حلقات الذكر.. أرواح هائمة تجلت فى سماء العشق الإلهى

حلقات الذكر.. أرواح هائمة تجلت فى سماء العشق الإلهى
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان
أرواح هائمة ذاكرة مسبحة، وأجساد تتمايل يميناً ويساراً فى حضرة، زهدوا فى مجلسها الدنيا وما فيها، ألسنتهم تردد بإشارة قلبية وراء مداح «آل البيت» على معزوفة موسيقية عذبة، فيجلجل صوته ويتجلى فى رحاب ساحة الحسين: «إذا الجراح تصاعدت آهاتها وعلى الرمال تجاوبت أصداء.. فاعلم أن البعد هم قاتل ودواء آهات القلوب لقاء.. وإذا القلوب أصيبت بالهوى فلا يرتجى من ذا المصاب شفاء»، ومن ورائه الدراويش سكروا فى خمر الهوى، يقبل الناس عليهم مشتاقين لساقية الذاكرين، يتجرعون منها العشق الإلهى.
{long_qoute_1}
أجناس من البشر، حضروا جميعاً داخل حلقة الذكر بساحة جامع الحسين، لا فارق بين غنى وفقير، رجل وامرأة، طفل وشيخ، الجميع سواء فى ذكر الله، تسألهم عن سر اجتماعهم يومياً، فلا ينطقون سوى بثلاث كلمات، إجابة موحدة على ألسنتهم: «من ذاق عرف»، وكأن مذاق الذكر له أصحابه، الذين يصطفيهم، منهم «أم طارق»، قضت 35 عاماً فى ساحات الذكر، وعلى أعتاب مقامات «آل البيت».
«ساعة ما سيدنا الحسين يطلبنى، قبل ما يطلبنى أكون عنده على الأعتاب»، تقولها السيدة الخمسينية، فتنتابك الدهشة، وتطلب منها تفسيراً لكلماتها المتشابهة مع حكم الدراويش، ليصير جوابها لغزاً جديداً: «ده تدبير ربنا، علاقة العبد بربه، العبد لما يخلص لربنا يحس بكل الأشياء اللى حواليه، أهم حاجة الإخلاص».
حضور «أم طارق» فى ساحات وحلقات الذكر منذ أكثر من 3 عقود لا يرتبط بمقام «سيدنا الحسين» وحده، إنما بجميع مقامات وساحات «آل البيت» فى جميع محافظات الجمهورية: «كل الساحات اللى يبعتنى عليها سيدنا الحسين أروحها، كل المقامات، وكل الموالد أحضرها، وطول شهر رمضان بفضل فى حلقة الذكر بساحة سيدنا، وساعات أفضل بالشهرين على رصيف مولانا».
تعلُّق «أم طارق» بحلقات الذكر والمقامات تعلُّق الدراويش الزاهدين، لم يأتِ من فراغ، فحب أهل البيت موروث عائلتها منذ أكثر من 50 عاماً: «أبويا الشيخ فرحات، مات وهو درويش، كان بارع فى الإنشاد الدينى، وميفوتش حلقات، ومات على أعتاب سيدنا الحسين هنا»، ليهيم الأب وابنته فى ذكر الله، ويقصا قصة من قصص العشق الإلهى، يحفظان أسرارها فى قلبيهما.
«أهل البيت فيهم حب وحنان فوق ما أى بشر يتخيل، مهما أحكيلك، ومهما أكلمك، ومهما أرويلك على المنظر اللى شفته فى حلقة الذكر مش هتفهم، لإنك مدُقتش، ومن ذاق عرف»، تكرر «أم طارق» الكلمة، التى لا تختفى من على ألسنة رواد حلقة الذكر فى نقاشاتهم مع المحيطين بهم، ثم تعود إلى حكم الدراويش، عندما تسألها عن إحساسها عندما تبدأ فى الذكر، «دى روحانيات، محدش بيعمل حاجة بمزاجه، الروح بتبقى مع ربنا، الروح بتكون فى إيد ربنا، أنا مش قادرة أقول لك تدوق علشان تحس، مهما أوصف وأقول مش هتوصلك».
ترفض الإفصاح عن أسرار حبها وعشقها، وإحساسها عندما تكون فى حضرة الحسين، ووسط أهل الذكر، يتجلون ويهيمون فى حب الله، فهى ترى ما يحدث لها داخل الحضرة أمراً روحانياً: «اللى بحس بيه، لا هتحسه، ولا الكون كله يحس بيه، دى روح معلقة فى ذكر الله».
