أبوزيد الهلالى الشربينى

قلت له أثناء مرورى بجانبه مع زملاء خارجين من لجنة امتحانات الثانوية العامة: «ربنا يوفقكم»، فرد سريعاً: «ربنا يطلعنا منها على خير الأول».. الصراحة عنده حق.. فوفقاً لطريقة الشربينى الهلالى والنجمة الذهبية العيال دى مش هتخلص ثانوية عامة ولا بعد 3 سنين، لأنه لا قادر يمنع تسريبات الامتحانات ولا حتى قادر يأمن اجتماعاته الشخصية اللى ناقص يتعمل لها بث مباشر ويجيبولها سبونسر.. كل اللى طالع بيه «هعيد الامتحان اللى يتسرب».

المشكلة ليست فى قرار أهبل من مسئول لا يدرك تبعات إعادة امتحان على الطالب اللى نفسه يرتاح يومين من ماراثون المذاكرة والمراجعة والحفظ والتسميع، ولا تبعات القرار على الأسرة التى تستمر فى حالة «شبه الأسرة» من التخبط والانهيار والدروس ومجموعات التقوية ونوفر منين.. ولا الوزارة نفسها التى ستستمر فى طباعة امتحانات جديدة -هتتسرب برضه- ولجان ومراقبين وبدلات ومكافآت وقائمة طويلة من اللجان واللجان المنبثقة والحسابة بتحسب.

هو بيعمل فى نفسه وفينا كده ليه؟

السؤال ده لا أعرف إجابته الصراحة وأكاد أقسم أنه هو بنفسه لا يعرف السبب، مثلما لا يعرف سبب اختياره وزيراً.

لكن ما أعرفه أنه يساهم فى تحطيم جيل كامل من طلاب المرحلة الثانوية.. جيل وجد نفسه واقف بين دورين فى أسانسير، يدخل امتحانات ويخرج ويكتشف إنه هيعيدها.. ما ذنب الطلاب إذا كان الوزير غير قادر على إدارة منظومة التعليم؟

ما ذنب الطلاب وأسرهم فى إعادة الامتحانات من أول وجديد فى ظل وزير لا يعرف كيف يحمى مكتبه ولا امتحاناته ولا أوراق إجاباته النموذجية، وقد صدعنا قبل الهنا بسنة بتحدى منظومة الغش.. أتذكر الوزير «الهلالى» وقد تقمص شخصية أبوزيد والزناتى خليفة فى نفس الوقت وهو يؤكد لصديقى الإعلامى محمد الدسوقى رشدى أن الغش مرحلة وانتهت ومش هتتكرر، فيحاول «دسوقى» أن يعيد تأكيد الكلام ويسأله مجدداً: سيادة الوزير بتقول إن الغش فى الثانوية العامة انتهى ومش هيحصل نفهم من كده أن الوزارة هتنتصر على شاومينج؟ فاندهش الوزير حتى اتسعت عيناه الضيقتان وهو يهز رأسه متسائلاً: يعنى إيه مش فاهم؟

الوزير الذى يعلن أن زمن الغش انتهى لا يعرف اسم الصفحة التى تنشر عليها تسريبات الامتحانات وإجاباتها والفضايح التى تجاوزت الجلاجل. مثل هذه النوعية من الوزراء تجلس فى المناصب وتتحكم فى أجيال.. مثل هذه النوعية من المسئولين يمكن أن تغير شكل خريطة مستقبل العمل بالتشوهات التى تتسبب فيها.

مثل هذه النوعية من المسئولين سيحاسبنا الله لو تركناهم يوماً فى مناصبهم.

كنت قررت أن أتوقف عن الكتابة عن وزير التربية والتعليم، لكن بما أنه طلع على المسرح بنفسه، فمفيش مانع نكمل معاه شوية.