«عبدالله» عذب صاحبه لحد ما مات وقال لمراته: جات له أزمة.. وشاهد عيان كشف المستخبى: «أبوك مات مقتول»

كتب: محمد سيف

«عبدالله» عذب صاحبه لحد ما مات وقال لمراته: جات له أزمة.. وشاهد عيان كشف المستخبى: «أبوك مات مقتول»

«عبدالله» عذب صاحبه لحد ما مات وقال لمراته: جات له أزمة.. وشاهد عيان كشف المستخبى: «أبوك مات مقتول»

«كمال تعب فجأة واحنا فى المحل ومات مننا فى العربية قبل ما يوصل للمستشفى» تلك الكلمات هى ملخص مكالمة هاتفية تلقتها زوجة كهربائى من صديقه عندما أخبرها بوفاة زوجها «كمال محمود» إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، قبل أن يتوجه بجثمانه إليها لإنهاء إجراءات دفنه، لكنها فوجئت بعد انتهاء مراسم الجنازة بـ48 ساعة أن زوجها مات مقتولاً.

{long_qoute_1}

الزوجة لم تشك فى رواية صديق زوجها «عبدالله. س» لأنها تعرفه أيضاً بحكم صداقته للأسرة كلها، لذلك أسرعت فى إنهاء إجراءات الدفن بالطرق القانونية بعد توقيع الكشف الطبى عليه بمعرفة مفتش الصحة الذى صرح بالدفن لعدم وجود أى إصابات ظاهرية على الجسم، وبعد يومين من قبول أسرته للعزاء عرفت الزوجة بوجود شبهة جنائية فى وفاة زوجها على يد صديقه أثناء إجباره على توقيع إيصالات أمانة على بياض.

{long_qoute_2}

الواقعة كشف عنها مساعد المجنى عليه «مصطفى محمد»، الذى توجه إلى نجل المجنى عليه «محمد كمال» بعد يومين من دفنه وقال له «أبوك مات مقتول واللى ضربه مصطفى الميكانيكى وكان معاه شابين أول مرة أشوفهم معاه»، وبعد سماع نجل الضحية تلك الرواية اصطحب الشاهد إلى اللواء هشام لطفى، رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة، ليثبت تلك الشهادة فى محضر رسمى، وقال الشاهد إنه كان بصحبة المجنى عليه يوم الواقعة وعقب انتهاء عملهما فى محل الكهرباء الذى يملكه المجنى عليه وهما فى الطريق للمنزل قابلهما «عبدالله الميكانيكى»، وطلب من المجنى عليه التوجه معه إلى شقة فى مدينة نصر من أجل الاتفاق على إنشاء مشروع تجارى بينهما وهو محل لبيع الأجهزة الكهربائية فى المقطم، وعقب وصولهما إلى شقة المتهم فوجئا بوجود شابين لا يعرفهما، وبعد جلوسهما فى الشقة بدقائق أحضر عبدالله الميكانيكى دفتر إيصالات أمانة وقال للمجنى عليه «لازم تمضى على إيصالات الأمانة دى عشان أضمن الـ120 ألف جنيه اللى خدتها منى عشان المحل الجديد».

{long_qoute_3}

مساعد المجنى عليه واصل شرح ملابسات الواقعة أمام الفريق الأمنى، الذى يشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية، قائلاً إنه عند رفض المجنى عليه التوقيع على إيصالات الأمانة، بدأ المتهمون فى تنفيذ مخططهم لإجبار المجنى عليه على توقيع تلك الإيصالات، وانهالوا عليه بالضرب بالأيدى والأرجل فى مختلف أنحاء الجسد بعد توثيق يديه بالحبال من خلف ظهره، وبعد مرور قرابة 15 دقيقة من بدء وصلة التعذيب أحضر المتهمون إيصالات الأمانة وقلماً حتى يوقع عليها المجنى عليه لكنه رفض وأصر على موقفه وقال لهم «لو هتقطعوا إيدى مش همضى على حاجة».

«عرضت عليهم يفكوا المجنى عليه ويتوقفوا عن ضربه عشان ما يموتش فى إيديهم بس المتهمين رفضوا وقالوا لو اتكلمت كلمة تانية هنقتلك انت» بهذه الكلمات واصل شاهد العيان سرد تفاصيل الواقعة أمام اللواء هشام لطفى، رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة فى ديوان قسم شرطة المقطم، مضيفاً أن المتهمين قاموا بفك قيود المجنى عليه وطلبوا منه الجلوس على مقعد خشبى، وتحدثوا معه فى محاولة منهم لإقناعه بالتوقيع على إيصالات الأمانة بمحض إرادته، وكان المتهم الأول «عبدالله» هو الذى يدير الحديث معه، وطلب المتهم من المجنى عليه أن يعيد له مبلغ 120 ألف جنيه أعطاه له منذ قرابة شهرين، لكن المجنى عليه رد عليه بقوله «فلوسك فى المحل بتاع الأجهزة الكهربائية اللى عاملينه فى المقطم».

