مصطفى الجندى: سياسات «مرسى» ستحول المعارضة لـ«كفار» وستجعل الناس يتقاتلون «تقرباً إلى الله»

مصطفى الجندى: سياسات «مرسى» ستحول المعارضة لـ«كفار» وستجعل الناس يتقاتلون «تقرباً إلى الله»
قال مصطفى الجندى، مسئول العمل الميدانى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن سياسات الرئيس محمد مرسى، ستحول المعارضين إلى «كفار»، وستحمل الناس على قتل بعضهم بعضاً تقرباً إلى الله، تحت شعار إنى «أبغضك فى الله»، وسيساعد على ذلك الفقر والجهل الذى يضرب كثيراً من المصريين، لافتاً فى حواره مع «الوطن» إلى أن مرسى يدعم استمرار هذا الوضع كى يُمكّن جماعته.
وأضاف الجندى أن تنظيم الإخوان سرق ثورة يناير، وقفز عليها، على الرغم من أن «مرسى» أصبح رئيساً بأصوات الثوار، فإنه لم يعد رئيسهم، لافتاً إلى أن «الإخوان» يتأرجحون مع الشرعية الثورية والشرعية الدستورية حسب مصالحهم، والثوار رفضوا أن تكون جبهة الإنقاذ شبيهة بممارسات الجماعة.
* كيف قرأت خطاب الرئيس محمد مرسى بشأن أحداث محافظات القناة، وفرضه الطوارئ عليها؟
- أنا قلق جداً على مصر، وأخشى عليها من التقسيم، مثلما حدث فى السودان، ومن لحظة ربما لا يجد فيها أبناؤها قوت يومهم، والرئيس بدأ خطابه بأنه على شعب بورسعيد احترام أحكام القضاء، وهو على حق، لكن المشكلة الحقيقية أنه نفسه لا يحترم تلك الأحكام، فهو آخر شخص يمكن أن يتحدث عن احترام الأحكام، بعد أن حصن قراراته، وإذا كان رب البيت بالدف ضارباً، فشيمة أهل البيت الرقص. كما تحدث الرئيس عن حقوق الإنسان واستخدام السلاح، وأنا أسأله، من الذى استخدم السلاح لحصار المحكمة الدستورية، وفى أحداث الاتحادية ضد العُزّل، ومن الذى شكل كتائب (95)، ومن يمتلك قوات خاصة مدربة على أعلى مستوى إرهابى فى غزة؟ خصوصاً أن لدينا معلومات عن إلقاء القبض على فلسطينيين داخل الأراضى المصرية، وهناك شباب يذهبون للتدريب فى غزة. باختصار الرئيس يطيع خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، ويتلقى الأوامر منه، وأرى أن هذا أمر طبيعى، فكل من الفلسطينى والليبى والأردنى الإخوانى، يعون جيداً أن سقوط إخوان مصر يعنى سقوط «إخوانه»، الأمر الذى يجعله يأتى للدفاع عنهم ولو لم يدع إلى ذلك، والجميع يعلم أنهم مدربون منذ سنين، ولديهم السلاح، والغرب مدهم به لإسقاط أنظمة بعينها. ولكل ما سبق يجب ألا يتحدث الرئيس عن الخروج على القانون، أو الثورة المضادة، لأنه وتنظيمه خرجوا فى شهر فبراير 2011، وطالبوا بإخلاء الميدان، بعد اتفاقهم مع عمر سليمان، نائب الرئيس وقتها.[Quote_1]
* لكنهم يدينون سكوت المعارضة على أعمال القتل والتخريب؟
- الرئيس يتحدث عن سكوت المعارضة عن إدانة الأحداث الحالية، ولا يتحدث عن نفسه حين سكت وانشغل بالخطب فى الجوامع، على محاصرة المحكمة الدستورية العليا، بل وحرض عليها، وسكت عن إخوانه الذين يقتلون الناس فى الشوارع. الرئيس أول من ضرب القانون حين أقال النائب العام وعين آخر، وخرج الآن ليشكر الشرطة، لأنها باتت تدافع عنه، ووزير الداخلية الجديد يدافع باستماتة عنه، كما شكر القوات المسلحة، لأن الجيش حتى الآن ورغم كل ما يحدث، لا يتدخل، بعد أن حصل على ما يريد فى الدستور، «مرسى» تحدث عن إجراءات ومحاسبة المتورطين فى العنف، وقطع الطرق وتعطيل مؤسسات الدولة، وأنا أسأله عن المجرمين فى أحداث «الاتحادية»، ومحاصرى الدستورية. باختصار الرئيس شرعيته سقطت، ونفكر الآن فى مرحلة ما بعد «مرسى»؛ فبعد 6 شهور من حكمه فرض إجراءات استثنائية، وكأن الثورة لم تقم، وجيش مصر فى ثورة يناير فشل فى تطبيق حظر التجوال، هو قرر أموراً لن يستطيع تطبيقها، وهذا سيضعفه أكثر، وعندما هدد بأن لديه أكثر، فأرى أنه لا يملك إلا أن يجعلنا كفاراً، ويحمل الناس على كراهيتنا، ليقتل بعضهم بعضاً «تقرباً لله»، تحت شعار إنى «أبغضك فى الله»، وسيساعده على ذلك الفقر والجهل الذى يعانى منه غالبية المصريين، وهو يعمل على استمرار هذا الوضع كى يُمكّن تنظيمه وإخوانه.
