أستاذ الفقه بـ«الأزهر» يؤيد «الأوقاف»: رفض الخطبة المكتوبة «بقاء فى الماضى»

كتب: سعيد حجازى

أستاذ الفقه بـ«الأزهر» يؤيد «الأوقاف»: رفض الخطبة المكتوبة «بقاء فى الماضى»

أستاذ الفقه بـ«الأزهر» يؤيد «الأوقاف»: رفض الخطبة المكتوبة «بقاء فى الماضى»

«الشارع المصرى يئن من العشوائية فى خطب الجمعة، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة يسعى للتجديد، فى ظل جمود الأزهر، والقول بأن الخطبة المكتوبة توقف التجديد والتطوير أكذوبة كبيرة». هكذا عارض الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، موقف الأزهر الرافض للخطبة المكتوبة الموحّدة، معلناً تأييده لها، ووصف فى حوار مع «الوطن»، المستفيدين من الهجوم على وزير الأوقاف بسبب الخطبة المكتوبة، بأنهم «أوصياء الدين».. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى أزمة «الخطبة المكتوبة»، وقرار الأزهر وهيئة كبار العلماء رفضها؟

- هناك إشكالية فى خطب الجمعة بمصر، ولو الأزهر أغفل تلك الأزمات تبقى مصيبة كبرى، فالشارع المصرى نفسه يئن ويعلم أن فيه إشكاليات فى خطب الجمعة، فهناك شخصية صحفية كبيرة تحدّثت معى حول حديث الخطيب فى الجمعة الماضية عن الزنى، وأنه قال: «من زنا بامرأة، فإنه يُبعث يوم القيامة يعيش تحت فرجها حتى يقضى الله فى أمره»، بالله عليك ما علاقة ذلك بخطبة الجمعة؟ خطبة الجمعة ليست لاستعراض البلاغة ولا الفصاحة، لكنها استُغلت الفترة الماضية للحشد، وجاء قرار وزير الأوقاف بالخطبة المكتوبة ليحترم الناس فى ظل العشوائية التى تسود الخطاب الدينى الموجّه للناس.

{long_qoute_1}

■ وهل هناك صراع بين مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف؟

- أسف لقول ذلك طبعاً، وفكرة أن يكون هناك صراع بين مؤسستين فى دولة واحدة وجهة واحدة أيضاًَ، وأرى أن الصراع ليس بين مؤسستين، لكنه بين من يرغب فى التجديد ومن يريد البقاء فى الماضى ولا يريد أن يعيش مجدداً.

■ ومن الطرف المجدد؟

- وزارة الأوقاف طبعاً بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة، فهى من قامت بالتجديد والتطوير والحراك خلال الفترة الماضية، لذلك وجهة نظرى أن ما يحدث ليس صراعاً بين الأزهر والأوقاف، لكنه صراع بين المجدّدين والثابتين المحافظين، وصراع رؤية وفكر، بغض النظر عن كون التجديد مناسباً أو غير مناسب.

{long_qoute_2}

■ وما رأيك الشخصى بعيداً عن الجهتين؟

- التجدّد والتفكر جيد بالنسبة للخطبة المكتوبة، فالبعض يرى أن الماضى لم يأخذ بأيدينا إلى الصواب الذى نتمناه وإلى المنزلة التى نرجوها، بل إن الماضى أثبت وجود فتن طائفية ووجود استعلاء بالدين والمذاهب والملل، فهناك من يظن أنه الأفضل والأقدم وأنه صاحب الدين الأكمل والصائب وغيره باطل، وأن الغير يتحمّل وزر دينه، فهو يخطئ ويرى أن ذنوب المسلمين يحملها غيرهم، فهذا الخطاب الاستعلائى والطائفى لم تكن له نتائج جيدة، ففكر السيد وزير الأوقاف الحالى بالنسبة للخطبة المكتوبة بُنى بعد أنقاض قرون طويلة أخذ فيها أئمة المساجد الحرية المطلقة فى خطب الجمعة كيفما شاءوا، وكانت النتيجة ما رأينا فى 2012 من دعم الأئمة للجماعة الإرهابية.

■ ولماذا يرفض مشايخ الأزهر على مر العصور التجديد؟

- التجديد له رجاله، ودائماً من يحب التجديد والمجازفة هم أناس أوصاهم الله بذلك، وغالباً الناس تحب أن تبقى على ما هى عليه، لكن الحياة لن تتطور بهذا الأسلوب، يستحيل ذلك.

■ لكن البعض يتحدّث عن عيوب الخطبة المكتوبة بأنها ضد التجديد والتطوير؟

- هذه توصيفات أكذوبة، وأكبر دليل على ذلك أن شيخ الأزهر الإمام الأكبر لا يتحدث فى مكان عام إلا بورقة، ولو سألته فى ذلك يرد عليك بـ«حتى لا تتفلت منى كلمة»، لأنه يحترم الناس، فنجلّ فيه ذلك، لكن لما يجيى وزير الأوقاف يجلّ الحاضرين والمستمعين والمصلين بأن تكون الخطبة مكتوبة لا نُقدم له كلمة شكر، بل نهاجمه وننتقده.. وهذا أمر عجيب.

■ ومَن المستفيد من الهجوم على وزير الأوقاف خلال الفترة الأخيرة؟

- المستفيد هم أوصياء الدين، الذين يسعون للإبقاء على وصايتهم للدين من خلال المنابر، ويريدون أن يمكّنوا أنفسهم من قول ما شاءوا تحت مظلة حرية الإبداع، ورسالتى إلى الأزهر هى أن ائتونا بالحل لإشكالية خطب الجمعة التى يئن منها الشعب المصرى، فإذا كانت الخطب المكتوبة هى التى تتحفظون عليها، فهاتوا الحل البديل.

 


مواضيع متعلقة