فقط فى مصر.. قرى عطشانة واللى جنبها «غرقانة» فى «الميَّه»

09:51 م | الأربعاء 27 يوليو 2016

دعوات متكرّرة لترشيد استهلاك المياه، وقرارات بتحديد مساحات الأراضى المخصّصة لزراعات تستهلك كميات كبيرة من المياه، ومخاوف تتردّد على ألسنة الوزراء والمسئولين عن الخطر المائى، ووسط كل هذه التحذيرات، تبرز طرق مقطوعة، وجركن مياه وصل سعره إلى 10 جنيهات، ومواجهات دامية بسبب العطش، لكن وسط تلك التحذيرات والمخاطر، يطل الإهمال برأسه، وتُستباح مياه الشرب فى الشوارع، وتُهدر بلا مسئولية.

{long_qoute_1}

2.8 مليار متر مكعب من المياه النقية أُهدرت فى مصر خلال عام 2015، وفقاً للتقرير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، سببها شبكات التوزيع المتهالكة، التى عفا عليها الزمن، وتسرّب المياه من المواسير، فى حين يُهدر ما بين 7.5 إلى 8 مليارات متر مكعب فى الصرف الصحى، بسبب طرق الرى الخاطئة، والسلوك الخاطئ فى استخدام المياه.

قرية «دمشلى» إحدى القرى التابعة لمركز كوم حمادة فى البحيرة، واحدة من تلك القرى التى تغرق بين الحين والآخر، حسبما يؤكد محمد نصر، أحد سكان القرية: «مشكلة تسرّب مياه الشرب بتتكرر كتير عندنا فى البلد، مواسير مياه الشرب ضاربة على غرف تفتيش كابلات التليفون، ومنشّعة فى الطريق كله»، مشيراً إلى أنها كانت تحدث قبل ذلك على فترات متقطعة، لكن فى الفترة الأخيرة، وقعت مرتين فى أقل من شهر، فى المرة الأولى أغرقت الطريق العمومى للقرية، والثانية فى منطقة «سكة الوسط» بالقرية: «الشوارع تفضل غرقانة بالأسبوع، وفين وفين على ما تتصلح».

يواصل «نصر» حديثه، مؤكداً أن السبب الرئيسى فى إهدار المياه فى القرية، هو تهالك خطوط ومواسير المياه الرئيسية بالقرية، مشيراً إلى أن الأزمة الأكبر، هى حال انقطاع المياه بالقرية، حيث ترد المياه المخزّنة من التسريب فى البلاعات وغرف تفتيش كابلات التليفونات إلى مواسير المياه المنزلية، ويتم استخدامها فى الشرب والاستعمال الآدمى، وهو ما يُهدّد بكارثة إنسانية فى ما بعد.