أتراك فرنسا.. أصوات تتعالي ضدّ مدرسة "الكيان الموازي"

كتب: الوطن

أتراك فرنسا.. أصوات تتعالي ضدّ مدرسة "الكيان الموازي"

أتراك فرنسا.. أصوات تتعالي ضدّ مدرسة "الكيان الموازي"

موجة من الغضب العارم فجّرتها منظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية في صفوف الجالية التركية بفرنسا، وذلك عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي بتركيا، وخصوصًا في مدينة ستراسبورغ شرقي البلاد، حيث تدير عناصر من المنظمة مدرسة سلمان أسان، إحدى المدرستين التابعتين لها على الأراضي الفرنسية.

مالك المدرسة، سليمان أسان، كان أوّل من طالب برحيل المنظمة من مؤسسته، بمعية أولياء طلاب فرنسيين - أتراك، ممن غادروا المكان وألغوا تسجيل أبنائهم فيه.

المدرسة افتتحت عام 2012، وحملت اسم شقيق سليمان، سلمان أسان، والذي كان في غيبوبة لدى افتتاح المؤسسة التعليمية، فكان أن استأجرها فريق مقرب من منظمة "فتح الله غولن" وقام بإدارتها.

وحول حيثيات ما حصل في ذلك الحين، قال سليمان أسان للأناضول: "قررنا أنا وأخي، حينذاك، منح إدارة المدرسة إلى تلك المنظمة، وعلى امتداد السنوات الموالية، كنا نساهم في تمويلها مع مجموعات تطوّعية أخرى، ومع ذلك، وتحديدًا منذ 3 سنوات، لم تعد المنظمة تقدّم خدماتها للجالية"، مضيفًا أن مشاركتها في الأحداث الأخيرة (محاولة الإنقلاب الفاشلة) "أصابنا بالصدمة".

وتابع: "لن نقبل أبدًا مجددًا، تمامًا مثل أفراد آخرين من الجالية الفرنسية - التركية، أن تدير مثل هذه المنظمة المدرسة، وسنقوم باتخاذ جميع التدابير اللازمة لطردها"، لافتًا إلى أن فكرة افتتاح مدرسة تركية لاقت ردودًا إيجابية، "إلى حين أدركنا أن لمديريها أجندة خفية، كما تشهد بذلك محاولة الإنقلاب الفاشلة".

العائلة تنفصل عن المدرسة

وفي ذات الصدد، أشار "أسان" إلى أن عائلته التي تستأجر مقرات المدرسة لمدة 9 سنوات، قامت بإزالة جميع اليافطات والمعلّقات الحاملة لاسم سلمان أسان، معترفًا بأنه وغيره من أفراد عائلته، تعاطفوا في السنوات الماضية، مع منظمة "فتح الله غولن"، غير أن 15 يوليو كان منعطفًا حاسمًا للعائلة.

وفي ختام حديثه، توجه "أسان" بنداء إلى المنظمة الإرهابية، قائلاً: "اتركونا بسلام مع دولتنا وشعبنا.. غادروا مدرستنا".

احتمال نقل المدرسة إلى الاتحاد التركي- الإسلامي للشؤون الدينية

أجرت عائلة أسان بالفعل اتصالات مع الاتحاد التركي - الإسلامي للشؤون الدينية بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، لمناقشة احتمال نقل إدارة المدرسة إلى هذه المنظمة، وفق سليمان والذي قال: "لقد اقترحنا عليهم جميع مقراتنا ونحن حاليًا في انتظار ردهم".

من جانبهم، أكّد مسؤولون بالاتحاد في تصريحات للأناضول أن مطلب العائلة قيد المعالجة في الوقت الراهن، وأنهم اتخذوا خطوات رسمية لدى السلطات الفرنسية للإطلاع على سبل القيام بنقل محتمل للإدارة.

إلغاء التسجيل بالمدرسة بشكل متزامن

عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة، أسرع عدد كبير من أولياء الطلاب الذين يتابعون دروسهم في مدرسة سلمان إلى سحب تسجيل أطفالهم.

خديجة سيري، فرنسية- تركية قالت للأناضول إنها قامت بإلغاء تسجيل طفلها بالمدرسة منذ العام الماضي، أي حتى قبل محاولة الإنقلاب الفاشلة، سيما في إطار أنشطة المنظمة ضد الدولة التركية.

وأضافت أن زوجها كان يحضر اجتماعات المنظمة غير أنه تراجع عن ذلك إثر اكتشافه لأنشطتها.

وأردفت: "اتّصل بنا أعضاء تلك المنظمة ليطلبوا من زوجي استئناف حضوره في اجتماعاتهم، ولكي يستأنف طفلنا دروسه في مدرستهم، غير أننا طلبنا منهم أن يتركونا بسلام".

زوج تركي - فرنسي آخر، قالا للأناضول، مفضلين عدم نشر هويتها، أنهما سينقلان أطفالهما المسجّلين حتى الآن بمدرسة سلمان، إلى أخرى، وذلك بمجرد حلول العودة المدرسية، لافتين إلى أنهما "الآن في تركيا، وسنقوم بمجرد عودتنا إلى فرنسا، باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل أن يتمكن أطفالنا من متابعة دروسهم في مكان آخر".


مواضيع متعلقة