جزار «المقابر»

كتب: إنجى الطوخى

جزار «المقابر»

جزار «المقابر»

يعيش وسط المقابر، ولا تبدو عليه علامات الحزن أو الضيق كما يظهر على جيرانه ممن لم يجدوا سكناً، فقرروا أن يرضوا بما وجدوه من أماكن للسكن فى أحواش المقابر، لكن فارس محمد، 78 عاماً، كان مختلفاً، كان يعمل بالجزارة ويكسب ما يُمكّنه من العيش فى أكبر البيوت، لكنه اختار المقابر على أى شىء آخر.

«أنا سعيد هنا الحمد لله، واتعودت على المكان، وبقى صعب عليا أغيره، أنا ساكن هنا من الخمسينات، فى الأول كان فيه تربتين، وبعدين شوية شوية بدأت تكتر، لغاية ما أخدت الشكل اللى هى عليه دلوقتى»، مؤكداً أنه فى البداية لم يكن يكسب سوى ما يكفيه هو وبناته الأربعة وزوجته، مما جعله يختار أحد الأحواش ليسكن فيه، وبعد أن صار يكسب كثيراً، كان من الصعب تغيير المكان الذى عاش فيه لما يزيد على الـ20 عاماً: «والله مبسوط، وجوزت بناتى كلهم وعايشين فى أحسن الشقق، وأنا منتظر آخرتى وسط الترب، أهو أندفن على طول!».


مواضيع متعلقة