هل ساند اللاجئون السوريون أردوغان في إفشال الانقلاب؟

هل ساند اللاجئون السوريون أردوغان في إفشال الانقلاب؟
عقب إعلان عناصر من الجيش التركي الانقلاب العسكري والسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، مساء الجمعة الماضي، وانتشار العسكريين في شوارع المدن التركية واغلاق الجسور المؤدية لمدينة إسطنبول، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشعب التركي لمساندته والخروج للشوارع وكسر قرار حظر التجوال الذي فرضه القائمين على محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
"الوطن" تساءلت عن موقف اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا من محاولة الانقلاب العسكري وهل كان لهم دور في مساعدة أردوغان في التصدي للحركة التي قام بها بعض العسكريين الأتراك.
ومن جانبه قال محمد كاظم هنداوي، مسؤول ملف اللاجئين السوريين في أوروبا بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن السوريين في تركيا كانوا أحد العوامل القوية لإفشال الانقلاب العسكري الذي قامت به عناصر من الجيش التركي، بعد دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للنزول إلى الشوارع والساحات لدعم الحكومة التركية.
وأضاف هنداوي في تصريحات خاصة لـ"الوطن" :"السوريون في تركيا شعروا أن الواجب يحتم عليهم الوقوف بجانب الشعب التركي والحكومة التركية في محنتها".
وتابع :"الشعب التركي استقبل أكثر من مليوني ونصف المليون سوري بعد هروبهم من النظام الحالي في دمشق برئاسة بشار الأسد"، مشيرا إلى أنه عقب بث النظام السوري على القنوات الرسمية مظاهر الفرح والترحيب بالانقلاب العسكري الذي قامت به عناصر في الجيش التركي شكل ذلك حافزًا لدى معظم اللاجئين السوريين في المدن التركية المختلفة للوقوف ضد الانقلاب العسكري ومنفذيه في الشوارع.
وشدد مسؤول ملف اللاجئين السوريين في أوروبا بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، على أن الشعب السوري وقف بجانب الثورة السورية طوال خمس سنوات كاملة، على الرغم من أن معظم السوريين لديهم تحفظات على تصرفات الحكومة التركية الأخيرة بما يتعلق بالشأن السوري وعلاقتها مع روسيا التي تعتبر من أهم الدعمين للنظام السوري برئاسة بشار الأسد في مواجهة الشعب السوري.
وكان أردوغان أعلن منذ أيام قليلة أن حكومته تعمل على مشروع من شأنه السماح للراغبين من اللاجئين السوريين الحصول على الجنسية التركية.
ونقلت وسائل الإعلام عنه اقتراحه بأن يتمكن السوريون من الاستفادة من ازدواج الجنسية والبقاء في تركيا بعد انتهاء الحرب الأهلية في بلادهم.
وفي محاولة لتهدئة المخاوف داخل تركيا حول مشروع لم تتضح معالمه بعد، أكد أردوغان أن لدى بلاده مساحة كبيرة بما يكفي لاستيعاب اللاجئين السوريين.
وقال أردوغان :"لا شيء نخشاه، هذا البلد موطن لأكثر من 79 مليون نسمة يعيشون على مساحة 780 ألف كيلومتر مربع"، مشيرًا في المقابل إلى أن 85 مليونا يعيشون في ألمانيا على مساحة أصغر بمرتين.
وأثار مشروع أردوغان الذي قد يشمل توطين 300 ألف شخص بحسب صحيفة "خبر تورك" التركية، موجة انتقادات على الشبكات الاجتماعية، وعبرت المعارضة البرلمانية أيضا عن رفضها له.
فيما أعلنت منظمة العفو الدولية، في بداية شهر أبريل الماضي أن تركيا أعادت بصورة غير قانونية في الأشهر القليلة الماضية آلاف اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وأضافت المنظمة أن بضعة آلاف من اللاجئين أعيدوا على الأرجح إلى سوريا أفواجا خلال الربع الأول من العام الجاري في انتهاك للقوانين التركية والدولية وقوانين الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، نفت وزارة الخارجية التركية أن يكون سوريون أعيدوا قسرا إلى وطنهم، حيث قالت إن تركيا احتفظت بسياسة "الباب المفتوح" للمهاجرين السوريين على مدار خمس سنوات والتزمت بصرامة بمبدأ "عدم الإعادة القسرية" لأي شخص إلى بلد قد يتعرض فيه للاضطهاد.