بالفيديو| الطريقة "البرهامية".. "الذكر" على كتاب الله وسنة رسوله

كتب: سلوى الزغبي

بالفيديو| الطريقة "البرهامية".. "الذكر" على كتاب الله وسنة رسوله

بالفيديو| الطريقة "البرهامية".. "الذكر" على كتاب الله وسنة رسوله

"البرهامية"، إحدى الطرق الصوفية التي أسسها شيخها العارف بالله سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي، في العام 785 هجريًا، وهو شَريف حُسيّني من آل بيت رسول الله، نشأ في أسرة متصوفة، أبوه عبدالعزيز أبوالمجد، كان أخذ الطريقة عن شيخة عبدالفتوح الوصفي، وأمه فاطمة الشاذلية شقيقة أبوالحسن الشاذلي، ويعد الدسوقي "سر الطريق" لكنه ليس شيخه، لأنه ظل في خلوته 43 عاما حتى وفاته، بينما نشر الطريقة أخيه موسى بن عبدالعزيز أبوالمجد، الملقب بـ"أبي عمران".

ويوضح الشيخ إبراهيم الباجوري، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية ورئيس اللجنة الدينية والعلمية بمشيخة عموم السادة البرهامية، لـ"الوطن"، أهم قواعد الطريقة البرهامية التي أرساها شيخها إبراهيم الدسوقي، والأوردة اليومية للطريقة وكيفية "حضرة الذكر" الرمضانية.أما القواعد فهي:

1ـ "ليس الطريق لمَن سبق ولكن الطريق لمَن صدق"، إحدى قواعد الشيخ إبراهيم الدسوقي، التي تشير إلى أنه ربما أخذ الطريق شخصا منذ 30 عامًا وجاء غيره أخذه منذ شهرين، فإن كان الأخير صادق فهو أقرب إلى الفضل من القديم، لأنه صادق فيتخطى الأول في مراحل القرب إلى الله.

2ـ "الطريق تخلُّق وليس تعلُّق"، القول الثاني للدسوقي، لأن التخلُّق من أهم الطاعات عند المتصوفة، ما دام الحب بين المُريد والشيخ فله طاعة الشيخ فيما يرضي الله، وليس متعلّق بالشيخ إبراهيم أو الحضرة، لكن لا بد أن يتخلّق بالأمر ذاته.

3ـ "مَن أخذ الطريق تجارة بارت تجارته"، بهذا القول أراد الدسوقي من أبنائه عدم الانشغال الكامل بالدنيا، أو تكون الطريقة تجارة وادّعاء لأن التصوف التزام وليس ابتداع. 4ـ "من كان متشرّعا متحققا شريفا عفيفا نظيفا فهو من أبنائي، ولو كام من أقصى بقاع الأرض، أما مَن لم يكن متشرّعا متحققا شريفا عفيفا نظيفا فهو ليس من أبنائي وإن كان ابني من صلبي".

ويتميز أتباع الطريقة البرهامية، فيما يخص موعد قراءة الأوردة اليومية وصيغتها وعددها وهيئتها، بقولها بعد صلاة الصبح وصلاة العصر، مستندين في ذلك كما اُهتدي إبراهيم الدسوقي إلى قوله تعالى في سورة "ق": "ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب، فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب".وتبدأ تلاوة الأوراد بقول:

ـ "بسم الله الرحمن الرحيم" 100 مرة

ـ "استغفر الله العظيم هو التواب الرحيم" 100 مرة، أخذ العدد وكيفية الاستغفار من كتاب الله والسُّنة، حيث قال النبي "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"، وفي قول آخر: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة"، أما هيئة الاستغفار أخذها من قوله تعالى: "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم".

ـ "لا إله إلا الله يا دايم"، تقال 300 مرة، وزاد لفظ "يا دايم" على الرغم من عدم وجوده ضمن أسماء الله الحسنى، لكن الدسوقي فطن إلى أن كل الأسماء بها صفة الدوام، وبالتالي هو يذكر الله بكل اسمائه في لفظ واحد هو "دايم".

ـ "اللهم صل على محمد وآله وسلم" 100 مرة، ويقال: "اللهم صل على الذات المحمدية اللطيفة الأحدية، شمس سماء الأسرار ومظهر الأنوار، ومركز مدار الجلال وقطب فلك الجمال، اللهم بسره لديك وبسيره اليك، آمن خوفي وأقل عثرتي واذهب حزني وحرصي، وكن لي وخذني إليك مني وارزقني الفناء عني، ولا تجعلني مفتونًا بنفسي محجوبًا بحسي، واكشف لي عن كل سر مكتوم يا حي يا قيوم".

اليوم العاشر من رمضان، تقيم الطريقة البرهامية حضرتها في سرادق إلى جانب مسجد الحسين، ولا تقتصر على أبناء الطريقة أو الصوفية فقط، يجلس المُريدون ويبدأون بصيغة التأمين "آمين آمين آمين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، أشرف الخلق سيدنا محمد"، ثم يأتي القائم على الحضرة، وهو مَن يُنيبه شيخ الطريقة يسمى "شيخ الحضرة"، ويقول: "فاعلم أنه لا إله إلا الله"، قال رسول الله: "أفضل ما قلته والنبيون من قبلي لا إله إلا الله، أفضل ما يقوله العبد لا إله إلا الله، ثم يقول: "لا إله إلا الله" بصوت جهري ويرد وراءه الذاكرون، ثم يبدأ واحد في المديح، ويحولوا مجلس الذكر من "لا إله إلا الله" إلى الذكر بالاسم المفرد، بالاسم المُضغم "الله"، ثم يبدأون في الوقوف ويتمايلون في الذك،ر ليذكروا الله يمينًا ويسارًا.

بعد ذلك يصبح ذكر لفظ الجلالة "الله" وكأنه همس، بهيئة نطق بعينها تخرج الحروف من القلب، فيضرب اللسان في حلق الفم، ليستشعر الذاكر عظمة الذكر مع كثرة ترديد كلمة "الله"، لقوله تعالى: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، فبهذه الكيفية يخرج اللفظ من القلب.

وتجلس النساء في مكان معزول عن الرجال، فهي لا تُحرم من أنها تأخذ الطريق ولكن لا تتمايل في الحضرة، ولا تحضرها، فهي تجلس وتستمع ولكن لا تقف أو تتمايل فهي ليست ذاكرة، كما أن الأوراد عند المرأة قليلة في الطريقة البرهامية، غير الرجل لانشغالها في بيتها وعملها فلا يُثقل عليها.

 


مواضيع متعلقة