«وقل للذى ينهى عن الوجد أهله.. إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعنا/ إذا اهتزت الأرواح شوقاً إلى اللقا.. نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى»، بيتان ينطق بهما المنشد فى الحضرة، ومن ورائه الذاكرون، يفسر بهما الشيخ بدر الأسوانى، مداح رسول الله، كما يحلو له أن يلقب نفسه، سر عشق الرقص فى حلقات الذكر، والالتفاف حولها، ويحكى عن العشق الإلهى: «أنا فى الإنشاد والمدح من وأنا عندى 8 سنين، البيت بتاعنا فى أسوان كله منشدين، وأنا اتعلمت وسط أبناء قبيلتى الجعافرة الإنشاد الدينى»، بعدها جاء إلى العاصمة، والتحق بفرقة النيل للآلات الشعبية التابعة لمسرح البالون، ثم تدرج بين أعضاء الفرقة حتى أصبح مشرفاً على فرقة الإنشاد الدينى».
يسافر «بدر» بأناشيده ومديحه كل أرجاء العالم، يمتع الذاكرين بصوته ويطرب آذانهم بحب «آل البيت»، ولكنه يعود إلى رحابهم من جديد: «مولانا الحسين وآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، هما اللى اتعلمنا، وترعرعنا فى رحابهم، وعلشان كده بعمل ليالى نفحات حقاً للناس العلية دى»، ثم يعود لتفسير حالة الذاكرين، وما يشعرون به داخل حلقة الذكر: «السر فى الوجد»، وله تفسير عند المتصوفة، بأنه: «ما يصادف القلب ويَرِد عليه دون تكلُّف وتصنّع من فزع أو غمّ أو رؤية معنى من أحوال الآخرة»، ولكن «الأسوانى»، يراه وراء حالة هيمان الجسد، وسرحان العقل فى ملكوت آخر، ووصوله لحالة السكر الإلهى: «ده تجلّى، بيغيب عن الدنيا كلها، والدنيا دى متهمّوش، وعايش حالة من العشق الإلهى، كالسيدة رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهى».
يعود مداح «آل البيت» إلى إنشاده: «ليت الذى بينى وبينك عامر.. وبينى وبين العالمين خرابُ/ إذا صح منك الود فالكل هين/ وكل الذى فوق التراب ترابُ»، متأثراً بأبيات «أبوفراس الحمدانى»، ومسترسلاً فى الحديث عن أسرار حلقة الذكر، والحب والرضا فيها: «المنشد فى الحضرة هو ساقى بيسقى الذاكرين بكلماته وأبياته، والذاكر حامد بيحمد الله ويشكره على نعمه، وفى تناغم بين الاتنين، لما أقول جملة، هو بيبقى حاسس بيها، وكل منهم لا يستغنى عن الآخر».
يرى الشيخ الأسوانى، صاحب الـ57 عاماً، قضى منها 49 عاماً فى الإنشاد والذكر، منذ أن كان صبياً يهواها، ويرى بيته وبيوت أهله تتحرك خاشعة من ذكر الله، ويصول ويجول فى حلقات الذكر، ويعايش ويخالط الدراويش، أن حديث «أم طارق» عن حب «سيدنا الحسين»، وحديثها الدائم عن خدمتها لمقام الحسين، وبقاءها على عتبته: «دى من الدراويش، هتلاقيها تقول لك على طول الحسين أمرنى، دى وصلت لدرجة من الحب الشديد، زى ما تحب حاجة معينة وتعيش فيها، هما عايشين فى حب سيدنا الحسين، وبنقول عليم محاسيب سيدنا الحسين».
المعنى من وراء الذكر، والالتفاف حوله، وعشقه، يراه المنشد فيما يجلبه من راحة قلبية ونفسية، وحالة روحية خاصة: «المعنى كله فى قضية الحب، حب الله ورسوله وآل بيته، بيتغير نفسياً ويقترب أكتر من ربنا، وسخر جسمه للخروج من الدنيا إلى معية الله سبحانه وتعالى، بيتأثر بالحالة دى، فحلقات الذكر للترويض الروحانى، ده علاج للنفس البشرية».
«من يداوم على الذكر لا يتركه، بيبقى هوايته الأولى والتانية وحياته كلها»، يقولها منشد ساحة الحسين، الذى ورث لساناً معطراً بذكر الله جيلاً بعد جيل، من حياة جدوده وحتى أبيه: «البيوت عندنا بتنشد، البيوت نفسها بتمدح من كتر الذكر الموجود فيها، حلقة الذكر وجد وحب».
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان
- الإنشاد الدينى
- النيل للآلات الشعبية
- جميع محافظات
- حالة السكر
- حلقات الذكر
- ذكر الله
- رابعة العدوية
- رسول الله
- سيدنا الحسين
- آذان