حركة جولن.. كيف الرد على الحصار والإذلال؟
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية
فى الفترة ما بين 2007 و2010، سافرت مرات عديدة لتركيا لجمع معلومات لإتمام دراسة ميدانية عن مدى التحول فى المجتمع التركى بعد خمس سنوات من تولى حزب العدالة والتنمية، وكان هناك حديث متكرر فى العديد من البلدان العربية عن النموذج التركى الصاعد، الذى يقدم صيغة ديناميكية وبناءة لبناء ديمقراطية فى مجتمع مسلم مع عملية نهوض اقتصادى لا يمكن إنكارها، وهى صيغة أخذ الكثيرون من الباحثين العرب من ذوى التوجهات الإسلامية والتوجهات الليبرالية أيضاً يروجون لها بحماس شديد باعتبارها قابلة للتصدير للمجتمعات العربية الفاقدة للقيم الديمقراطية.
ورغم المظاهر الإيجابية اقتصادياً وسياسياً التى كانت عليها تركيا فى هذه الفترة الزمنية، فقد كتبت مرات عديدة منتقداً هذا النموذج التركى، لأنه غير مكتمل الأركان، ولأنه ديمقراطى شكلاً، واستعلائى وتمييزى مضموناً، وكان دليلى الحى، الذى ما زال قائماً هو التضييق المنهجى على الأكراد والتعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية، رغم أنه فى تلك الفترة طبقت حكومة العدالة والتنمية برئاسة أردوغان سياسة مهادنة وقبلت ما سمى بحقوق ثقافية نسبية للأكراد، وفى الآن نفسه لم تتخل تماماً عن المنهج العسكرى الأمنى فى التعامل مع القضية الكردية ككل. وكذلك التعامل مع الأتراك العلويين بمنهج إقصائى دينياً ومجتمعياً. وهو ما اعتبرته فى حينه ثغرات كبرى فى النموذج التركى تحد من انتشاره فى المجتمعات العربية رغم حاجتنا الشديدة لتطبيق المنظومة الديمقراطية بوجه عام، ولكن من خلال تجربتنا الذاتية دون غيرها.
وفى هذه الفترة أيضاً اتيحت لى الفرصة للتعرف عن كثب على دور حركة فتح الله جولن المسماة «خدمة» فى التأثير على المجتمع التركى وارتباطه أكثر بقيم وممارسات إسلامية تحت مظلة ما يعرف بنظرية الإسلام الاجتماعى، مما كان له الأثر الكبير فى محاصرة الكثير من الممارسات الفجة المنسوبة للعلمانية لا سيما فى إطار الحريات الشخصية. وقد بات معروفاً المدى الذى حققته حركة الخدمة التى بدأت قبل خمسة عقود فى إطار أفكار صوفية مأخوذة من جماعة النور، التى أسسها العلامة بديع الزمان سعيد النورسى (المتوفى 1960)، وتحولت تدريجياً لتصبح حركة اجتماعية فكرية تربوية اقتصادية شاملة متأثرة تماماً بأفكار الداعية فتح الله جولن، الذى يحرص مريدوه على مناداته بالأستاذ مصحوباً بكل تقدير واحترام، وهى أفكار فى جوهرها ربط عضوى بين قيم وآليات التكافل بين أعضاء المجتمع الإسلامى كالزكاة والصدقات فى صيغة منتظمة ومؤسسية، وقيم التسامح مع الآخرين غير المسلمين أو غير أعضاء الحركة أياً كانت معتقداتهم وأفكارهم.
وقد أتيح لى حضور بعض جلسات أعضاء هذه الحركة، وهم من كل الفئات والأعمار، ومن كل المهن والمؤسسات الحكومية والمدنية، وتنقسم إلى نوعين: جلسات عامة يحضرها أعضاء الحركة فى منطقة معينة أو حى فى إحدى المدن يتدارسون فيها أفكار الأستاذ، ويتلقون تعليماته عبر رموز الحركة الكبار الذين يمكنهم السفر بصورة دورية إلى الولايات المتحدة، ولقاء الأستاذ مباشرة بما يشبه الشرف الكبير لهذه الرموز، الذين يتشكل منهم ما يشبه مجلس إدارة الحركة ميدانياً، ولكن بصورة غير رسمية. وهناك ما يعرف بالجلسات الخاصة وتُعقد مرتين أو ثلاثاً على الأكثر كل عام لكبار الأعضاء الذين يعرفون بـ«الأبيهات» وهم الذين يصرفون على الحركة من خلال ما يقدمونه من تمويل يتميز بالسخاء الشديد، رغبة فى نيل الرحمة والمغفرة وخدمة المجتمع.