* لكن الرئيس دعا المعارضة إلى مائدة الحوار؟
- الرئيس يتحدث عن حوار وطنى، ومجلس الشورى لم يلتزم بما أقره حوار الرئاسة مع بعض الأحزاب، وهذا يدل على أن مصر جمهورية برلمانية، ليست رئاسية، وفى هذه الحالة يكون الرئيس ضعيفاً غير قادر على حل المشاكل، والحوار الحقيقى يجب أن يجرى فى حضور طرف قوى، يلزم الجميع بما يتم التوصل إليه، ويجب حضور الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة، وإذاعة كل الجلسات مباشرة للشعب، عندها يبدأ الحوار، ولن نقبل بسياسات الأمر الواقع، ولن نقبل بالإهانة، لأننا لسنا ضعفاء كى يلووا ذراعنا. الرئيس وعد الثوار فى الانتخابات بتشكيل جمعية تأسيسية متوازنة، لإنتاج دستور يعبر عن المصريين، لكنه حنث وخلف وعده كعادته، والثوار شرعيتهم ثورية، وهو أصبح رئيساً بأصوات الثوار، لكنه لم يعد بالنسبة لهم رئيساً. كما أن الإخوان يتأرجحون مع الشرعية الثورية والشرعية الدستورية، حسب مصالحهم، والثوار رفضوا أن تكون جبهة الإنقاذ شبيهة بممارسات الإخوان. ونحن الآن نفكر فى مرحلة ما بعد «مرسى».[Quote_2]
* تحدثت عن اتفاقات بين الإخوان والجيش، كيف تتوقع دوره فى الفترة المقبلة؟
- الجيش وضعه عجيب، والمصريون لديهم عقيدة القوة المتمثلة فى الجيش، وعقيدة الإيمان، وجيش مصر هو الذى أنشأ الدولة وليس العكس، فى حين أن ثورة 25 يناير قامت ضد الحزب الوطنى، الذى يمثل القوة، والإخوان الذين يمثلون الإيمان، وقفزوا على الثورة بالتعاون مع القوة «الجيش»، وأنا أقول للفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، إننا نعرف أنه لا يأخذ قرارات واجبة، حتى لا يغضب الشارع، لكن عليه أن يتذكر دائماً أن الجيش ملك للشعب، وأنا أتعجب، هل انحاز الجيش لثورة يناير، لمعارضته توريث الحكم، فتركنا لتنظيم الإخوان؟، أنا أدعو الجيش والشرطة والأزهر والكنيسة لاتخاذ مواقف أكثر شجاعة لوقف العنف والمذابح والدماء، وتأسيس دولة القانون، وإذا لم يعِ قادة الجيش أن السيادة للشعب، فسيرتكبون نفس خطأ الشرطة أثناء ثورة يناير، لكن خطأ الجيش سيكون فادحاً. وأخشى على الجيش من الانهيار، إذا لم يتدخل لوقف دولة الميليشيات والسلاح. فعندها سيكون مصير البلد فى يد جماعة تديرها لحساب أشخاص. ولا أقصد بهذا أن يكون الجيش فوق السلطات، لكن ما فعله فى الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور مؤامرة، اشتركت فيها مؤسسة الأزهر.
* تحدثت عن رصد فلسطينيين مدربين يحملون السلاح داخل مصر؟
- لدينا معلومات تؤكد ذلك، وأسأل عن المعتدين على المستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة؟، وأمامك قضية حارس الشاطر، ويمكنكم أن تبحثوا فى الأسماء التى تم رفعها من قوائم الممنوعين من السفر، وفتح الحدود الشرقية، وحين يحدث كل هذا فإننى أرى «مرسى» وإخوانه دمروا الدولة، وأن شرعيته سقطت حين رفض مجلس الشورى توصيات الحوار الوطنى الذى أداره الرئيس، ما يعنى أن مصر دولة برلمانية، والرئيس مجرد شكل ليس أكثر، وهناك مخطط لاختيار خيرت الشاطر، رئيساً للوزراء، وأنا أقول للإخوان: (إن عدتم عدنا).[Quote_3]
* كيف تنظر لمجموعات «بلاك بلوك»؟
- ظهورها رد فعل طبيعى على ميليشيات الإخوان، والفرقة (95) لـ«أسامة ياسين» وزير الشباب القيادى الإخوانى، إن تشكيلها جاء لرفض سياسة لى الذراع، وربما يتطور الأمر لثورة تطيح بالنظام والرئيس، وإلى وقوع اشتباكات مع الشرطة والجيش.
* هناك اتهامات لكم بأنكم تديرون مؤامرة على السلطة وتضمون بينكم الفلول؟
- الفلول هم «الإخوان» ومن حللوا «الدية» للشهيد، ورفضوا الخروج على الحاكم، «البلد دى مش هيتقال طز فيها»، ومحاولات الإخوان الاعتماد على دولة قطر، يكشف عن التآمر للاستحواذ والسيطرة، فقطر ولاية أمريكية، وأرى أن السيادة المصرية منقوصة فى ظل هذه العلاقة الثنائية معها، وعلى جبهة الإنقاذ ألا تعارض فقط، وإنما تقدم بديلاً للسلطة، ونحن قادرون على الإمساك بالسلطة الآن، نظراً لتنوع المشاركين فيها، وأظن أن نهاية الإخوان اقتربت.
* هددتم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، هل هذا قراركم النهائى؟
- مقاطعة الاستفتاء كانت واجبة، والمشاركة كانت خطأ فادحاً، وتم بعدها تزوير الاستفتاء ولم ننسحب، وخوض الانتخابات سيكون خطأ جديداً دون تعديل مواد الدستور، وأنا أقول لكل من يتملق الإخوان، كفوا عن هذا، وأقصد منهم الدكتور أيمن نور، والدكتور وحيد عبدالمجيد، والدكتور عبدالجليل مصطفى، وحركة 6 أبريل، والدكتور محمد أنور السادات.
أخبار متعلقة:
"6 أبريل" ترد على الجندي: نرفض المزايدة على مواقفنا الوطنية