وكيل وزارة الأوقاف: العمل بالخطبة المكتوبة يبدأ في أغسطس

03:21 م | الثلاثاء 19 يوليو 2016

كشف الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف، عن بدء العمل بخطبة الجمعة الموحدة المكتوبة في أول جمعة من شهر أغسطس المقبل، نظراً لاستعدادات وزارة الأوقاف لتطبيق قرار خطبة الجمعة الموحدة المكتوبة في جميع أنحاء الجمهورية. وقال "الفقي" في حواره مع "الوطن"، إن وزارة الأوقاف ستشكل لجان علمية على أعلى مستوى علمي لتحديد خطب الجمعة المكتوبة، لتتناول جميع القضايا التي تهم المسلمين وتوضيحها بما يتماشي والإسلام الوسطي، لوضع حد لمحاولات السيطرة على المجتمع وعمل انشقاقات فيه من قبل جماعات الإسلام السياسي، لافتا إلى أن الوزارة ستحرص على أن تكون الخطبة الموحدة المكتوبة في متناول جميع الأئمة قبل يوم الجمعة بوقت كاف... وإلى نص الحوار:

* كيف ترى قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف بتشكيل لجنة علمية لعمل خطبة جمعة موحدة مكتوبة؟

أثار قرار الدكتور محمد مختارجمعة وزير الأوقاف، بتشكيل لجنة علمية، لترسيخ لفكرة الخطبة الموحدة المكتوبة، لغطاً كثيراً وونود أن نؤكد أولاً: أن وزارة الأوقاف هي الجهة الوحيدة، طبقاً للدستور والقانون، المنوط بها، أمر الدعوة الإسلامية في مصر، وسبق صدور قرار بقانون، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في صدر الستينيات، وما زال سارياً، جاء فيه أنه تضم إلى وزارة الأوقاف جميع المساجد والزوايا التي يتم بناؤها في موعد أقصاه عام 1970، بمعنى، أن وزارة الأوقاف هي المسؤولة عن ضبط إيقاع المنابر، من خلال رسم خريطة الدعوة، شكلا ومضمونا، وتوحيد الخطبة، أمر معمول به في كل الدول العربية، في الكويت، والسعودية، والإمارات، وفي قطر، وغيرها من الدول، بل إن الأمر يمتد هناك إلى قيام الخطباء بتسجيل الخطبة، وتسليمها في شريط أو كارت ذاكرة "ميموري" صباح السبت من كل أسبوع وتقوم لجنة بمراجعتها فنياً للوقوف على مدى التزام الخطيب بالموضوع من عدمه.

* ثمة انتقادات كثيرة لفكرة الخطبة الموحدة منها أن الإمام يعتمد عليها ولا يتجه للبحث والقراءة وأنها تفصل بينه وبين المصلين؟

في تقديري أن محاولة التهويل من شأن الخطبة الموحدة، لا محل له من الإعراب، لا سيما في هذه الظروف التي نحياها وحاجتنا إلى خطاب ديني موحد، يلم الشمل ويجهض خطابات الفرقة، التي رسخ لها المتأسلمون من جماعات الإسلام السياسي في السنوات الأخيرة. والقول بإن قراءة الخطبة من ورقة ربما يؤدي إلى تكاسل الإمام عن القراءة والانصراف عن الاضطلاع عن كل ما هو جديد قول خاطئ، والرد عليه بأن الإمام لا يتوقف عن القراءة والبحث، والوزارة تحرص فعليا على ذلك، من خلال تأهيل الأئمة والتواصل معهم وامتحانهم وتشجيع المتفوق منهم، وفيما يتعلق بأن قراءة خطبة الجمعة من ورقة تفصل بين الإمام والمصلين أمر غير صحيح كذلك، لأن الخطبة تمس حياة المصليين، وتم وضعها واختيار المواضيع التي تهم المسلمين في جميع نواحي الحياة، إضافة إلى أن الإمام عنده فرصة كبيرة من الانطلاق ارتجاليا في الدروس التي تعقب الصلوات يوميا ويلقيها في المسجد، وتكون بشكل ارتجالي، وفي القوافل الدعوية، علاوة على الحديث المتكرر في اللقاءات والمناسبات الدينية، والمنتديات الأخرى، ولا يخف على كثيرين أن خطبة الحرمين المكي والنبوي، تكون مكتوبة بعد إعدادها جيداً، لمعالجة أحد أهم القضايا التي تهم المسلمين، والناس في بقاع الأرض شرقها وغربها، ينتظرون سماعها، ويتحاكون ماذا قال الإمامين في الحرمين، طوال الأسبوع.

