شهود على «التأميم»

شهود على «التأميم»
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال
«قرار رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس، شركة مساهمة مصرية».. لم يكد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ينطق بهذه الكلمات قبل 60 عاماً، حتى عمّت الفرحة والرقص والزغاريد ربوع مصر، فرحة لا تزال محفورة فى أذهان من حضروا لحظة تأميم القناة، ولا يزالون يروون تفاصيلها كأنها حدثت أمس.. «الوطن» قابلت مجموعة من «شهود العيان» على ذلك القرار المصيرى، واسترجعت معهم ذكريات لحظة النصر.
{long_qoute_1}
فهمى محمد أحمد، عجوز تخطى عامه الثمانين، يكسو الشعر الأبيض رأسه، وتملأ التجاعيد كامل وجهه، جلس على كرسيه الجلدى، ممدداً قدميه على آخرهما، وممسكاً فى يديه «سبحة» تبدو وكأنها جزء منه، ينظر إلى ورشة «الشكمانات» التى أنشأها منذ كان شاباً: «ساعة قرار التأميم أنا كنت فى نفس الورشة دى، ما اتنقلتش منها، وأول ما سمعنا عبدالناصر فى الراديو، وهو بيقول أمّمنا قناة السويس، الناس كلها خرجت من المحلات تهلل وترقص، وأنا واحد من الناس رقصت بعد ما سمعت القرار، وعملت شربات ووزعته على الناس، وكنا بنبارك لبعض كأننا جوّزنا عيّل من عيالنا وكانت فرحتنا بجمال عبدالناصر كبيرة، لأنه عمل حاجة فرّح بيها جيلنا كله».
لم يكن فى مخيلة «فهمى» أن يسمع هذه الكلمات من «عبدالناصر» فى خطاب التأميم، فهو اعتاد على سماع جميع خطابات الرئيس الراحل: «قرار التأميم كان مفاجأة ليا ولمصر كلها، لأن محدش كان يتوقع حاجة زى كده تحصل، وده يدل على أن جمال عبدالناصر مالهوش زى، رغم إنه ماخدش الفرصة كاملة، وقرار تأميمه للقناة كان من المستحيلات اللى ممكن أى حد يتوقعها».
ويتوقف الرجل الثمانينى وهو يتفحّص بعينيه ورشته التى أكد أنها كانت شاهداً معه على قرار التأميم، وأن كل ما فيها يُذكّره بهذه اللحظة، قبل أن يستكمل حديثه، قائلاً: «أنا عندى خمس أولاد، أكبر واحد فيهم عنده 65 سنة، وأصغر واحد فيهم عنده 24 سنة، وده شغال معايا فى الورشة هنا، ودايماً باكلمهم عن جمال عبدالناصر وعن شجاعته فى إنه قدر يؤمّم قناة السويس فى وقت صعب، ومن صغرهم وأنا بازرع فيهم حب عبدالناصر». {left_qoute_1}
وتابع «فهمى»: «أنا ربنا كتب لى إنى أشوف قناة السويس وهى بتتحفر، وأعيش لحد ما نعمل قناة سويس جديدة، ولما الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتح القناة الجديدة افتكرت جمال عبدالناصر وقراره بتأميم القناة، وحسيت إن عهد جمال عبدالناصر بيتكرر تانى وعلى أحسن، لأن اللى حفروا قناة السويس القديمة بنقول عليهم إن هما من سلالة الفراعنة، فلما عملنا قناة جديدة حسيت إن الفراعنة اللى عملوا إنجازات حيّرت العالم لسه موجودين، وأكبر دليل إن القناة اللى كان المفروض تتعمل فى 5 سنين اتعملت فى سنه واحدة».
محمد الهادى منصور، شاهد آخر وصل إلى أواخر عقده الثامن، قابلناه أثناء جلوسه على كرسى أمام منزله، ممسكاً بيده عصاه التى تساعده على المشى، يقول: «ساعة قرار التأمين أنا كنت لسه طالب فى الثانوى، وكان القرار بمثابة خطوة مهمة جداً وقتها علشان الاقتصاد المصرى وعلشان نبنى السد العالى، خصوصاً أن الدول الكبيرة وقتها حبّت تلوى دراع جمال عبدالناصر علشان مايبنيش السد، بس هو كان جرىء واتحداهم كلهم وأمّم القناة».
{long_qoute_2}
ورغم سنه إلا أن ذاكرة «محمد» ما زالت حاضرة: «أنا فاكر تفاصيل القرار لحد دلوقتى، لما طلع عبدالناصر بخطابه اللى قاله فى إسكندرية يوم 26 يوليو 1956، وقتها كنت فى الشرقية، البلد اللى اتولدت فيها، وكنت قاعد باسمع الخطاب على الراديو، لأن التليفزيون كان قليل وقتها، وكانت العيلة كلها متجمّعة علشان تسمع عبدالناصر»، مضيفاً: «قرار التأمين كان مفاجأة لينا كلنا، وجملة عبدالناصر اللى لسه فى ودانى لحد دلوقتى لما قال تؤمّم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، ومحدش كان يتوقع أن عبدالناصر يقول كده فى خطابه، لدرجة أن انا نطيت من على الكنبة اللى كنت قاعد عليها وقتها من الفرحة».
