سمير درويش لـ"الوطن": أولوية النشر في "الثقافة الجديدة" لشباب الأقاليم

كتب: الهام زيدان

سمير درويش لـ"الوطن": أولوية النشر في "الثقافة الجديدة" لشباب الأقاليم

سمير درويش لـ"الوطن": أولوية النشر في "الثقافة الجديدة" لشباب الأقاليم

أصدر الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، قرارا بتولي الشاعر سمير درويش رئاسة تحرير مجلة "الثقافة الجديدة" لمدة 3 سنوات تبدأ من عدد سبتمبر 2016.

وقوبل القرار بارتياح نظرًا لأن "درويش" شغل الموقع لمدة عامين قبل هذا القرار، وقدم خلالهما أعدادًا متميزة من المجلة، كما قدم العديد من المبدعين الموهوبين الصغار سنًّا، وهو يفخر بهذا ويعده أحد أهم إنجازاته في مدة رئاسته، وفي هذا الصدد حاورت "الوطن" الشاعر سمير درويش.

- كنت عضوًا بمجلس التحرير السابق للمجلة، كيف يمكن تقييم هذه التجربة التي امتدت لـ 4 سنوات وقدم خلالها 48 عددًا؟

مجلس التحرير السابق تولى مجلة "الثقافة الجديدة" لمدة 4 سنوات، وشرفت برئاسته سنتين منها باختيار زملائي، وهي تجربة رائدة بحق وأهم مميزاتها أنها قدمت للواقع الثقافي المصري مجلة رصينة متنوعة وجادة، ومن حيث القيمة تعد واحدة من أهم المجلات العربية على الإطلاق، وقد أصدرت مجموعة من الأعداد الخاصة والملفات الفكرية التي لا تصمد أمامها أي مطبوعة أخرى، كما قدمت نموذجًا في الإدارة الجماعية، وينكر فيها الفرد ذاته من أجل الجماعة، ومن أجل المطبوعة التي هي الهدف الأهم، وعلى مستوى الشكل فقد أكسبها التصميم الذي أبدعه الفنان المتميز أحمد اللباد رونقًا، وبالتأكيد أنا شهادتي مجروحة ولا أستطيع أن أمتدحها أكثر من ذلك، ولكن المتابعين من الأدباء والقراء يشهدون بذلك.

- ما هو الجديد الذي ستقدمه للمجلة خلال الفترة المقبلة؟

 لأنني واحد من الفريق الذي أعطى للثقافة الجديدة شكلها وثقلها الحالي، فأنا أطمح إلى المضي بها خطوة جديدة إلى الأمام على مستوى الشكل والمضمون معًا، ففي الشكل أتفق الآن مع مصمم جديد ليبدع تصميمًا مختلفًا للتوضيب الداخلي وشكل الغلاف، لأن الشكل الرائع الذي صممه اللباد استمر 4 سنوات حتى أصبح مألوفًا، كما أسعى إلى أن يكون المصمم هو ذاته المنفذ، حتى يبدع في كل عدد حسب رؤيته للمادة المقدمة له، فهذه الميزة افتقدناها في الفترة الأخيرة نتيجة انشغال الفنان أحمد اللباد.

- وماذا عن المضمون؟

وفي المضمون فإن نقاشًا عميقًا بدأ بيني وبين الزميلين مدير وسكرتير التحرير نحو التطوير، وذلك بتقييم الأبواب الموجودة حاليًا، ومدى حاجتنا لاستمرارها أو توقفها لأنها استنفذت الهدف منها، وإضافة أبواب جديدة تواكب الواقع الثقافي والأدبي في مصر، كما سنعيد النظر في كون "الثقافة الجديدة" مصرية خالصة، وربما نضيف إليها لمسة عربية حتى لا ننعزل عن لغتنا ومحيطنا، وفي كل الأحوال لن نقترب من المساحة المخصصة للإبداع، والتي أحرص أن تكون كافية.

- ما هي الرسالة التي تقدمها "الثقافة الجديدة"؟ وإلى أي مدى نجحت في توصيلها؟ وما هي المعوقات التي تتمنى إزالتها في المستقبل؟

"الثقافة الجديدة" هي مجلة الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومن المفترض أنها تخدم رسالتها في اكتشاف المبدعين الجدد في المجالات كافة من ناحية، وتقديم خدمة ثقافية متنوعة تساهم في تثقيف المهتمين البعيدين عن صخب القاهرة من ناحية أخرى، وبشكل عام هي مجلة محظوظة لأن لها قارئها المنتظم، ولها كتابها الذين يمطروننا بوافر إبداعاتهم، ولولا أن الهيئة تطبع منها كمية صغيرة شهريًّا لأصبحت في طليعة المجلات الأدبية العربية، ولذلك أرجو من رئيس الهيئة، ومن اللجنة العليا للنشر، إعادة النظر في الكمية التي تطبع من "الثقافة الجديدة" حتى تتمكن من لعب الدور المنوط بها، كما أتمنى من أصدقائي الشعراء والأدباء في القاهرة والأقاليم أن يساعدوا شباب الموهوبين بإرسال إبداعاتهم وتزكيتها، وأن يقدموا الشباب على أنفسهم، فالأولوية للشباب وللأقاليم.

-هل يضايقك النقد الذي يوجه للمجلة؟

لا.. كل مطبوعة لها محبوها ومنتقدوها، وهذه القاعدة الأولى في حقيقة اختلاف الأذواق، فأنت لا تستطيع أن ترضي جميع الناس مهما حاولت، وكل ما أرجوه أن يكون التقييم موضوعيًّا وليس قائمًا على رفض قصيدة أو تأجيل قصة أو قراءة، فالكم والكيف الذي ينهال على الثقافة الجديدة هائل بحيث لا يمكن مواكبته، ونحن من جهتنا نحاول قدر استطاعتنا عدم تكرار أسماء المبدعين في الشعر والقصة، فطوال العام الماضي نشرنا ما يقارب 180 قصيدة لـ 180 شاعرًا، وحوالي 100 قصة لـ 100 قاص، لم يتكرر إلا حوالي 5 أسماء من 300 على سبيل الخطأ الإنساني غير المقصود، وهذا العدد الكبير من المبدعين لا تربطني بالغالبية العظمى منهم أي قدر من المعرفة، فمعظم الأسماء جديدة عليَّ تمامًا، وتصل على الإيميل الخاص بالمجلة دون وسائط ولا مجاملات، وأؤكد هنا أنني أقرأ كل ما يصل للمجلة بنفسي، لحظة بلحظة، وما بيني وبينهم هو الجودة فقط.


مواضيع متعلقة