وصية لطلاب الثانوية العامة

07:59 م | السبت 09 يوليو 2016

وصية لطلاب الثانوية: يوماً ما كنت طالباً مثلك تائهاً لا أجد الطريق إلى كليتى بسهولة ولا حتى إلى مستقبلى، دمعت عيناى مثلك فى أول أيامى الدراسية، شعرت بالوحدة والغربة، سافرت آلاف الأمتار بعيداً عن أسرتى، بعيداً عن حضن أمى، أشق طريقى لمستقبل لا أراه، أصارع فى دنيا ظننتها تنحصر بين ساعات دروس الثانوية وأوراق الكتب والآلة الحاسبة، تخوفت وأنا أسمع معدلات البطالة، سأصبح بلا شك رقماً فيهم فى ظل بلاد أخبرونى بركودها وامتلاء مقاهيها بالخريجين. بكيت بداخلى عشرات المرات ولملمت دموعى فى سكن المغتربين حتى لا يراها غيرى.

ولكن بمرور الأيام تعودت على الفراش والطعام وكونت الزمالات والأصدقاء والصحبة، كل هذه المشكلات سرعان ما تأقلمت عليها، ولكن ماذا عن مستقبلى الذى لا أراه، فقد أخبرنى زملائى الكبار أن الاعتماد على التعليم فى كتب الجامعة كمقدمة صغيرة ونبذة عن مجال عملى لا يغنى من جوع!

ولكن ما هو المطلوب؟!

بدأت بالبحث فى مجالى ماذا يتطلب لأكون مطلوباً للعمل وأهرب من شبح البطالة الذى يراودنى ليل نهار، فوصلت لأربع نتائج تصلح لأى مجال مهما كان.. فهى كلمة السر وليست أبداً باﻷمر المستحيل.. فما هى؟! اﻷمر الأول الضرورى والحتمى هو إتقان اللغة الإنجليزية فهى كالماء والهواء وأصبحت من الأمور البديهية فى أى عمل. وفى ظل عصر الإنترنت تعددت الوسائل لتعلم وإتقان اللغة الإنجليزية، فمئات المواقع والتدريبات متاحة على الإنترنت ومجاناً وبضغطة زر تستطيع تحميل منهج كامل لإتقان وتعلم اللغة أو يمكنك حضور دروس لتعلم اللغة فى أى مكان موثوق فيه، المهم أن تصمم على إتقانها.

الأمر الثانى: ابذل مجهوداً للحصول على تدريبات وكورسات متخصصة فى مجالك الدراسى لتكتسب خبرة عملية ضرورية لتأهيلك للعمل، وهى نقطة متوفرة، فمئات الشركات توفر سنوياً تدريبات للطلاب بأجر وبدون أجر، كل ما عليك هو أن تبحث جيداً.

الأمر الثالث: لا تضيع سنوات الجامعة دون الاشتراك فى نشاط طلابى ستتعلم منه كل مهارات القيادة والتواصل والخبرة فى حل المشكلات.. ستجد السعادة فى التعاون وتحقيق الإنجازات ومساعدة الآخرين، ستتعلم العمل الجماعى والإيثار والجدية والالتزام، ستنبهر بقدراتك وبإبداعك وتزداد ثقتك بنفسك. صدقنى لا تهدر هذه الذكريات الجميلة والخبرة الحقيقية والأصدقاء الرائعين.

أما الأمر الأخير: اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ.. استعِن على الملل والحزن والضعف بالقراءة.. اقرأ فى كل مكان؛ فى المواصلات، فى الفراغ بين المحاضرات، قبل نومك وفى بداية يومك.