مصنع سكر «دشنا» يُغرق 13 مقبرة بـ«نجع الفحيرة» بمياه الصرف

كتب: رجب آدم

مصنع سكر «دشنا» يُغرق 13 مقبرة بـ«نجع الفحيرة» بمياه الصرف

مصنع سكر «دشنا» يُغرق 13 مقبرة بـ«نجع الفحيرة» بمياه الصرف

 

لم تسلم مقابر الموتى من انتهاكات مصانع السكر فى محافظات الصعيد، حيث تُلقى آلاف الأطنان من السموم فى مياه النيل يومياً، ليتجرعها المصريون بمختلف المحافظات، لتصيب الملايين منهم بمختلف الأمراض، حتى بعد موتهم، تلاحقهم مياه الصرف الناتجة عن بعض تلك المصانع إلى قبورهم.

وتُعد مقابر «نجع الفحيرة» بمحافظة قنا شاهدة على جريمة جديدة ترتكب بحق الموتى، بعدما تسبب مصنع السكر بمدينة «دشنا» فى إغراق 13 «جبانة» مجاورة للمصنع، وتتبع قريتى «نجع الفحيرة» و«السمطا» بمياه الصرف الصناعى، وبدأت عظام الموتى تطفو على سطح المياه، كما تحول المياه دون قيام الأهالى بدفن موتاهم فيها.

{long_qoute_1}

وبعدما تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى إدارة المصنع ومسئولى الوحدة المحلية، دون جدوى، لم يجد الأهالى أمامهم سوى اللجوء للقضاء لرفع دعوى قضائية ضد المصنع، للمطالبة بسرعة إزالة خط الصرف الخاص به، الذى نجم عن المياه المتسربة منه تشكيل بحيرة من مياه الصرف أغرقت مقابر القرية.

«مش كفاية ريحة المصنع ومخلفاته اللى بتقتلنا بالحيا»، بهذه الكلمات عبر عدد من أهالى «نجع الفحيرة» عن معاناتهم بسبب المخاطر الناجمة عن المصنع، التى تهدد أرواحهم وحياة أبنائهم، وقال أحد الأهالى إن «مسئولين فى الصحة والبيئة قابضين وساكتين على موت الناس»، وتابع بقوله: «الله يرحمنا.. الدولة وصلت لدرجة انعدم فيها أى احترام لحرمة الميت».

وقال «محمد عبدالله»، «تربى» بمقابر «الفحيرة»: «الله ينتقم منهم الظلمة، مابيحترموش حتى الموتى»، مشيراً إلى أنه عقب عيد الفطر بنحو 5 أيام زادت مياه الصرف عن حدها بجوار المقابر، وارتفعت داخل المقابر، وغطت الأبواب «الأعين» المخصصة لإدخال جثامين الموتى، حتى طفت عظام الموتى على سطح المياه، بل وحملت مياه الصرف معها بعض الجثث، التى تم دفنها مؤخراً، وكانت تظهر عليها علامات «التعفن»، وهرول أهالى القرية إلى الوحدة المحلية لقرية «السمطا» واستنجدوا بالمسئولين لسرعة شفط المياه، ومخاطبة إدارة مصنع السكر لإنهاء الأزمة، ولكنهم لم يحركوا ساكناً، بحسب عدد من الأهالى، مما اضطرهم إلى الاستعانة بعربات «الكسح» الخاصة لشفط المياه، لإنقاذ ما تبقى من المقابر.

وأضاف «عبدالله» أنه «بعد يوم كامل ظل الأهالى فى المقابر ليلة كاملة حتى صباح اليوم التالى، وكانت التربة جفت نسبياً، وقمنا بإدخال عظام الموتى داخل أعين المقابر، وإعادة دفنها، ولكن المحاولات فشلت بسبب الطين اللزج المخلوط بالرمال، وظللنا على هذا الحال يومين، بينما اكتفى المصنع بردم الجزء الشرقى لسور المقابر لمنع تسرب المياه.

وأضاف «ياسر الزمقان»، أحد أبناء القرية، والمسئول عن نقل شكوى «نجع الفحيرة» للمسئولين حول مشكلة المقابر، أنه قام بالاتصال بالمسئولين فى إدارات البيئة والصحة، وبالفعل جاءوا فى فريق مشترك، وقاموا بكتابة تقريرهم بخصوص غرق المقابر بمياه الصرف الناتجة عن مصنع السكر، التى تسببت فى انهيار سور المصنع، فضلاً عن انهيار عدد من المقابر بالكامل.

وتابع «الزمقان» أن الأهالى تقدموا بعدة بلاغات إلى مركز شرطة «دشنا»، ضد شركة مصانع السكر والتكرير، كما أرسلوا العديد من الشكاوى، عبر الفاكس، إلى رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، لوقف الجريمة التى ترتكب بحق الموتى فى مقابر القرية، تحت سمع وبصر المسئولين فى المحافظة.


مواضيع متعلقة