«كانوا بيضربوا كمال بإيديهم ورجليهم لحد ما مات فى إيديهم» بتلك الكلمات واصل مساعد المجنى عليه كشف تفاصيل الجريمة أمام رئيس مباحث قسم شرطة المقطم، قائلاً إن المتهمين استمروا فى ضرب المتهم بالأيدى والأرجل حتى سقط على الأرض فاقداً الوعى، وإنهم توقعوا أن سقوطه على الأرض فجأة من على المقعد الذى كان يجلس عليه هو مجرد محاولة منه حتى يتركوه، وبعدها حاولوا إفاقته بإلقاء المياه على وجهه لكن دون جدوى، وحاولوا إفاقته عدة مرات حتى تأكدوا من وفاته، عندها نظروا إلى مساعده الذى كان يجلس فى ذات الغرفة وهددوه بالقتل إذا أبلغ الشرطة بتلك الواقعة، كما أنهم حاولوا إقناع مساعده بأن وفاته طبيعية لأن لحظة سقوطه على الأرض كان جالساً على الكرسى ولم يتم الاعتداء عليه، لكن مساعد الضحية وعدهم بتنفيذ ما طلبوه حتى تمكن من مغادرة الشقة.

قضى المتهمون قرابة ساعة كاملة بجانب جثة الضحية حتى اختفت آثار الاحمرار الموجودة على يديه ثم حملوا الجثمان داخل سيارة المتهم الأول، بحسب تحريات المباحث، وبعدها اتصلوا بزوجته وأخبروها بوفاة زوجها إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، وتوجهوا بالجثمان إلى منزله، كما أنهم ساعدوا زوجته فى إنهاء إجراءات دفنه، بعد أن وقع مفتش الصحة الكشف الظاهرى عليه وكتب فى تقريره أن الكشف الظاهرى على جثمان المتوفى لم يتوصل إلى وجود أى آثار عنف، وأن الوفاة ناتجة عن هبوط حاد فى الدورة الدموية.

على مدار 3 ساعات متواصلة اعترف مساعد المجنى عليه بتفاصيل الحادث، كما أرشد عن مكان الشقة التى شهدت الجريمة، وبعدها شكلت المباحث فريقاً أمنياً كشف ملابسات الحادث، وتوصلت التحريات إلى صحة رواية مساعد المجنى عليه، وأكدت وجود شبهة جنائية فى الجريمة، وتمكنت المباحث من القبض على المتهم الرئيسى بعد أن تمت ملاحقته على مدار 3 أيام متواصلة، وبسؤاله تنصل من جريمته وادعى عدم معرفته بالمجنى عليه من الأساس وتم التحفظ عليه وتحرر ضده محضر بالواقعة بعد أن أصر على موقفه ورفض الاعتراف بالجريمة، وتمت إحالته إلى المستشار حازم اللمعى، رئيس نيابة المقطم، الذى كلف المستشار أحمد عسكر وكيل أول النيابة بالتحقيق فى الواقعة.

رواية المتهم بعدم معرفته بالمجنى عليه كذبتها زوجة الضحية التى أكدت أن المتهم صديق المجنى عليه منذ قرابة 10 سنوات وأن تلك الصداقة امتدت إلى الأسرة كلها، كما أقرت بوجود تعاملات تجارية بين المتهم وزوجها، وأنهما شريكان فى محل أجهزة كهربائية فى المقطم، لكنها لم تشك فى صديق زوجها عندما أحضر لها جثته وأخبرها أن الوفاة طبيعية وأنهما كان يجلسان بصحبة اثنين آخرين من أصدقائهما لا تعرفهما فى محل الكهرباء، وتعرض لأزمة قلبية ومات فى السيارة قبل وصوله إلى المستشفى، كما أن تقرير مفتش الصحة أوصل لها رسالة طمأنة بأن الوفاة طبيعية الأمر الذى جعلها تستكمل إجراءات الدفن بمعرفة عدد كبير من أسرة زوجها.


مواضيع متعلقة