«المصرى للدواء»: «الصحة» استخدمت مرضى فيروس «سى» كفئران تجارب
![مرضى فى أحد معاهد الكبد انتظاراً لدواء السوفالدى «صورة أرشيفية» إقرار «الصحة» لمريض الفيروس لإيقاف العلاج عند حدوث أعراض](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/2935617101468436523.jpg)
مرضى فى أحد معاهد الكبد انتظاراً لدواء السوفالدى «صورة أرشيفية» إقرار «الصحة» لمريض الفيروس لإيقاف العلاج عند حدوث أعراض
فجّر المركز المصرى للحق فى الدواء، فى تقرير اختص به «الوطن»، مفاجأة من العيار الثقيل، إذ قدم تقريراً يكشف قيام وزارة الصحة بإجراء تجارب على المرضى المصريين بفيروس «سى» عند اختبار عقار السوفالدى الثنائى للمرة الأولى. وأكد التقرير أن الدليل على ذلك هو إلزام المريض بالتوقيع على إقرار حصلت «الوطن» على صورة ضوئية منه، يُبرز موافقة المريض على إيقاف الجرعة فور حدوث أعراض جانبية، بما لا يدع مجالاً للشك أن العقار كان فى مرحلة التجارب على المرضى. على الرغم من أن المعايير الدولية تشير إلى وجوب إجراء المراحل الأولى للتجارب الدوائية فى بلد المنشأ.
المركز: الوزارة اختبرت «السوفالدى الثنائى» على المرضى فى طور التجربة.. والدواء لم يكن معتمداً من الهيئة الأمريكية.. و«الفيروسات الكبدية»: تقرير الحق فى الدواء عارى تماماً من الصحة
وأشار التقرير إلى أن المركز أصدر بياناً علق فيه على أن هذا الإقرار لعلاج السوفالدى الثنائى غير معتمد من الهيئة الأمريكية، وهذا دليل آخر على أن وزارة الصحة قامت بإجراء تجارب على المرضى المصريين، على حد قول المركز، مشيراً إلى أن تلك الأبحاث والقياسات سيتم إرسالها إلى الشركة الأمريكية منتجة العقار بعد تجربته على المصريين. وتابع التقرير أن «مما يدلل على أن علاج السوفالدى الثنائى كان فى طور التجربة أن وزارة الصحة أوقفت طرح علاج السوفالدى الثنائى بعد طرحه بستة أشهر فقط قبل أن تستبدله بسوفالدى ثلاثى، معترف به من الهيئة الأمريكية لسلامة الدواء». وأكد التقرير أن مايكل باتريك، مسئول برنامج الصحة فى منظمة «بيرن» السويسرية المعنية بالدفاع عن حقوق المستهلكين، أشار إلى أن مسئولاً كبيراً بإحدى شركتَى «نوفارتس» و«روش هوفمان» للأدوية قام بإجراء 28 تجربة سريرية على المرضى المصريين، مؤكداً أن ٢٤ دواء اختُبرت فى مصر منها (7 لنوفارتس و4 لروش)، لم تتمّ المصادقة عليها، علاوة على أن هذه التجارب غير مسجلة فى أوروبا أو أمريكا. وواصل التقرير كشفه قيام شركات أدوية عالمية تعمل فى مصر، مثل شركتَى «روش هوفمان للأدوية السويسرية» و«نوفارتس العالمية للأدوية السويسرية»، باستخدام المرضى المصريين كـ«فئران تجارب». فى البداية قال التقرير الصادر عن المركز مؤخراً إنه «ما من نشاط على وجه الأرض إلا ووراءه بحث علمى، وتبقى البحوث فى مجال الدواء لها شأن عظيم، فالمعروف أن مصر مستقبلة فقط للأبحاث مثل دول عديدة، والثابت علمياً أن الدواء يختلف من جنس لآخر ومن نوع لآخر ومن جينات وخلايا لأخرى بسبب البيئة مثلاً». أضاف التقرير قائلاً: «كل دواء يُكتشف حول العالم قد لا يتناسب مع الطبيعة المصرية، ولذلك فمن الواجب أن يتم إجراء تجارب تتناسب مع الخصوصية المصرية حتى نكتشف علاجات لكل الأمراض الحديثة والمتجددة».
مسئول بمنظمة سويسرية يؤكد قيام «نوفارتس» و«روش هوفمان» بإجراء 28 تجربة على مصريين.. و1124 تجربة أُجريت بموافقة «الوزارة» فى غيابً القانون المختص
وأشار إلى أن أحد المواقع المختصة بتسجيل عمليات التجارب حول العالم كشف أن مصر بها حوالى 1124 تجربة مسجلة بعد موافقة وزارة الصحة المصرية على الرغم من عدم وجود قانون تفصيلى يوضح بدقة نوعية وكيفية إجراء التجارب، لافتاً إلى أن جميع التجارب تتم طبقاً للفصل الرابع لقانون الأدوية والسموم الصادر فى 2009، والذى يحدد ماهية هذه التجارب وشخصية المتطوع، ويشدد على أن تتم تلك التجارب داخل القطاعات الحكومية فقط وليست الخاصة حتى لا تتضارب المصالح ورأس المال.