وتابع «محمد»، الذى شغل وظيفة مدرس بوزارة التربية والتعليم حتى وصل إلى مدير إدارة تعليمية قبل خروجه على المعاش: «كان فيه فرحة مش عادية فى بيتنا وقتها، وطبعاً فى الفلاحين لما بيكون فيه خطاب لعبدالناصر زى كده البيت كله بيتجمع، وأفتكر كمان إن ساعة خطاب التأميم كان فيه ناس من جيرانا قاعدين معانا، والشارع كان فيه فرحة كبيرة جداً، لدرجة أن الستات كانت بتزغرد، وفيه ناس خرجت من بيوتها توزّع شربات على الناس اللى ماشية، وكنا بنحتفل فى الشوارع ساعتها عندنا فى البلد، وكأن فيه ثورة اتعملت». واستدرك قائلاً: «قرار التأميم خلانى أحس بالفخر ساعتها، وأن إحنا عندنا رئيس جرىء قدر يرجع هيئة قناة السويس من أفواه الأسود الإنجليز والفرنسيين، فكانت طبعاً ضربة قوية خلتنا نحس بقيمتنا كمصريين».
وتابع: «كان الخطاب بيتعاد باستمرار على الراديو، وكنت لازم أسمعه كل ما يتعاد واتفرجت عليه فيديو بعدها بسنتين تقريباً، وأنا بالنسبة لى جمال عبدالناصر يعتبر الرمز المضىء، ومافيش منه تانى، وتأميم قناة السويس جاب الخير لمصر وعملنا طريق لسه ماشيين عليه لحد دلوقتى».
وتوقف «محمد» عن الحديث، وخلع نظارته ليتابع شاباً مر من أمامه، قبل أن يضيف: «زمان كان فيه وطنية عن دلوقتى، وكان الاهتمام بالسياسة أكبر، يعنى أنا مثلاً عندى ولدين، واحد منهم عنده 40 سنة والتانى عنده 35، ولما بتيجى ذكرى التأميم بتبقى بالنسبة ليهم ذكرى عادية، لأنهم ماعاصروش الفترة دى، وده بيخلينى مشفق على الأجيال دى واللى جاية، لأنها مش عارفة أد إيه الناس اللى قبلها حاربت وكافحت علشان تعمل حاجات هى بالنسبة لهم عادية دلوقتى».
لم تختلف مشاعر «محمد الهادى»، كثيراً عن مشاعر «سيد عبدالتواب»، صاحب محل الجزارة الذى قاربه فى السن، والذى لا يزال يعمل فى محله حتى إنه استقبلنا داخله مرتدياً عباءته التى لم تسلم من الدماء، وعلى رأسه طاقية لم تغطِ كامل شعره الأبيض، يقول «عبدالتواب»: «جمال عبدالناصر كان ليه شعبية كبيرة جداً، وأى خطاب ليه كنا لازم نقعد جنب الراديو قبل ما يتكلم بساعتين أو أكتر، وخطاب التأميم ده كنا بنسمعه، وفى اعتبارنا إنه خطاب عادى من خطابات عبدالناصر وماكانش فى دماغنا خالص أن هو هيؤمم القناة».
واستدرك «عبدالتواب» فى حديثه، قائلاً: «خطاب التأميم أنا فاكره زى النهارده، رغم إنى كنت صغير وقتها، وسمعته ساعتها هنا فى الدقى على قهوة كان اسمها قهوة عبدالحميد عبدالله، علشان ماكانش عندنا راديو فى البيت، وكانت الناس اللى ماعندهاش راديو بتتجمع على القهوة علشان تسمع عبدالناصر لما يتكلم، سواء كانوا صغيرين أو كبار، وأول ما عبدالناصر قال القرار القهوة كلها قامت ماقعدتش، ولقينا صاحب القهوة بدأ يوزّع علينا شربات ومشاريب على حسابه».
لم تكن توابع قرار «عبدالناصر» بتأميم قناة السويس ذات قيمة لدى الرجل السبعينى الذى لم يُلقِ بالاً سوى لتأييد رئيس جمهوريته: «حتى لما العدوان الثلاثى حصل على مصر بعد قرار التأمين، فضلنا ورا جمال عبدالناصر، وماندمناش على القرار، ولو كان قال وقتها إن هو عايز يحارب أمريكا كنا هنقوله معاك»، متابعاً: «جمال عبدالناصر كان يقول أى حاجة أو ياخد أى قرار كنا بنؤيده فيه، لأننا كنا بنحبه حب مش عادى، يعنى كان فيه ناس كتير مش فاهمة إيه هو تأميم القناة أصلاً بس كانوا فرحانين جداً برضه، لأنهم كانوا عارفين أن أى قرار عبدالناصر بياخده كان بيبقى فى صالح البلد، ربنا يرحم عبدالناصر، أمم قناة السويس اللى حفرها أجدادنا بأيديهم وبعرقهم ورجع لنا حقنا اللى ماكناش عارفين هيرجع إمتى».
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال
- إدارة تعليمية
- الاقتصاد المصرى
- التربية والتعليم
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- السد العالى
- الشعر الأبيض
- العدوان الثلاثى
- القناة الجديدة
- أجداد
- أجيال