فرق نسائية لإنقاذ الحيوانات.. «البنات ألطف الكائنات»

09:04 م | الخميس 04 أغسطس 2016

تجذبهن البراءة فى الحيوانات، روح صغيرة لا حول لها ولا قوة، تتعذب بسبب صدمات السيارات المتعاقبة عليها، أو بسبب مرض ما، أو سوط لا يكف عن جلدها أثناء ساعات العمل الصباحية على عربات «الكارو»، فتيات كون عدة مجموعات تطوعية بشكل تام لإنقاذ تلك الأرواح البريئة ومنهن من تعمل بمفردها، وتدفع نفقات علاج الحيوانات، يتحملن السخافات المتكررة من بعض الناس الذين يستنكرون عليهن هذا العمل الشاق.

{long_qoute_1}

قررت هايدى مكاريوس الفتاة السكندرية منذ كانت فى الثانوية العامة، عدم ترك أى من الحيوانات التى تجدها معذبة فى الشارع، بل كانت تسارع لأجل إنقاذها والبحث الدائم لها عن متبنين لتعيش معهم الحيوانات، حتى أصبحت تنفق على تلك الحيوانات من راتبها الخاص، ووصلت هايدى من كثرة إنقاذها لتلك الأرواح البريئة حد نسيانها العدد التقريبى الذى أنقذته منها، تقول هايدى: «معظم الحيوانات اللى بننقذها بلدى»، وتبدأ المرحلة التالية من الإنقاذ بإيصال الحيوان إلى عيادة بيطرية متخصصة للعلاج، وفى حالات كثيرة كان الطبيب يرفض أخذ مصاريف العلاج منها لأن الحيوان بلدى وسيعالج على نفقتها الخاصة، ما وضع هايدى فى مأزق عدم الذهاب لذات الطبيب مرتين كى لا تشعر بالإحراج وبأنها عبء عليه، ثم تبحث للحيوان عن متبنٍ.

تحرص دوماً على النزول برفقة أصدقائها لمساعدة الحيوان أو مع خطيبها الذى دخل هو الآخر فى مشاجرة بسبب ضرب عربجى لحصانه بشكل وحشى، فحاولت هايدى بمساعدة خطيبها منع العربجى من هذا الفعل، فتهجم عليهما وكاد يضرب خطيبها، ولا تستطيع أن تنسى موقفاً آخر تعرضت له حينما دخلت فى مشاجرة مع عدد من أطفال الشوارع بسبب ربطهم لكلب من ذيله، واللف به فى دوائر، ولكن رجلاً تدخل وفك تلك المشاجرة وساعدها، وفى معظم الأحيان عندما تشعر هايدى بالخطر تهاتف أحد أقربائها ليتدخل ويحل الموقف.

{long_qoute_2}

أمل أمين أيضاً إحدى السيدات المولعة بالحيوانات، التى تحاول طوال الوقت إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، وكان آخر محاولة منها إنقاذ كلب من بين صخور بحر الإسكندرية، حيث تعيش، فى محاولة شديدة الصعوبة، حيث دخل الكلب بين الصخور ولم يكن له منفذ للخروج، فتواصلت مع فرق متخصصة فى ذلك، وأعطت للكلب فرصة جديدة للنجاة، حيث استعانت بونش كبير ليخرج منه الكلب وظلت منتظرة طوال 48 ساعة حتى خرج الكلب واحتفلوا به، وقبله أنقذت أمل قطة صغيرة سقط عليها جير فى منور عقار، وظلت تراعيها طوال الليل وتطعمها اللبن من قطارة حتى كبرت، وأحياناً كانت تتطور الأمور معها فى الشارع وتضرب من يعتدى على الحيوانات، فتجدهم يهابونها ويتركون الحيوان الذى يضربونه، وجاء حب أمل للحيوانات من صغرها لدرجة أدت لإصابتها بمرض القلب بعد وفاة قطتها التى عاشت معها قرابة 16 عاماً.

قبل عام واحد لم تكن حبيبة علام تتبع مجموعات منظمة لإنقاذ الحيوانات، بل كانت تفعل ذلك بشكل شخصى بمفردها بمجرد أن تصادف حيواناً بحاجة للمساعدة، حتى وجدت فرصة لتكون ضمن مجموعة «كارت القاهرة»، وهى تشبه التنظيم الذى يقسم نفسه لتلقى استغاثات لإنقاذ الحيوانات، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى.

حبها الكبير لتلك الحيوانات جعلها تمتنع عن الذهاب للامتحان فى الجامعة، حيث تدرس تجارة إنجليزى فى الأكاديمية البحرية بشيراتون، تروى حبيبة، «لقيت كلب تعبان قوى وأنا فى الطريق وطبعاً عشان كل حاجة بالطابور تأخرت جداً لغاية ما لقيت عيادة فاتحة كده أو الكلب كان هيموت».

«عدم القدرة على التعبير عن النفس» هو السبب الرئيسى الذى دفع دينا أحمد لتكون إحدى متطوعات إنقاذ الحيوانات، فقد اضطرت ذات مرة للذهاب لمنزل سيدة تترك كلابها بالأسابيع دون ماء أو طعام، ما دفعها لزيارتها زيارة مفاجئة بعد شكوى الجيران من ترك الكلاب على هذا النحو، لتكتشف دينا أن تلك الفتاة تعمل كمضيفة طيران فتكون معظم الوقت خارج البلاد، فاتفقت معها على تقديم الطعام والشراب للكلاب بشكل دورى فى أوقات سفرها.