*ما السبب في اتخاذ قرار الخطبة الموحدة المكتوبة حاليا؟

تضع وزارة الأوقاف في أولوياتها القصوى في هذه المرحلة، تناول القضايا الشائكة التي تهم المصريين، وتوجد للمصريين وجهة نظر دينية صحيحة تمثل الإسلام الوسطي الصحيح الذي يلبي حاجات جميع المسلمين والمصريين، بعيداً عن سيل الفتاوى التي تصدر من جماعات الإسلام السياسي، وتؤدي لانشقاقات في المجتمع، وإيصال وجهات نظر غير حقيقة تقسم المجتمع وتستغله، وسيكون من أولويات الخطبة الموحدة القضاء على سيل الفتاوى التي تؤدي لانقسام المجتمع، وستعالج ما يترتب عليها من تفكير غير سليم، تحاول جماعات الإسلام السياسي زرعه في عقول المصريين.

*وكيف سيتم إعداد الخطبة الموحدة المكتوبة وتوزيعها على الأئمة؟

سيتم تشكيل لجنان علمية مختصة بالخطبة الموحدة المكتوبة، تستمد موضوعات خطبة الجمعة، من القضايا التي تهم المسلمين والمصريين، وستكون على أعلى مستوى في وزارة الأوقاف من علماء الوزارة، وستكون مكتوبة بشكل جيد، وسترسل إلى أئمة الأوقاف في المساجد وستتاح على موقع وزارة الأوقاف، بوقت كاف وستتولى الوزارة طباعتها والتأكد من وصولها إلى الأئمة قبل يوم الجمعة بوقت كاف.

*هل كانت محاولات قبل ذلك لعمل خطبة جمعة موحدة مكتوبة أم أن ذلك القرار هو الأول من نوعه في مصر؟

قرار وزارة الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة على أن تكون مكتوبة فكرة الوزير الحالي، الذي يضع نصب عينه تطوير الوزارة والخطاب الديني، ولم يسبقه وزير إلى ذلك القرار، رغم أن في دول عربية كثيرة منها دول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات والكويت، ومئات بل آلاف الأئمة المصريين الذين يعملون في الدول العربية، يلتزمون بالخطبة الموحدة، ولا يجدون حرجاً في قراءة خطبة الجمعة من ورقة مطبوعة في تلك الدول، ويشاركون في إعداد الخطبة الموحدة المكتوبة ومراقبتها من خلال تواجدهم في المكاتب الفنية للدعوة والموجودة بجميع إدارات الأوقاف في تلك الدول، بل إن آلاف الأئمة في الوزارة يشجعون قرار الوزير بوجود خطبة جمعة موحدة مكتوبة، كما أننا حين أشرفت وزارة الأوقاف على مساجد الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة وجدنا أنهم يستخدمون الخطبة الموحدة.

*متى سيبدأ تنفيذ القرار بوجود خطبة جمعة موحدة مكتوبة فعلياً على المنابر في صلوات الجمعة؟

اعتقد نظراً للجهد الذي تبذله الوزارة حاليا لتنفيذ القرار أن أول خطبة موحدة مكتوبة في جميع أنحاء الجمهورية ستكون في الجمعة الأولى من شهر أغسطس المقبل، أي بعد أقل من شهر.

* بعض السلفيين أو غيرهم من الذين يحاولون صعود المنبر دون ترخيص لو التزم بالخطبة الموحدة دون وجود ترخيص له بالخطابة فما موقف الوزارة؟

المخالف مخالف حتى لو التزم جزئياً، وكل من يعتلي المنبر دون ترخيص من وزارة الأوقاف مخالف يقع تحت طائلة القانون حتى لو التزم بالخطبة الموحدة المكتوبة.