وأوضح التقرير أن شركات الأدوية حول العالم تتسابق فى اكتشاف وتطوير والأدوية التى يستخدمها المرضى حول العالم بدعوى تحسين الصحة ورعاية الأفراد والسعى لإعطائهم صحة أفضل، وأصبحت صناعات الأدوية فى جديد كل يوم، ومع ظهور التقنيات الحديثة لصناعات الأدوية، وباتت كل شركة تنافس فى سوق شرسة لإثبات تفوقها ولإثبات أنها الأفضل.
وتابع التقرير: «هناك شركات عالمية تنتظر بفارغ الصبر إقرار قانون التجارب المصرية حتى تبدأ حرب ضروس حول الاكتشافات الدوائية فى منطقتنا العربية ذات الطابع الواحد، وهو شىء فريد فى العالم، كما أن ارتفاع أعداد المصابين بالأمراض يشجع هذه الشركات على ذلك، فالمسجل أن عدد المترددين على المستشفيات لعام 2015 حوالى 73 مليون مواطن، وأن الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى ارتفعت من 130 ألف حالة عام 2005 إلى 200 ألف حالة عام 2010 إلى 250 ألف حالة العام الماضى بسبب تفشى العدوى وعدم وجود برامج للمكافحة، لذا ستشهد مصر نوعاً جديداً من الاستثمار فى مجالات الأبحاث الدوائية وهناك عدة شركات يتم تأسيسها لهذا الغرض».
ويشير التقرير إلى أن قارة أفريقيا هى وجهة هذه الشركات نتيجة انتشار الفساد والفقر والجهل والمرض، وتُعد تلك العوامل الأربعة «طريق المرور الآمن» للشركات متعددة الجنسية.
وذكر أنه فى برلين عام 2004 وقّع 60 مؤسسة للأبحاث العلمية الدوائية وكبريات الشركات متعددة الجنسيات، منها «فايزر» و«غلاكسو سميثكلاين» و«أسترا زينيكا» و«باير شيرنج» و«ميرك» و«ايص»، وثيقة وإقراراً بأن تصبح أكثر شفافية بشأن استخدامها للبشر وللحيوانات فى التجارب العلمية، ونشر كافة الأبحاث للعامة ونتائجها حتى تستفيد الإنسانية من هذه التجارب، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية دخلت هى الأخرى لأول مرة على الخط.
وقدّم التقرير ما سماه «التاريخ الأسود للتجريب على البشر»، وقال إن بلدان أمريكا اللاتينية مرت بما تمر به أفريقيا الآن. وزاد: «تجربة توسكيجى فى جزر ألاباما للزهرى هى تجربة سريرية سيئة السمعة تحت إشراف جون تشارلز كاتلر، أحد العلماء الأمريكان، وأقيمت بين عامى 1932 و1972 بتمويل من الحكومة الأمريكية بعد موافقة الحكومة الأمريكية على تمويلها، واستمر الباحثون الأمريكيون فى إجراء التجارب على 500 مريض بالزهرى، من الزنوج الفقراء الأميين طوال 40 عاماً. ورغم ظهور البنسلين 1947 كعلاج فعال لهذا المرض خلال فترة التجارب والأبحاث، أصر الأطباء على استكمال تجاربهم التى أدت فى النهاية إلى قتل 128 مريضاً ووفاة 256 آخرين من مضاعفات مرضية أخرى، وإصابة 86 سيدة من زوجات المرضى به، وولادة 191 طفلاً مصاباً بالزهرى الخلقى. وتستمر المأساة وتظل الولايات المتحدة الأمريكية هى البطل الدائم لهذه المآسى حتى تنتعش البورصات وترتفع الأسهم ويجنى كبار الرأسماليين الدولارات».
وعن تجربة جواتيمالا، أشار التقرير إلى أنه «تم إطلاق العاهرات المصابات بمرض الزهرى على المرضى العقليين والجنود فى سجون جواتيمالا، كما تم نقل العدوى إجبارياً إلى الحالات التى لم ينتقل إليها المرض بعد ممارسة الجنس، حتى وصل عدد المصابين إلى 2598 شخصاً، ترك ثلثهم تقريباً دون علاج لاكتشاف مضاعفات الزهرى عليهم، وانتهت التجربة الشيطانية بوفاة أكثر من 156 مشاركاً منهم، وكانت التجربة تحت إشراف جون تشارلز كاتلر، وعندما اكتُشف الأمر ظل التحقيق مستمراً سنوات وسنوات حتى أنهت هيلارى كلينتون الأمر بالذهاب فى 21 فبراير 2010 لتقديم اعتذار الولايات المتحدة لجواتيمالا، ولكن التاريخ يظل يذكر هول ما ارتكبته الشركات فى هذه المأساة».
من جانبه، قال الدكتور يحيى الشاذلى، المتحدث الرسمى باسم اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة والسكان هذا الكلام عار تماماً من الصحة، مؤكداً أن بروتوكول العلاج الثنائى بالسوفالدى ضمن الإرشادات العالمية المعتمدة من الهيئات الأمريكية والأوروبية المعنية بعلاجات الكبد. وأضاف «الشاذلى» لـ«الوطن» أنه تم وقف العلاج بالبروتوكول الثنائى فى مصر منذ عام لظهور علاجات أفضل كالسوفالدى والأوليسيو والسوفالدى والداكلانازا، مشيراً إلى أنه تم علاج 465 ألف مريض البروتوكولات الحديثة خلال عام.
إقرار «الصحة» لمريض الفيروس لإيقاف العلاج عند حدوث أعراض