بروفايل| البابا تواضرس.. مصر «محبة»

كتب: مصطفى رحومة

بروفايل| البابا تواضرس.. مصر «محبة»

بروفايل| البابا تواضرس.. مصر «محبة»

تلتهب الأحداث، تنذر بتصاعد الغضب، يحاول البابا تواضروس أن يتحلى بالصبر، يوجه أساقفة الكنيسة باحتواء الأمر وعدم التصعيد، رغم إلغائه عظته الأسبوع الماضى التى كان مقرراً إلقاؤها بالكنيسة المعلقة بمصر القديمة، يحول اللقاء إلى اجتماع صلاة من أجل المتألمين والمتضررين، ومن أجل أن يحل السلام فى مصر وأن يعود الوئام بين المصريين.

فى قصر الاتحادية كان الرئيس السيسى يتلقى التقارير، يوجه المسئولين ويطالب بتطبيق القانون على الجميع، وقف يعتذر لـ«سيدة الكرم» التى تمت تعريتها فى واحدة من أسوأ المواجهات الطائفية بمحافظة المنيا، كرر مطالبته بتطبيق القانون، مؤكداً أن هناك محاولات للوقيعة بين المصريين شركاء الوطن الواحد، تستلزم التفاعل مع الأحداث بموضوعية، وليس على أساس «مسيحى ومسلم».

المحبة بين البابا والرئيس لا تسقط أبداً، منذ أن كان «السيسى» وزيراً للدفاع، فوقفا معاً أثناء بيان «3 يوليو 2013»، مع مختلف أطياف المجتمع، فى عزل الإخوان عن الحكم، دفع البابا ثمن المشاركة اعتداءً وحرقاً للكنائس فى 14 أغسطس من العام نفسه، ورغم قسوتها وقف يعلن أنه ثمن بسيط يقدمه للوطن من أجل الحرية، مطلقاً مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».

انقلب العالم على مصر بعد ثورة 30 يونيو، فى حين وقف «تواضروس» مدافعاً عنها فى الخارج يوجه الأقباط بالتظاهر فى كل دول العالم تأييداً لها ومبشراً فى الداخل بالمستقبل الذى ينتظر الوطن، وحينما جاءت الانتخابات الرئاسية قام البابا بزيارة المشير السيسى على رأس وفد كنسى يعلن التأييد والمباركة لترشحه فى الانتخابات، ورد الرئيس بزيارة الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد ليهنئ الأقباط، وتكررت الزيارات بين الرئيس والبابا تارة فى الكاتدرائية وأخرى فى قصر الاتحادية وبينهما المشاركة فى الاحتفالات العامة بالدولة.

غصة فى حلق البابا من الحكومة، بسبب التراخى فى التعامل مع الاعتداءات الطائفية من جهة ومحاولة تفريغ قانون بناء الكنائس المنتظر من مضمونه من جهة أخرى، أعلنها البابا على الملأ أثناء لقائه مع رئيس الوزراء والمسئولين وأعضاء البرلمان، هدد برفض القانون إن لم يأخذ بملاحظاتهم وأكد أنه يرفض مظاهرات أقباط المهجر ضد مصر، ولكن منهم من لن يسمع الكلام.. الرسالة كانت واضحة، قرأتها الرئاسة فخرجت التعليمات بتنفيذ مطالب الكنيسة فى قانون بناء الكنائس، وجاء اللقاء بين البابا والرئيس وبينهما أعضاء المجمع المقدس ليرسل رسائل عن الوضع فى مصر وعن المحافظة على لِحمة النسيج الوطنى لإفشال أى مخطط لإثارة أى نعرات طائفية هنا أو هناك.


مواضيع متعلقة