من تيارات «داعش»، ومن على شاكلتها التي تنتهج الذبح والقتل والتنكيل منهجاً لها باسم الدين.

معارك الإمام شملت الإعلام في وقت قريب، حيث حمّله الإمام جزءاً من أزمة التطرف وانتقد تحامله على المؤسسة الدينية وفتح الباب للعلمانيين والشيوعيين لتناول رموز الدين والتراث الإسلامى بالسب والطعن واللعن وتشكيك الناس فى أمور دينهم، أما المعارك الخارجية فكانت الأبرز طوال فترته، فجمَّد الإمام الحوار مع الفاتيكان فى 20 يناير 2011 إلى أجل غير مسمى، بسبب ما اعتبره تهجماً متكرراً من البابا بنديكت السادس عشر على الإسلام ومطالبته بـ«حماية المسيحيين فى مصر»، بعد حادث تفجير كنيسة «القديسين» بمدينة الإسكندرية، لكن مع تولي الباب فرنسيس مقاليد الكرسي البابوي خلفاً لسابقه، قام بإرسال برقيات التهاني لشيخ الجامع الأزهر في المناسبات الدينية، ودعاه إلى مد جسور الحوار مرة أخرى، وبرّأ الأديان السماوية من أحداث العنف والإرهاب، لا سيما الإسلام.


مواضيع متعلقة