هل يتم إعدام قادة الانقلاب العسكري في تركيا؟

هل يتم إعدام قادة الانقلاب العسكري في تركيا؟
شهدت تركيا في تاريخها الحديث، العديد من الانقلابات العسكرية طيلة الخمسة عقود المنقضية، تم خلالها تطبيق محاكمات وصل حد العقوبات بها إلى الإعدام.
وعقب أول انقلاب قام به الجنرال جمال جورسيل عام 1960، تم إقامة محاكمة شكلية للرئيس والحكومة، حيث تم سجن رئيس الجمهورية مدى الحياة فيما حكم بالإعدام على مندريس، ووزيري الخارجية فطين رشدي زورلو، والمالية حسن بلاتقان وجرى التنفيذ في أواسط سبتمبر 1960.
أما الانقلاب الأشهر في تركيا وهو "كنعان إيفرين" عام 1980، فشهد حالة من القمع السياسي، غير المسبوق، ودموية في الشوارع التركية.
ومن جانبها رصدت "الوطن"، مصير قيادات محاولة الانقلاب العسكري، الذي جرت أحداثه أمس، الجمعة، والذي باء بالفشل عقب نزول الشعب التركي إلى الشارع، ليحبط مخطط عناصر من الجيش في ساعات قليلة.
قال محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، إنه في عام 2009 تم تنفيذ عملية في تركيا أطلق عليها عملية "المطرقة"، وتم التصدي لها بمحاكمات عسكرية.
وأضاف حامد في تصريحات لـ"الوطن" :"كان من الصعب اتخاذ قرار بحبس عسكري تركي ولكن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان تغلب على ذلك خلال أعوام 2007 و2009 و2010"، مشيرا إلى أنه عقب الخمس سنوات الأولى من ولايته، أصبح أردوغان يتهم أي خصم له بالانقلاب، لأنه مصاب بـ"فوبيا الجيش".
وتابع حامد: "الدستور التركي الحالي موضوع منذ عام 1980 ودائما ما يتحدث أردوغان بضرورة تغيير دستور العسكر، حيث أن رئيس الأركان يتبع البرلمان التركي ورئيس الدولة هو القائد الأعلى للجيش ولكنه منصب شرفي".
وعن احتمالية تنفيذ أحكام الإعدام في قادة محاولة الانقلاب العسكري والمشاركين فيه قال: "تركيا لديها التزامات حقوقية، ولن تقدم على هذا الفعل، لأن ما حدث يوم أمس سيتم إدانتها عليه من قبل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بسبب الاعتداءات، التي مورست ضد المتمردين، إذ كان من المفترض أن يتم تسليم العناصر الانقلابية وليس التنكيل بها"، مشيرا إلى أن تركيا لا تطبق عقوبة الإعدام.