موجة غضب من "الخطبة المكتوبة".. وخطباء: ما الفرق بيننا وبين النشرة الجوية؟

كتب: صالح رمضان

موجة غضب من "الخطبة المكتوبة".. وخطباء: ما الفرق بيننا وبين النشرة الجوية؟

موجة غضب من "الخطبة المكتوبة".. وخطباء: ما الفرق بيننا وبين النشرة الجوية؟

موجة من الغضب بين خطباء وأئمة وزارة الأوقاف بعد الإعلان عن تشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة، مع الاستمرار في توحيدها، وتعميمها مكتوبة والتخلي عن الخطبة الارتجالية واقتصارها على الخطباء المتميزين فقط.

ودشَّن خطباء هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" بعنوان "لا للخطبة المكتوبة"، عبَّروا من خلاله عن احتجاجهم على الفكرة.

وقال الشيخ محمود عطا، من خطباء الأوقاف: "إننا نعترض من حيث الشكل والمضمون على قرار الوزير، فمن حيث الشكل فلم يعتد ضيوف الرحمن من الشعب المصري على إلقاء أئمة المساجد خطبهم مقروءة من الورق فحينما يلجأ إليها شيوخنا كبار السن الذين يصعب عليهم التركيز ينصرف عنهم المصلون، أما من حيث الموضوع فأئمة مساجد وزارة الأوقاف ملتزمون بموضوع الخطبة التي تقرها الوزارة ومخاطبة العشرات داخل المساجد تختلف عن مخاطبة الملايين بالحرمين الشريفين من حيث التركيز والتواصل بين الأئمة والمصلين، فحينما يخاطبهم الإمام معتمد بعد الله على علمه وبلاغته وفهمه للأشخاص يكون هناك تواصل يخرج فيه الكلام من القلب إلى القلب ويصل مباشرة إلى قلوبهم".

وأضاف عطا أن الخطبة المكتوبة ستؤدي إلى فقدان الروح للداعية وتعطيل طاقات البحث والإبداع لدى الأئمة، فالكثير من الأئمة والخطباء سيعتمدون اعتمادا كليا على الورقة فلن يحفظوا حديثا ولن يراجعوا آية ولن يحفظوا بيتا من الشعر يستشهدون به على موضوعاتهم، فضلا عن أنه سيقتل روح التنافس بين العلماء في الدراسة والاطلاع ويصبح الجميع سواسية، المُجِّد المجتهد مع غيره وهذا لا يليق بعلماء الأوقاف.

وأشار إلى أن الورقة ستكون حاجزا بين الخطيب وبين مستمعيه فالخطيب لا يخطب بلسانه فقط ولكنه يستعين بتعبيرات وجهه وإشاراته، أما بالنسبة للمستمعين فستكون الورقة حاجزا بينهم وبين إمامهم وستفقد الخطبة تأثيرها مهما كان الخطيب فصيحا ومؤثرا.

ووجَّه أبو البراء أبو البراء رسالة إلى وزير الأوقاف قائلا: "يوما ما سترحل وسيسحب الكرسي من تحتك كما سحب من تحت من سبقوك وستكون أول آية أقرأها بعد الحمد لله والصلاة على نبيه سأقول، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين، عممت الخطبة ووحدتها ونقشتها وكتبتها ماذا بعد ذلك".

وأضاف: "يا سيادة الوزير تريد إفشالنا بقرار ظالم لن يقدم لنا سوى البلادة في الاطلاع والبلادة في الأداء وسيصيب المستمع بنوبة من الضجر والسخرية والاستهزاء، وما الفرق بيننا وبين نشرة الأخبار وعناوين الأخبار وأهم الأنباء والنشرة الجوية والنشرة الرياضية، وأنت خالفت كل القواعد التي درستها ودرستها وأنت أستاذ جامعة، ألم تعلمنا أن الحركة والسكون والإلقاء والإقبال على الجمهور من مميزات الخطبة وأن انشغال الخطيب بشيء على المنبر يصرف تأثيره في الناس ويصرف وجوه الناس عنه".

وقال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب: "الإمام الكفيف، مثلا، كيف يتعامل مع الورقة أو الإمام الذي نظره ضعيف ماذا يفعل، أو نفترض أن في المسجد جنازة والخطبة المكتوبة عن الزواج فهل يقرأ الإمام عليهم خطبة الزواج في الجنازة".

وأضاف زارع أن "الخطبة المكتوبة سوف تقتل الإبداع عن الإمام ويصبح مقلدا متبعا ما جاءه في الورقة لا يخرج منها مع أننا في مصر نعيب على من يمسك ورقة في الخطبة فلسنا في دول الخليج".


مواضيع متعلقة