وفى كل الاجتماعات تكون البداية بالاستماع إلى آيات الذكر الحكيم تتلوها مشاهدة فيلم فيديو للأستاذ، وهو يُلقى خطبة فى مسجد وأمامه الجموع الغفيرة متأثرين بما يقول، أو يُحاضر درساً فى الفقه أو يشرح فيه علاقة أفكاره وشروحاته لآيات من القرآن أو الأحاديث النبوية بما يراه التطبيق السليم للمفاهيم والتعاليم الإسلامية وبما يقارب ما كان عليه الصحابة الأوائل للرسول عليه الصلاة والسلام.
وكثيراً ما يكون حماس الأستاذ فى شرح الفكرة والدعوة إلى تطبيقها مصحوباً بالدموع الغزيرة مما يدفع الحضور إلى التأثر الشديد والبكاء بحرقة، وبما يحفز الحضور على تقديم كل العون للحركة وما تقدمه من مساعدات وبرامج للفقراء فى صورة تعليم مستمر فى مدارس الحركة، ثم توفير فرص عمل لهم بعد تخرجهم فى المراحل التعليمية. وغالباً ما يُخيّر المتخرج من مدارس الحركة، إما أن يعمل مدرساً أو معاوناً إدارياً فى إحدى هذه المدارس، سواء فى داخل تركيا أو خارجها، أو تاجراً، حيث تقدم له الحركة المال والمكان والبضاعة، وما عليه سوى الاجتهاد فى البيع والحصول على نسبة يعيش منها ويبقى كل شىء ملكاً للحركة نفسها، أو يعمل إدارياً فى إحدى الجمعيات التى تنشئها الحركة فى أى مكان، وهى صيغة من التنشئة المجتمعية التى تجعل المستفيدين من عون الحركة فى مراحل عمرية مبكرة أعضاء دائمين فى الحركة ترتبط حياتهم ووجودهم المادى والمعنوى بوجودها واتساع أنشطتها. ومن هنا تحولت حركة الخدمة إلى مجتمع متكامل بذاته، يتسم بالنشاط والانتشار والولاء. كما أنها أسهمت عبر خمسة عقود فى تشكيل بنية تحتية فى المجتمع التركى ككل حاصرت تدريجياً وبدون صدام مباشر الأفكار والمفاهيم العلمانية الأتاتوركية، ومهدت لسيطرة حزب العدالة والتنمية باعتباره حزباً ذا مرجعية إسلامية، وفى كل الانتخابات التركية منذ عام 2002 كان أعضاء حركة الخدمة أصواتاً مضمونة جلبت الانتصار لأردوغان وحزبه، فكم من أصوات سيحصل عليها فيما بعد القضاء عليه؟
نحن إذن أمام حركة اجتماعية ظاهرة ومنظمة ومنتشرة ومُؤسسة على مفاهيم وقيم وآليات وسلوكيات تدعمها قيادة كاريزمية طاغية، مما يجعل التساؤل الأهم هو: هل يستطيع أردوغان أن يقضى تماماً على حركة مجتمعية كهذه؟ نلاحظ جميعاً أن أردوغان يمثل الذراع السياسية لحركة مزجت بين الإخوان وبين الخدمة، والآن افترقت الطرق بقسوة، وأصبح الحال مصحوباً بالدماء والإهانة والإذلال والحصار ودفع المنتمين إليها إلى فضاء العدم والحاجة والخوف والتسول والمجهول، والأمر هنا لا ينحصر فى بضعة آلاف من الأشخاص، بل ملايين من كل الأعمار والكفاءات والمهارات وجدوا أنفسهم فجأة فى مرمى الانتقام والثأر على شىء لم يتورطوا فيه مباشرة. فكيف سيكون رد هؤلاء أولاً لحماية أنفسهم، وثانياً لاسترداد كرامتهم وإنسانيتهم؟ لا توجد إجابة واضحة حتى اللحظة، لكن التاريخ الإنسانى يعلمنا أن انسداد الأفق وضياع الكرامة الإنسانية يدفع دائماً إلى مسارات غير مأمونة. وتركيا ليست استثناء.
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية
- الأحاديث النبوية
- الانتخابات التركية
- الباحثين العرب
- البلدان العربية
- الدرجة الثانية
- العدالة والتنمية
- الفترة الزمنية
- القضية الكردية
- المؤسسات الحكومية
- المجتمعات العربية